أبدوا استغرابهم من التضخيم والصورة المضللة لبعض وسائل الإعلام عن حقيقة الأوضاع في اليمن
العليمي يلقي كلمته في اجتماع لجنة منظمة السياحة العالمية
صنعاء / سبأ:أبدى خبراء ومراقبون دوليون استغرابهم من الصورة الإعلامية المضللة التي تحاول بعض وسائل الإعلام المغرضة رسمها عن اليمن وحقيقة الأوضاع الأمنية فيه.. مشيرين إلى أن الحقيقة على أرض اليمن منافية تماما لتلك الصورة المبالغة والمضللة والمغلوطة، وأن اليمن بلد ينعم بالأمن والاستقرار على عكس ما تتعمد صنعه وتسويقه وسائل إعلامية امتهنت التهويل والإثارة والتضخيم وتحريك الفتن.جاء ذلك في تصريحات صحافية منفصلة أدلى بها الخبراء والمراقبون الدوليون لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) على هامش مشاركتهم في أعمال الاجتماع الـ(34) لمنظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط الذي احتضنته العاصمة صنعاء خلال الفترة من(22 - 23)يونيو الجاري.. داعين وسائل الإعلام الدولية والعربية ذات النهج الإعلامي المسئول والملتزم إلى تحري الدقة والموضوعية في رسائلهم الإعلامية، الوقوف إلى جانب اليمن ومساندته في التصدي للحملات والهجمات الإعلامية المضادة التي تسعى إلى النيل من كل ما هو جميل في اليمن ومحاولة تشويه صورته المشرقة التي عرف بها على مر التاريخ كمهد لأقدم الحواضر التاريخية ومساهمته في إثراء الحضارة الإنسانية والبشرية بالكثير من الانجازات العلمية والثقافية والاقتصادية.وأشاد الخبراء والمراقبون الدوليون بما يتمتع به اليمن كقيادة ووطن وشعب متماسك وقوي ينعم بالإرادة القوية والصلبة التي تمكنه من المضي والبحث عن الحلول الناجعة لمشكلاته بعيدة المدى والتي تحفظ له أمنه واستقراره واصطفافه الاجتماعي.. منوهين بأهمية أن تمثل تلك العوامل مصدر الهام لجميع القوى الخيرة في الداخل والخارج، في القطاع العام والخاص، لدى الدول المانحة والصديقة، باتجاه دعم اليمن والوفاء بالتزاماتها تجاهه بما يفتح أمامه آفاقاً اقتصادية والاستفادة من الجهود المنصبة حاليا فيه نحو عملية البناء والتنمية، ومساعدته في استثمار ما يتمتع به من مقومات سياحية واعدة تجعله في مصاف الدول الجاذبة للسياحة وزيادة حصته من السياحة الدولية باعتبار السياحة أحد أهم المصادر الاقتصادية التي يعتمد عليها.. مؤكدين دعمهم الكامل للمنتج السياحي اليمني الذي يتميز بالتنوع الطبيعي والحضاري والتاريخي والثقافي.
