أول دراسة مسحية على مستوى الجمهورية اليمنية والثالثة في الوطن العربي عن :
78 نسبة الإعلاميات غير المتخصصات في الإعلام ما يتطلب استيعابهن في الدورات التدريبية والتأهيلية أسوة بزملائهن في المهنة عرض/ وردة العواضينفذ منتدى الإعلاميات اليمنيات أول دراسة مسحية في اليمن وهي الثالثة من نوعها في الوطن العربي عن أوضاع الإعلاميات اليمنيات ومعوقات الممارسة المهنية في المجتمع والمؤسسات الإعلامية اليمنية.ساهم في جمع بيانات الدراسة المسحية عدد من الباحثين والباحثات من العاملين في المؤسسات الإعلامية في عدد من المحافظات اليمنية بعد أن تم تدريبهم في مقر منتدى الإعلاميات في 2004/12/23م على طبيعة وأهداف الدراسة وكل ما يتعلق بأسئلة الإستبيان.. وهم الزميلات والزملاء إقبال أحمد القباطي إذاعة عدن، ذكرى جوهر صحيفة 14 أكتوبر، صبري بن مخاشن وكالة الأنباء حضرموت، جمال حسين إذاعة أبين، أحمد زيد صحفي رياضي بتعز، نائلة العبسي وكالة أنباء الحديدة، بشرى فقيرة صحيفة أب، وهيب النصاري صحفي، بلقيس حنش صحيفة الثورة، داليا أنعم نائبة رئيسة المنتدى، والمديرة التنفيذية للمشروع/ وردة العواضي. وبدأت عملية جمع البيانات من 2004/12/24م واستمرت حتى 2005/4/4م.. ووصل عدد الإستمارات المستوفاة للشروط (274) استمارة من إجمالي ( 350) استمارة من المدن العشر الرئيسية.وقام بإعداد هذه الدراسة وتدريب الباحثين والباحثات د/ محمد الفقيه كافي - الأستاذ المساعد بقسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة صنعاء.. وقام بتقييمها د/ عبدالله الزلب - عميد المعهد الإعلامي للتدريب والتأهيل.. وإشراف ومراجعة الأستاذ/ حافظ البكاري - رئيس المركز اليمني لإستطلاعات الرأي العام.وتعتبر هذه الدراسة من باكورة الدراسات العربية التي تسعى لمعرفة الأوضاع المهنية للإعلاميات في المؤسسات الإعلامية المختلفة الصحفية، الإذاعية، والتلفزيونية، العلاقات العامة، ودور النشر، وأنواع المعوقات والصعوبات التي تواجه الإعلاميات في القيام بدورهن الإعلامي وعن أنماط التمييز أيضاً وما يترتب عليها من آثار على أدائهن المهني.وعن ملخص نتائج الدراسة، نوفيها لكم في السطور التالية.:أهم نتائج الدراسة :أولاً: فيما يتعلق بالسن:وصلت نسبة الإعلاميات الشابات إلى (71) وهي نسبة عالية تعكس أهميتهن في الوسط الإعلامي ودورهن المرتقب في النهوض بالعمل الإعلامي، والتغلب على معوقاته إذا ما أحسن استغلال وتوجيه هذه الطاقات الشابة.2- المؤهل العلمي : فيما يتعلق بالمؤهل العلمي المتخصص في الإعلام، فقد أتضح أن الإعلاميات المتخصصات الحاصلات على مؤهل جامعي في الإعلام بلغن (22) فقط، مما يقتضي ضرورة الإهتمام والتأهيل والتدريب ببقية الإعلاميات اللواتي يمثلن (78) حاصلات على مؤهلات متوسطة فأقل (52) أو مؤهل جامعي غير متخصص في الإعلام (23) ودراسات عليا (3).3- القدرات :حول إنفاق الأسرة، أتضح إرتفاع نسبة الإعلاميات اللواتي يشاركن في نفقات الأسرة من دخلهن من المهنة بنسبة بلغت ( 52) سواء كن متزوجات أو غير متزوجات، في الوقت الذي تتحمل نسبة (29) من الإعلاميات نفقات الأسرة كاملة بعد وفاة الأب أو الزوج وهاتان النتيجتان تثبتان أن مهنة الإعلامية لم تعد ترفاً أو محاولات لإثبات الذات بل حاجة ملحة وطريقاً للتعاون والتغلب على الصعوبات الإقتصادية التي تعاني منها الأسرة اليمنية.4- تفرغ الإعلاميات للمهنة :أتضح أن نسبة عالية جداً من الإعلاميات حوالي (88) متفرغات للعمل