بغداد /14 أكتوبر/ رويترز:أعلنت الكتلة السياسية الرئيسية للسنة العرب في العراق تعليق المحادثات بشأن العودة إلى الحكومة التي يقودها الشيعة بعد خلاف مع رئيس الوزراء نوري المالكي على منصب في مجلس الوزراء.وإقناع جبهة التوافق العراقية بالعودة للانضمام للحكومة هدف رئيسي للسياسة الأمريكية في العراق ويعتبر خطوة حيوية نحو المصالحة بين الفصائل المتصارعة في العراق. وليس للسنة العرب صوت يذكر في مجلس وزراء يهيمن عليه الشيعة والأكراد.وانهيار المحادثات قد يقوض جهود واشنطن لإقناع الدول العربية السنية بتقديم دعم أكبر للحكومة العراقية في مؤتمر سيعقد في السويد هذا الأسبوع كسبيل لمواجهة نفوذ إيران الشيعية المتنامي في العراق.وقال سالم الجبوري المتحدث باسم جبهة التوافق “علقنا المفاوضات مع الحكومة وسحبنا مرشحينا” مضيفا أن القرار اتخذ بعد أن اعترض المالكي على أحد المرشحين الذين اقترحتهم الجبهة لمنصب وزاري.وانسحبت جبهة التوافق من حكومة الوحدة الوطنية في أغسطس الماضي مطالبة بإطلاق سراح معتقلين في السجون العراقية غالبيتهم من السنة العرب وبدور أكبر في المسائل الأمنية.وقال الجبوري إن جبهة التوافق وضعت قائمة مرشحين لستة مناصب وزارية لتسليمها للحكومة للموافقة عليها لكن المالكي رفض الترشيح المتعلق بوزارة التخطيط.ولكن علي الأديب عضو البرلمان والعضو البارز في حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي هون من شأن هذا التعليق للمحادثات.وقال لوكالة “رويترز “لا اعتقد أن هذا سيقود إلى انسحاب كامل لجبهة التوافق من الحكومة.”ومنذ توليه السلطة في مايو عام 2006 يواجه المالكي انتقادات مستمرة من جانب الأقلية السنية التي تقول انه يعلي مصالح الأغلبية الشيعية على مصالح الطوائف والأعراق الأخرى في البلاد.وهو تحت ضغوط لجمع أطراف متعددة في الصراع المعقد في العراق من متمردين سنة وتنظيم القاعدة وعشرات الألوف من المسلحين الشيعة الفقراء الموالين للزعيم الديني مقتدى الصدر المناهض للولايات المتحدة.لكنه حظي بالإشادة من جانب ساسة من السنة العرب بعد أن شن حملة على ميليشيات شيعية موالية للصدر في بغداد ومدينة البصرة الجنوبية في أواخر مارس الماضي.ولم يعد لميليشيا جيش المهدي الموالية للصدر نشاط ظاهر بعد أن سيطرت قوات الأمن العراقية على معقلها في بغداد بموجب هدنة بعد قتال دام عدة أسابيع.لكن ثبت انه لا يمكن التنبؤ بردود فعل الصدر. فقد سحب كتلته من حكومة المالكي العام الماضي احتجاجا على رفضه التفاوض على جدول زمني لسحب القوات الأمريكية.ويوم الثلاثاء الماضي دعا الصدر لاحتجاج حاشد اعتراضا على إجراء مفاوضات بين واشنطن وبغداد على إبقاء القوات الأمريكية إلى ما بعد عام 2008.وقال الصدر إن الاحتجاجات ستستمر في جميع إرجاء البلاد حتى توافق الحكومة على إجراء استفتاء على استمرار الوجود الأمريكي في البلاد.ومن شأن كسب مساندة الدول العربية المجاورة التي يحكمها سنة أن يساعد المالكي على تعزيز حكومته التي تنعم بفترة هدوء بعد تراجع كبير في أعمال العنف.وسيرأس الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون والمالكي المؤتمر الذي يفتتح في السويد اليوم الخميس بهدف تقييم مدى التقدم في تنفيذ خطة أقرت خلال اجتماع عقد في مصر العام الماضي للمساعدة في إعادة إعمار العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 .وتطالب الولايات المتحدة الحكومات العربية السنية بدعم حكومة المالكي عن طريق شطب ديون وفتح بعثات دبلوماسية.وتريد السعودية اكبر مصدر للنفط في العالم وأكثر الدول نفوذا في المنطقة من حكومة المالكي أن تبني الجسور مع السنة الذين حكموا العراق في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين.وقال المحلل السياسي كاظم المقدادي من جامعة بغداد أن تحسن الوضع الأمني والانقسامات داخل جبهة التوافق ما زالا يعطيان المالكي قوة تفاوضية لذلك فان انسحابها لن يكون له أثر كبير عليه.وقال ظافر العاني العضو البارز في جبهة التوافق أن الكتلة تريد حل الخلاف مع المالكي لكنها متشككة في نواياه تجاهها.وأبلغ وكالة رويترز أن الحكومة كانت تحاول أثناء المفاوضات الاستفادة من الانقسامات لإثارة صراعات داخل الجبهة.