وأعرب المراقبون الدوليون والخبراء من أعضاء الوفود العربية والدولية المشاركة في أعمال الاجتماع عن أسفهم وانزعاجهم للتبعات السلبية التي لحقت بقطاع السياحة اليمنية على خلفية ما وصفوه بتضخيم وسائل الإعلام للأحداث وتشوية سمعة اليمن رغم حالة الأمن والاستقرار التي ينعم بها. ففي هذا الخصوص قال أمين عام منظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط الدكتور طالب الرفاعي :« إن اليمن بلد سياحي واعد واجتماع صنعاء لهو دليل قاطع على من يشكك بقدرة اليمن في تنظيم المؤتمرات واستقطاب السياحة في ظل التضخيم الإعلامي للأحداث في اليمن وتأثيرها على قطاع السياحة والتنمية الاقتصادية » .وقال:« لمسنا الجوانب الأمنية مستقرة وشهدنا قطاع السياحة واعداً لما يتمتع به اليمن من مقومات طبيعية ومعالم سياحية ومواقع أثرية وموروث ثقافي ومعماري كبير » .. مشيراً إلى أهمية السياحة ودروها في تنمية الموارد المحلية ومكافحة الفقر والحد من البطالة باعتبار السياحة صناعة تضاهي الصناعات الاقتصادية والنفط، وهي المستقبل الواعد وأداة السلم العالمي، وأداة التنمية والتشغيل وهي الوسيلة الأنجح في الحفاظ على البيئة والتراث والسلام والمستقبل .ونوه أمين عام المنظمة بأن النصف الأول من العام الجاري شهد نموا في قطاع السياحة وصل إلى 6 بالمائة مقارنة بالتحديات وانخفاض الزوار والإيرادات التي شهدها قطاع السياحة خلال العام الماضي بسبب الأزمة المالية والاقتصادية الذي كان عام 2009م من أشد وأصعب الأعوام على السياحة منذ 60عاماً.
جانب من المشاركين اليمنيين والعرب
وقال الرفاعي:« إن اليمن شهد خلال السنوات العشر الأخيرة نهوضاً متميزاً في قطاع السياحة ورغم التحديات والظروف الراهنة إلا أنها استقبلت خلال العام الماضي 2009 أكثر من مليون سائح منهم 600 ألف سائح عربي أكثرهم مغتربون يمنيون عائدون و400 ألف سائح أوروبي ما يؤكد أن السياحة اليمنية في تطور وتقدم ومواجهة كل قوى الشر والشد العكسي والإرهاب » .وأشار إلى أن اليمن لايزال أمامه تحديات كبيرة وأهمها تحديا البطالة والفقر فلا يمكن وجود تعاف اقتصادي حقيقي مالم توجد فرص عمل لامتصاص البطالة، وتحقيق سياحة مستدامة إضافة إلى التحديث البيئي الذي يمثل المشكلة الأساسية في ظل العالمية .رئيس المنظمة العربية للسياحة الدكتور بندر بن فهد آل فهيد أعرب من جانبه عن سعادته لما شاهده من تطور وتقدم في القطاع السياحي باليمن مرجعا ذلك إلى ديناميكية القيادة السياسية والدعم والتسهيلات المقدمة من الحكومة اليمنية التي تولي قطاع السياحة جل اهتمامها.وأكد الدكتور بندر أن المنظمة العربية ستعمل بالشراكة مع اليمن لتنفيذ عدد من المشاريع السياحية في اليمن وأهمها إنشاء الأكاديمية العربية للسياحة والضيافة ونتطلع إلى مشاريع أخرى لتنفيذها في مجال دعم المنتج السياحي والحرفي ومكافحة الفقر والحد من البطالة من خلال دعم السياحة البينية والداخلية والبيئية التي تتميز بها اليمن .وقال:« نحن ندعم مبادرة تحقيق التنمية السياحية المستدامة وسنعمل على إيجاد جهات مانحة وإيجاد آلية لتنفيذ مشاريع المبادرة، كما قمنا مؤخراً بإنشاء المجلس العربي لإدارة الأزمات على المستوى الإقليمي ويتخد من اليمن مقراً رئيسياً له برئاسة وزير السياحة نبيل الفقيه وسنقوم بوضع إستراتيجية وخطة لأي أزمة تواجه القطاع السياحي ليس في اليمن وإنما على مستوى المناطق العربية.