الإعلامي، ويمكن فهم النتيجة في ضوء مشاركة الإعلاميات اليمنيات في نفقات الأسرة أو تحمل النفقة كاملة مما يؤكد الدور الإجتماعي والاقتصادي المهم للإعلامية تجاه مجتمعها وأسرتها ويمكن تفسير أن (12) من الإعلاميات غير متفرغات للمهنة بسبب الالتزامات الأسرية للإعلامية وعدم تثبيت الكثير منهن في مؤسساتهن.5- توزيع الإعلاميات على المؤسسات الإعلامية :أتضح أن الإعلاميات اليمنيات يعملن على الترتيب في الإذاعة بمحطاتها الست المنتشرة، ثم في التلفزيون اليمني بقناتيه الفضائية والمحلية، ثم الصحف اليمنية المختلفة الحكومية والحزبية والأهلية ثم في وكالة الأنباء اليمنية سبأ في الترتيب الرابع.. وهذا يفسر إرتفاع نسبة المتفرغات للمهنة. كما أتضح أن أكثر من (86) من الإعلاميات يعملن في مؤسسات إعلامية حكومية مختلفة، وأن المؤسسات الأهلية والحزبية لا تستوعب الإناث بالشكل المطلوب.6- الدخل الشهري من المهنة :أتضح إرتفاع نسبة الإعلاميات اللواتي يحصلن على دخل شهري متوسط من المهنة بنسبة (85)، يليه الدخل المنخفض أو المتقطع ويمثلان أكثر من (40) مما يلزم المؤسسات الإعلامية لا سيما الحكومية أن تعمل على تحسين دخول الإعلاميات والإعلاميين على حد سواء.7- سنوات الخبرة المهنية :أتضح إرتفاع نسبة الإعلاميات اللاتي تقل خبرتهن عن خمس سنوات (40) أو اللاتي تقل خبرتهن عن عشر سنوات (14) لتمثلان معاً (54) من إجمالي الإعلاميات، ويمكن فهم هذه النتيجة في ضوء، تفضيل المؤسسات الإعلامية للإعلاميات الشباب الأقل خبرة وحديثات التخرج، إرتفاع نسبة الإعلاميات الشباب حديثات التخرج. وهذا يلزم المؤسسات الإعلامية بأن تهتم بالتدريب للإعلاميات للتغلب على قاعدة الخبرة عبر السنوات.8- الترقيات التي حصلن عليها :أتضح أن الإعلاميات اللواتي لم يحصلن على ترقية أو لم يثبتن ويعملن بالقطعة تمثلان أكثر من (75) مما يجعلنا ندعو المؤسسات الإعلامية إلى ضرورة إنصاف الإعلاميات وترقيتهن لا سميا أن (46) من الإعلاميات تزيد خبرتهم عن عشر سنوات، ولا شك أن الترقي كحافز يؤثر على الإبداع والأداء المتميز.9- الإحتياجات التدريبية المستقبلية :ونظراً لإرتفاع نسبة الإعلاميات غير المتخصصات في الإعلام ليصلن إلى أكثر من (78) فقد كانت الإحتياجات التدريبية المستقبلية للإعلاميات هي بيت القصيد، ويتضح أن المجالات المرتبطة بالمهنة مباشرة مثل التحرير والإعداد واللغات والتقنيات الحديثة الممثلة في الكمبيوتر والإنترنت والإخراج والإنتاج.. كانت على الترتيب هي الأبرز في الإحتياجات التدريبية المستقبلية للإعلاميات، والتي ينبغي الإهتمام بها.10- المستوى الاجتماعي الاقتصادي (SES) :أتضح أن نسبة كبيرة جداً من الإعلاميات (77) يصنفن من ذوات المستوى الاجتماعي الاقتصادي المنخفض، في حين انتمت نسبة (21) من الإعلاميات إلى فئات المستوى الاجتماعي الاقتصادي المتوسط، ولم تتجاوز الإعلاميات ذوات المستوى الاجتماعي الاقتصادي المرتفع (2) وتعكس هذه النتائج الأوضاع الاجتماعية الاقتصادية الحقيقية والدقيقة للإعلاميات، مما يقتضي ضرورة تحسن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للإعلاميات من قبل المؤسسات الإعلامية والجهات المختصة.