إعداد/ بشرى مشورةتشكل وفيات الأمهات نسبة كبيرة من الوفيات بين النساء في سن الإنجاب في الجمهورية اليمنية، فقد تبين من المسح اليمني لصحة الأسرة لعام 2003م أن 38% في المائة من وفيات النساء في سن الإنجاب تحدث بسبب مضاعفات الحمل والولادة وما بعدها. كما أظهر هذا المسح أن نسبة وفيات الأمهات 365 وفاة لكل 100.000 مولود حي، بينما في الدول المتقدمة لا تتعدى هذه النسبة 9 وفيات لكل 100.000 مولود حي، والمتوسط بين دول إقليم الشرق الأوسط ما يقارب 175 وفاة أم لكل 100.000 مولود حي. تحتفل الناس عادة بمولد طفل جديد وتكرم النساء على دورهن كأمهات، غير أن عملية الحمل والولادة في اليمن تعد رحلة محفوفة بالمخاطر حيث تموت حوالي 2.000 أم كل عام لأسباب تتعلق بهذا الحدث المانح للحياة. وليست هذه الوفيات سوى جزء من تلك الصورة المأساوية، فمقابل كل امرأة تموت، تعاني نحو ثلاثين امرأة أخرى من مشكلات صحية مدمرة لحياتهن. وتشمل هذه المشكلات الصحية فقر الدم الشديد، والعقم، والأضرار التي تصيب الجهاز التناسلي ومن أهمها ناسور الولادة (ينتج أثناء المخاض المتعسر ويؤدي ضغط رأس المولود على رحم الأم لمدة طويلة إلى انقطاع إمدادات الدم عبر الأنسجة التي تحيط المهبل، ثم تتآكل الأنسجة المصابة تاركة فتحة. ويموت المولود عادة وتصاب المرأة بعجز عن التحكم في عملية التبول. وقد تعاني أيضاً من التهابات الأعضاء التناسلية وأضرار في أعصاب ساقيها. فبدلاً من مواساتها، غالباً ما يرفضها زوجها وينبذها مجتمعها). وتجد كثير من النساء حرجاً شديداً في السعي للعلاج وتتفاقم “ثقافة الصمت” بينهن لأنهن غير قادرات على تقرير الاختيارات والتصرف بحرية من أجل الاهتمام بصحتهن.تواجه الأمهات اليمنيات معوقات متعددة في سعيهن وتلقيهن الرعاية اللازمة لإنقاذ حياتهن مما يسبب تأخيرهن وحدوث وفاتهن ومن أهمها:* عدم إدراك النساء وأسرهن لمؤشرات الخطر وأعراض المضاعفات التي تهدد الحياة مما يؤدي إلى تأجيل قرار السعي للحصول على الرعاية. وكثير من النساء والأسر تجد صعوبة في اتخاذ القرار بشأن التماس الرعاية الطبية بسبب الرعاية المتدنية أو المعاملة السيئة في المرافق الصحية أو بسب التكاليف الباهظة للخدمة.* استغراق وقت طويل للوصول إلى المرفق الصحي الملائم بسبب عدم وجود المواصلات أو عدم وجود الإمكانيات المالية أو صعوبة الطرق.* تلقى النساء رعاية طبية أقل من المستوى أو بطيئة في المرافق الصحية بسبب سوء نوعية الخدمة لافتقار بعضها للبنية الأساسية (المياه والكهرباء والمعدات الطبية)، وبعضها تعاني من عدم وجود الكوادر أو نقص في تدريبها أو عدم التزامها بالعمل، وبعضها تفتقر لإمدادات الأدوية الأساسية وتوفير الدم الآمن، والكثير منها لا تحصل على الإشراف والمراقبة.لذا دعت العديد من المؤتمرات العالمية والإقليمية إلى الأمومة الآمنة والتي تتلخص في :* توسيع وتقوية الخدمات الصحية للأمومة بحيث تكون سهلة المنال.*زيادة الوصول إلى خدمات تنظيم الأسرة.* تحسين وضع المرأة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية.
وضع الأمومة في اليمن
أخبار متعلقة