وأعرب رئيس المنظمة العربية للسياح عن أسفه لما تقوم به وسائل الإعلام من تضخيم الأحداث باليمن والسعي نحو تشويه سمعة اليمن .. داعياً وسائل الإعلام إلى توخي الدقة والمصداقية في نقل الأحداث وعدم تضخيم الأمور.من جانبه أشار مستشار منظمة السياحة العربية لشئون التطوير والتسويق والترويج إبراهيم أبو هليل إلى أن خارطة الطريق التي تم مناقشتها في اليمن ودورها في وضع المبادئ الأساسية والإستراتيجية الخاصة بكيفية الدفاع عن الأزمة والبحث عن أسواق جديدة واعدة وشراكة وتعاون وتحالفات على المستوى الإقليمي الإقليمي والعالمي . وأوضح أن اليمن هي الدولة العربية الوحيدة المستهدفة من مشروع التنمية السياحية المستدامة وهذا يعتبر بعد تخطيط ونظرة بعيدة المدى وسنعمل جاهدين على دعمها وإيجاد ممولين ومانحين في القريب العاجل للبدء في تنفيذها، منوهاً بأنه تم النقاش والاجتماعات والاتفاق مع البنك الإسلامي بجدة حول تبني البنك تنفيذ مشاريع التنمية السياحية المستدامة باليمن وبناءً على ما طرحته وزارة السياحة في إستراتيجيتها ونسعى إلى توسيع هذه الخطة والمبادرة لتشمل كيفية إدارة الأزمات والتعامل مع وسائل الإعلام التي نقلت صورة سلبية عن السياحة.وتابع إنني أوجه رسالة من صنعاء مفادها لا للاستلام لقوى الإرهاب التي تحاول تشوية كل ما هو جميل باليمن، نحن اقل تأثرا من السياحة العالمية ، واليمن ليست الدولة الوحيدة المتضررة من الإرهاب، فالعالم كله مر بهذه التجارب ولكن سوف يستعيد عافيته وقطاع السياحة في اليمن قطاع واعد ويعد المحرك الرئيس لعجلة التنمية ومكافحة الفقر وإيجاد فرص عمل للشباب.مدير السياحة بالجمهورية اللبنانية ورئيس لجنة منظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط الدكتورة ندى سردوق أعربت عن سعادتها لمشاركتها في حضور الاجتماع الـ34 للجنة منظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط في صنعاء وخصوصية الاجتماع في ظل الحملة الإعلامية الشرسة على السياحة في اليمن بلد الثقافات والحضارات والأمجاد ، مشيرة إلى أن اختيار اليمن لهذا الاجتماع يكتسب الكثير من الإبعاد ومنها البعد السياسي.وأشارت سردوق إلى أن البلدان العربية وبلدان شمال إفريقيا تحتوي على طاقات سياحية هائلة تختزن ثرواتها الطبيعية وتقاليدها الاجتماعية والثقافية ونسعى إلى الاستفادة من هذه التجارب .. مؤكدة أهمية تعزيز التعاون والتضامن والتكامل من اجل استثمار مواردنا السياحية وتوظيفها على أكمل وجه وبالتالي الاستفادة من الدعم التقني لمواجهة التحديات التي تواجه قطاع السياحة حالياً .رئيس الوفد القطري أحمد عبدالله النعمي ثمن جهود اليمن في استضافة اجتماع اللجنة الـ34 لمنظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط .. مشيرا إلى أن هذه الاستضافة تؤكد الإدراك الواعي لليمن لأهمية السياحة كصناعة معاصرة قادرة على معالجة الكثير من المشكلات الاقتصادية.وأكد النعيمي أن اليمن في أمن واستقرار، وأن المبادرة التي تستهدف التخفيف من الفقر وإيجاد فرص عمل ودعم المنتج السياحي ستعمل على تحقيق قفزة في القطاع السياحي اليمني، مؤكدا وقوف قطر لدعم المبادرة والسياحة في اليمن .