ثانيا : تمثيل الإعلاميات في المؤسسات الإعلامية والمراكز التنفيذية:1- نسبة تمثيل الإناث في قوة عمل أقسام المؤسسات الإعلامية لم تصل حتى للثلث (32) مقابل (68) للذكور، إلا أنه لو استغلت هذه النسبة وأعطيت الإعلاميات الفرصة العادلة في التغطية والأجر والترقي و المشاركات لاستطاعت الإعلاميات القيام بدورهن المنشود بكفاءة عالية.2- وبالنسبة لوصول الإعلاميات للمراكز التنفيذية فعلى الرغم من أن (46) من الإعلاميات تتراوح فترة خدمتهن ما بين عشر سنوات إلى أكثر من 25 سنة، إلا أن (12) فقط من إجمالي الإعلاميات، وصلن للمراكز التنفيذية والقيادية في المؤسسات الإعلامية مقابل (88) يعملن في الوظائف العادية، وهي مؤشرات تدعو المختصين لإعطائهن الفرصة العادلة في الترقي.ثالثاً : الصعوبات الاجتماعية والمؤسسية والميدانية التي تواجه الإعلاميات ::1- أن أهم الصعوبات الاجتماعية والشخصية التي تواجه الإعلامية وتؤثر على أدائهن، وقد كانت على الترتيب :تدني تقدير المجتمع للإعلامية، تعدد الالتزامات للإعلامية ( والدور المزدوج) للأسرة وللمهنة خاصة إذا رافقه عدم تفهم من قبل الأسرة، العادات والتقاليد غير المشجعة لعمل المرأة حتى وإن اقتضت الضرورة.2- إن أهم الصعوبات المرتبطة بالمؤسسة التي تواجه الإعلاميات كانت قضية عدم الإنصاف في الفرص والترقي، تدني الأجور والحوافز والمكافآت، قلة الأدوات والمعدات الفنية اللازمة للأداء تهميش دور الإعلامية من زملائها، تدني التشجيع والتقدير من قبل الإدارة للإعلامية، إحتكار الدورات والمشاركات الخارجية وإقتصارها على الإعلاميين الذكور والقيادات في المؤسسات الإعلامية.. وتنتهي بغياب التأمين الصحي للإعلاميات، هذه الصعوبات والمعوقات مؤشرات مهمة على القيادات الإعلامية دراستها والعمل على تجاوزها لما لها من آثار سلبية على الأداء الإعلامي المطلوب من الإعلاميات.3- أما عن أبرز الصعوبات والمشكلات التي تواجه الإعلاميات والمرتبطة بالمصادر والميدان للحصول على المعلومات كانت في مقدمتها قضية عدم تجاوب المصادر وتهربها وبالتالي عدم الوصول إلى المعلومات، ثم مشكلة تعرض الإعلاميات للتحرش والمعاكسات والنظرة الدونية للإعلامية كأنثى من قبل بعض أفراد الجمهور أو بعض المصادر أو حتى من بعض مرضى النفوس من الزملاء الإعلاميين، ثم يأتي صعوبة استخدام المواصلات العامة في التنقل لتغطية الموضوعات وجمع المعلومات، ثم تأتي قضية سوء تقدير بعض المصادر للإعلاميين ذكوراً وإناثاً واعتبارهم مرتزقة يستخدمون المهنة من أجل الحصول على المال، وتأتي مشكلة عدم قدرة الإعلاميات على تغطية الموضوعات في الأماكن البعيدة خارج حدود المؤسسة كإحدى حدود الصعوبات المتعلقة بالمصادر والميدان.. ويقع على عاتق المؤسسات والقيادات والصفوة مهمة تذليل هذه العقبات أمام الإعلاميات ليقمن بدورهن ومهمتهن بالكفاءة المطلوبة.رابعاً : أنماط التمييز التي تمارس ضد الإعلاميات والآثار المترتبة عليها ::أبرز أنماط التمييز كانت قلة التدريب والتأهيل للإعلاميات وتمييز الذكور الإعلاميين عليها، يليها التميز المتعلق بعدم إنصاف الإعلاميات، ويأتي النوع الثالث من أنماط التمييز ضد الإعلاميات مرتبطاً بقضية التدريب وهو إحكتار فرص الإيفاد والمشاركات الخارجية للإعلاميين الذكور ولقيادي المؤسسات الإعلامية اليمنية، ومن أهم أنماط التمييز ضد الإعلامية إحتكار الإعلاميين لإنجاز الأعمال اليومية في جلسات المقيل المعتادة في المؤسسات الإعلامية اليمنية، التي تحرم الإعلاميات من حضورها والتواجد فيها لأنها غير رسمية وظاهرة غير حضارية ولا توجد إلا في المؤسسات الإعلامية اليمنية، وتتم خارج صالات التحرير المخصصة لهذا الغرض.. تنتهي أشكال التمييز بتعرض الإعلاميات للتحرش والمعاكسات اللاأخلاقية من قبل الذكور في المؤسسات الإعلامية. وتتفق هذه النتائج مع بعض من أنماط التمييز ضد الإعلاميات. وهذه النتائج تحتم على الجميع العمل على الخلاص منها كمظاهر سلبية. 