أقواس
- من منّا لا يعرف الشاي العدني الأصيل،الذي لا تكتمل فرحة أو جلسة أو مناسبة إلا به .. تجده في كل وقت الجليس الممتع لك حتى في العمل وفي أوقات الفراغ..هذا المشروب الساخن الذي أدمنته أفواه جميع رواد عدن حتى صار ثقافة اقترنت بموروث عدن ذاتها.- أينما تزور من بلدان عربية تجد الشاي العدني يتصدر قائمة المشروبات الساخنة في قائمة الطلبات،والغريب في الأمر أنه أصبح علاجا ً سريعا ً لألام الرأس وأوجاعه، فترى الأفراد لا يفتحون أعينهم في الصباح إلاّ بكوب شاي يدعونه بلغتنا العامية (شاي رزين) بمعنى ثقيل ومكثف المحتويات.- هذا الكوب الذي لا يكتفي صاحبه بشرب واحد فقط منه ،صار الملهم لحوار جيد ورأي سديد،فتستمع للرجال في المقاهي المخصصة بذلك وهم يتناولون أهم القضايا وأطراف الحديث الساخنة وينسون تعبهم وهمومهم بكوب منه،هذا إن كنت في عدن،ما بالكم أن سافرتم إلى صنعاء أو خارج اليمن واتجهتم إلى البحرين أو الرياض أو حتى الأردن تجد أن احتساء هذا الكوب هو الشفاء لحالتك بل هو كل سعادتك،والمواسي لك في حنينك للوطن.- فعندما تطرق أي باب من منازل عدن لابد أن تضيّف به،فهذا المشروب حافظ على عراقته وأصالته حتى أحبه الجميع وأصبح محفزاً للفكر والثقافة ..فحياُتنا نحن أبناء عدن ترفض العيش بدون هذا الجليس الرائع وبالرغم من نوبة ارتفاع الأسعار التي حرمت البعض من الجلوس في المقاهي وشرب كوب منه، فأتمنى أن لا تزيد هذه النوبة في الغلاء وتحرم الأسر رشفة من هذا الشاي مثلما حُِرم البعض بسبب الغلاء كسرة الخبز..