وأشار إلى الأهمية التي يكتسبها الاجتماع كمناسبة لمناقشة الآراء والأفكار وتبادل الخبرات والتجارب مع القطاع السياحي في مختلف البلدان العربية والصديقة، ومناقشة التحديات الراهنة للقطاع السياحي وكيفية عمل خطة لإنعاش السياحة في الشرق الأوسط .رئيس جمعية وكالات السياحة والسفر الأردنية بعمان شاهر حمدان أشار إلى أن اجتماع صنعاء لمنظمة السياحة العالمية سيعود بالنفع على اليمن حكومة وشعباً من خلال الترويج للسياحة وتعريف العالم بأن اليمن بلد الجمال والأمن والاستقرار وصنعاء حاضنة التاريخ والمعالم السياحية الأثرية والبساطة التي تظهر على سكانها وأهلها الطيبين والفن المعماري الجميل المحافظ على التراث الحضاري للفترات المتعاقبة.وأكد أن السياحة تمثل المورد الطبيعي الذي لاينضب وستظل السياحة مثمرة من خلال حركة الناس الذين بطبيعتهم يحبون السفر والترحال وسيكون لليمن نصيب جيد .. داعياً إلى أهمية الاهتمام بالعنصر البشري باليمن والاستثمار فيه من خلال التدريب والتأهيل والاعتماد على السياحة الداخلية التي هي إحدى ركائز وأساسات السياحة الخارجية واهم الموارد الداعمة للاقتصاد الوطني «وبلد من دون سياحة داخلية لا يمكن أن تكون فيه سياحة خارجية».فيما يشير رئيس الوفد السوري مدير هيئة السياحة السورية حبيب عباس إلى أهمية الخروج بآلية تطوير للسياحة في منطقة إقليم الشرق الأوسط والوقوف أمام أخلاقيات السياحة وكذا أهمية تنشيط السياحة الدينية والبينية وإيجاد تعاون كبير من الدول الأعضاء في المنظمة لخدمة المنتج السياحي في المجتمعات المحلية .وأشاد بالمبادرة التي تستهدف تحقيق التنمية السياحة المستدامة باتجاه التخفيف من الفقر والحفاظ على المواقع الأثرية والسياحية وجذب اكبر عدد من السياح وتفعيل وتسهيل السياحة البينية . وأعرب عن أسفه لما تقوم به وسائل الإعلام المختلفة من تضخيم للأحداث بشكل كبير والتي تجعل السياح في الخارج يعزفون عن السفر إلى اليمن بسبب الأمن والاستقرار.. قائلاً « لقد زرنا اليمن ورأينا غير ما يحدث في الإعلام الوضع هنا مستقر ورائع وطبيعة الشعب اليمني كما هو مبتسم ومضياف ومرحب بالضيف.. والمواقع الأثرية و السياحية هنا جميلة ومتعددة وندعو من صنعاء السياح العرب والأجانب إلى لزيارة اليمن كونها بلداً جميلاً وبلداً واعداً بالسياحة .من جانبه أشار علوان الشيباني رئيس اتحاد الفنادق إلى المعاناة التي يواجهها القطاع الفندقي والسياحي باليمن والتحديات والصعوبات التي نتجت عن إغلاق بعض الفنادق بسبب انخفاض نسبة السياح الوافدين إلى اليمن .وأكد أهمية السياحة الداخلية بالنسبة للدول التي ترتفع فيها نسبة دخل الفرد، فيما اليمن مستوى الفقر يرتفع فيها إلى أكثر من 36 بالمائة ونسبة دخل الفرد لا تقل عن دولارين باليوم الواحد ونعتمد بدرجة أساسية على السياحة الوافدة الخارجية.وانتقد الحصار المفروض الذي تمارسه بعض القوى على بلادنا وطالب المنظمة العالمية بضرورة الإسهام في رفع المحذورات الخاصة بعدم استقدام السياح الأوروبيين لأسباب أمنية . وقال:« إن الموارد البشرية في اليمن ثروة اقتصادية لكن القدرات والمؤهلات في خدمة القطاع السياحي محدودة .. » مطالباً المنظمة العالمية بدعم المؤسسة وإيجاد أجهزة حديثة تقدم معلومات و إحصائيات دقيقة عن واقع السياحة في اليمن.