5- إن أبرز الآثار والنتائج غير المرغوبة كانت إنخفاض خبرة الإعلامية ومستحقاتها المالية بسبب حرمانها من المشاركة في التغطية الإعلامية والتدريب والمشاركات الخارجية، يليها تعرض الإعلامية للإحباط والضغوط النفسية وبالتالي ضعف الحافز والهمة في الممارسة العملية، يليها من الآثار التوتر العائلي الذي يحدث بسبب العمل لأوقات متأخرة خارج نطاق ساعات الدوام الرسمية.. تنتهي هذه الآثار بمحصلة تدني إنتاج الإعلامية مقارنة بالإعلاميين الذكور، وتتفق هذه النتائج مع دراسة شيلدرز وآخرين.خامساً : إعتماد أقسام التحرير والأخبار والتحقيقات.. على الإعلاميات :: أتضح أن نسبة الإعتماد على الإعلاميات في أقسام بعينها مقارنة بالذكورالإعلاميين هو في الحدود الدنيا بمعنى أنه إعتماد منخفض أما الإعتماد العالي والمتوسط في هذه الأقسام فهو للذكور من الإعلاميين، بصرف النظر عن الكفاءة والخبرة والموهبة فنسبة الموافقة على أن هذه الأقسام تعتمد على الذكور أكثر من الإناث بصرف النظر عن الكفاءة بلغت حوالي (96) وهي نسبة عالية جداً لاتحتاج إلى تعليق وتتفق هذه النتائج مع نتائج بعض الدراسات التي انتهت إلى ندوة المرأة الصحفية في المراكز القيادية وفي أقسام بعينها مثل أقسام الأخبار.سادساً : استخدام الإعلاميات للتقنيات الحديثة في أنشطتهن ::إن نسبة كبيرة من الإعلاميات تتجاوز (57) يستخدمن بأنفسهن الكمبيوتر والإنترنت في نشاطهن الإعلامي، وأن حوالي (65) من الإعلاميات يتعلمن استخدام التقنيات الحديثة ومتابعة الجديد في المهنة مثل الصحافة الإلكترونية.. وهي نتائج مشجعة جداً.سابعاً : تطلعات الإعلاميات للنهوض بالمهنة والإرتقاء بالأداء ::كان لا بد أن تنتهي هذه الدراسة الإستكشافية بمعرفة الحلول والمقترحات، من قبل الإعلاميات، التي تكفل لهن تحسين أوضاعهن، وتساعدهن في الإرتقاء بأدائهن المهني من أجل مستقبل أفضل للمهنة وللإعلامية. فلا تكفي باستكشاف المشكلة ولكن نقترب من الحلول لها. وكانت أبرز هذه الحلول :1- الصبر والمثابرة.2- تشجيع الأسرة.3- التعليم والإطلاع.4- الفرص العادلة في الترقي.5- توفير الإمكانات الفنية المساعدة.6- المساواة في الحقوق والواجبات.7- تقدير المجتمع للإعلامية.8- تقدير الزملاء والقيادات الإعلامية.9- الاهتمام بتدريب الإعلامية.10- إتقان وإجادة اللغة العربية.11- إزالة المفاهيم الخاطئة.12- دعم القانون لحقوق الإعلاميات.13- التقدير والتشجيع المادي من الرؤساء.14- التسهيلات والحوافز المالية.15- إجادة لغة أجنبية فأكثر.16- التنشئة الاجتماعية التي تعزز الالتزام وحب العمل.17- إستعداد الإعلامية للتضحية من أجل أسرتها ودورها.18- وجود معايير عادلة للأداء والأجور والمكافآت.وعلى الجميع أن يعمل على تحقيقها وأن يأخذها بعين الإعتبار، من أجل مستقبل أفضل للعملية الإعلامية، وللرسالة الإعلامية والقائمين عليها لاسيما الإعلاميين والإعلاميات. وعلى المؤسسات الإعلامية المختلفة خصوصاً أن تنهض إلى القيام بدورها في الاستفادة من نتائج ومؤشرات هذه الدراسة، وتذليل كل الصعوبات والمعوقات التي تواجه الإعلاميات، والإسهام بجدية في الخلاص من أوجه التمييز التي تمارس ضدهن، وتوفير كل ما من شأنه أن يرتقي بأداء الإعلامية ويحسن من أوضاعها ومكانتها، ويمكنها من القيام بدورها الهادف والمنشود.