للبحث عن بدائل نظيفة للطاقة :
القاهرة/ متابعات:نظراً لما يشهده العالم من ارتفاع رهيب في أسعار الوقود التي تزداد يوماً بعد يوم، وفى المقابل تزداد معها احتياجاتنا له كمصدر أساسي للطاقة في حياتنا، تتضافر جهود العلماء للبحث والتنقيب عن وسائل طاقة بديلة وغير مكلفة وفي نفس الوقت لا تضر بالبيئة.وكما نعلم جميعاً أن الوقود من الأشياء الضرورية في حياتنا، لدرجة أنه لا يمكن الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال، لذا تحاول كافة الدول توفير حاجاتها من الوقود، حتى وإن تطلب الأمر أن تخوض من أجل ذلك المعارك الضارية لا تتردد قيد أنملة في أن تفعل ذلك.وفي ظل تناقص الاحتياطي العالمي من البترول، والتهديدات الناتجة عن الحروب والحوادث الإرهابية، مما يؤدي لارتفاع أسعارها بشكل جنوني، وكذلك التلوث الناتج عن حرق المخلفات الزراعية الصلبة وبقايا المصانع، اتجهت أنظار العلماء لتحويل هذه المخلفات لمواد مفيدة تسهم في توفير الطاقة، وإعادة تخصيب التربة الزراعية.ومن خلال التجارب العلمية ثبت أنه بالإمكان إنتاج وقود حيوي يصبح بديلاً لمشتقات البترول، ويستخدم وقوداً للطائرات، وتم التعاقد على تصدير الإنتاج بالكامل لشركات الطيران العالمية.وطبقا لما ورد بجريدة الأهرام المصرية، أكد الدكتور حسين منصور مستشار وزير الزراعة المصري ورئيس الهيئة الزراعية أن التجربة بدأ تنفيذها بمنطقة السخنة بالسويس، بإقامة أول مشروع في الشرق الأوسط لإنتاج وقوي حيوي كأحد مصادر الطاقة النظيفة والآمنة، بتكلفة 17 مليون يورو، وبطاقة إنتاجية تصل إلى40 مليون طن وقود حيوي، و4 ملايين جلسرين طبي، بالاستفادة من المخلفات الزراعية.وأشار منصور إلى أن هذا المشروع الطموح يهدف إلى توفير الطاقة، وكذلك القضاء على التلوث، وزيادة خصوبة التربة، وقال: إنه ستتم زراعة 6 آلاف فدان السويس، وتمت زراعة400 فدان بالفعل على مياه الصرف الصحي.وأضاف أن تجربة مصر بدأت بزراعة نبات الجاتروف في منطقة الأقصر بزراعة 100 فدان اعتماداً على مياه الصرف.الصحي المعالجة بدون تسميد، بالتعاون مع وزارتي الزراعة والبيئة، وقد تفوقت هذه الزراعات على مثيلتها في العالم كله، كما ستتم زراعة10 آلاف فدان بأسوان.وأوضح منصور أن إنتاج الوقود الحيوي - فضلا عن أنه مرن في المعاملات التجارية - يمكن إنتاجه في صورة سائلة أو غازية، ويعد البديل الأساسي للوقود الحضري، كما أن التوسع في إنتاج هذا النوع من الوقود يزيد الطلب العالمي على المنتجات الزراعية.وقال "إن أكثر الدول إنتاجا للوقود الحيوي هي البرازيل، تليها الولايات المتحدة، ويستخرج الوقود الحيوي من المصادر النباتية، كما تم استخراج الجيل الأول منه من الشعير والقمح والذرة وقصب السكر وبنجر السكر وفول الصويا وبذرة الخروع وبذرة عباد الشمس وبذور اللفت ونبات الجاتروف وزيت النخيل".وأشار إلى أن أنسب الطرق ملاءمة لمصر هي مصادر الجيل الثاني لإنتاج وقود من المواد ذات الأصل البيولوجي، وأن الكميات التي يتم إنتاجها حاليا تم التعاقد عليها مع كبرى شركات الطيران العالمية.[c1]خلية شمسية تقلل من استخدام الوقودوفي سياق البحث عن بدائل رخيصة وآمنة للطاقة توشك مجموعة من علماء الطاقة، على وضع اللمسات الأخيرة على مشروعها العلمي الجديد، المتمثل بخلية شمسية متطورة، قادرة على حفظ مقادير عالية من الطاقة، بسعر تنافسي زهيد، مقارنة بالوقود العادي الذى يكلف الدولة الكثير .وتقوم التقنية الحديثة، التي تم إدراجها في هذه الخلايا، على مزيج معدني خاص، طورته المجموعة في مختبرات جامعة أيداهو الأمريكية، وأطلق عليه اسم "مستوعب الطاقة الكمي" يتم وضعه بين طبقات الخلايا الشمسية فيضاعف قدرتها على امتصاص وحفظ الطاقة.من جانبها، قالت اختصاصية علوم الكيمياء، الدكتورة بام شابيرو، التي تترأس مجموعة العلماء العاملة على المشروع، "إن المزيج الجديد، مؤلف من معادن عادية، مثل النحاس والأنديوم والسيلينيوم، وسيضمن للخلايا الشمسية قدرة فعالية مضاعفة".وأضافت شابيرو قائلة "إن الخلايا الشمسية العادية، تبقى أكثر كلفة وأقل فعالية من الوقود الأحفوري العادي، لذلك فإن الناس لا يقبلون عليها، لكن المزيج الجديد الذي صنعناه، قد يشكل قفزة عملاقة إلى الأمام، من شأنها أن تؤدي إلى استغناء الولايات المتحدة عن النفط مستقبلاً".[c1]الذرة والبحث عن بدائل نظيفةوفي السياق ذاته يعتزم مجموعة من العلماء الدفع باتجاه تطوير أبحاث زيادة محصول الذرة، بما يضمن الحصول على كميات كبيرة من مادة الايثانول.وقد وجه كينيث كاسمان، مدير مركز نبراسكا لعلوم الطاقة، في تصريحات صحفية لوماً شديداً إلى البرامج الحكومية، التي اعتبرها مقصرة في أبحاث إنتاج الذرة، رغم تأكيده أن من شأنها ضمان غلال وفيرة، تكفي لتكون مصدراً للطاقة الرخيصة والغذاء الصحي في آن معاً.إلا إن الدكتور لستر براون من معهد "سياسة الأرض،" إشار في تصريحات صحفية أيضاً عدم رضاه عن الفكرة، وذكر أن العديد من دول العالم الفقيرة، تعتمد على الذرة كغذاء لشعوبها، وتحويل هذه النبتة إلى مصدر للطاقة، سيرفع سعرها بشدة، ويهدد التوازن الغذائي لهذه الشعوب.من جهة أخرى رفضت مصادر من دائرة شؤون المستهلك الأمريكية، المشاريع الرامية لاستخدام الذرة في صنع الايثانول، محذرة من انعكاس هذه الخطوة على الثروة الحيوانية، وقطاع الدواجن، الذي تستخدم فيه الذرة كعلف.وفي المقابل حذرت الدائرة من ارتفاع كبير سيطال أسعار المنتجات الحيوانية، ودعت إلى رسم خطوط واضحة بين الغذاء والطاقة، بشكل يؤدي إلى الفصل التام بين القطاعين.ويشير الخبراء إلى أن هذه الخطوة ستخفف الضغط على الوقود مما يؤدى إلى انخفاض أسعاره بشكل ملحوظ، إلا إنها لاقت معارضة شديدة من جانب بعض الجهات .