لا يختلف اثنان بأنّ حكومتنا تبذل جهودًا حثيثة في العناية والاهتمام بالجزر اليمنية المنتشرة والمتناثرة في البحر الأحمر كجزر فرسان ، كَمَران ، زقر ، حنيش ، وجزيرة جبل طير وغيرها من الجزر اليمنية ولكننا في حاجة إلى المزيد من التعرف على مختلف جوانبها من تضاريس طبيعية وبيئية وتاريخية . والحقيقة أنّ الأغلب الأعم عن هذه الجزر أن معلوماتها شحيحة أو قل إذا شئت نادرة في المؤلفات المعاجم اليمنية المختلفة سواء القديمة منها أو الحديثة أو بعبارة أخرى لا يوجد معجم يحتوي على معلومات وافية وكاملة وشاملة عنها .[c1]معلومات سطحية[/c]وهذه جزيرة كمران الواقعة على البحر الأحمر على سبيل المثال تعد من الجزر اليمنية المشهورة ولكن إذا حاولت البحث عنها في أمهات الكتب تصاب بالعجب بأنّ المعطيات عنها تكاد تكون شبه مجهولة أو سطحية بعيدة كل البعد عن منهج البحث العلمي الذي يقوم على الاستقراء ، والاستقصاء ، والتحليل ، والتفسير . وهذا العلامة المؤرخ القاضي الكبير محمد الحجري في مؤلفه الضخم (( بلدان اليمن وقبائلها )) ، فهو يذكر بالحرف الواحد : “ كَمَرَان : جزيرة في البحر . . . “ . وهذه هي كل المعلومة أو المعلومات الذي أوردها في صفحات معجمه عن الجزيرة . [c1]جزرنا والحدود البحرية[/c]ومن المؤلفات أو المعاجم التي ألقت بعض الأضواء وليس كل الأضواء على جزيرة كمران هو كتاب (( معجم البلدان والقبائل اليمنية )) لصاحبه الباحث الكبير الأستاذ إبراهيم أحمد المقحفي والذي بذل فيه جهود جهيدة يشكر عليها . وعن وأهم المعلومات الذي أوردها عن الجزيرة في معجمه بأنها “ تتمتع الجزيرة بوجود غابات طبيعية تنتشر فيها أشجار ( المانجروف ) والأحراج البحرية . . . وتزخر الجزيرة بعشرات الأنواع من الطيور الملونة “ . ويمضي في حديثه ، قائلاً : “ كما كانت تعج إلىَ عهد قريب بأنواع هامة من الحيوانات البرية كالغزلان ، والحمير الوحشية “ . وعلى الرغم من هذه المعلومات الهامة والقيمة الذي أوردها الأستاذ إبراهيم المقحفي عن الجزيرة ، فإننا مازلنا في حاجة ماسة إلى دراسة مختلف جوانب هذه الجزيرة وغيرها من الجزر اليمنية بصورة عميقة ومفصلة ودقيقة تحت مجهر البحث العلمي وبذلك نستطيع أنّ نقيم المشروعات المتنوعة في وإقامة أيضًا الاستثمارات ذات الجدوى الاقتصادية فيها من ناحية وتعريف العرب والأجانب عن تاريخها و تضاريسها الطبيعية ، وبيئتها من ناحية ثانية وقبل كل شيء تعريف اليمنيين بجزرهم . ولسنا نبالغ إذا قلنا إنّ معجم الجزر اليمنية ستكون وثيقة تاريخية دامغة عبر الأجيال والعصور بأنها جزر يمنية بحتة أو تدخل في داخل الخط الحدودي البحري للجمهورية اليمنية. [c1]سؤال يطل برأسه ؟[/c]وكيفما كان الأمر ، فإننا نقترح على الجهات المعنية في الحفاظ على تراثنا وتاريخنا اليمني بصورة عامة من جهة وتاريخ الجزر اليمنية بصورة خاصة من جهة أخرى مزيدًا من بذل الجهود المتواصلة والمستمرة في إلقاء الكثير والكثير جدًا من الأضواء التاريخية والعلمية على الجزر اليمنية المتناثرة والمنتشرة ـــ كما قلنا سابقاً ـــ في أحضان مياهنا الإقليمية جنوبي حوض البحر الأحمر . والسؤال الهام الذي يطل برأسه بإلحاح هو لماذا لا نصدر معجمًا ضخمًا عن الجزر اليمنية يتناول كافة الجوانب المتنوعة في هذه الجزر ؟ تظهر بيئتها الطبيعية ، تاريخها ، أعرافها ، تقاليدها ، وعاداتها ـــ إنّ وجدت ـــ لكونها تمثل جزءا من نسيج الحياة الاجتماعية اليمنية . والجدير بالذكر ، أنّ مثل هذه المعجم يحتاج بصورة شبه مستمرة إلى تزويده بأحدث المعلومات المستجدة التي حدثت على سطح هذه الجزر من مشاريع ، واستثمارات وما شابه ذلك . وأنني أكاد أجزم بأنّ هذا الاقتراح عن إصدار معجم الجزر اليمنية بصورة علمية يحتل مساحة كبيرة وعريضة في تفكير المسؤولين ، وأنه في المستقبل القريب سيخرج إلى حيز النور .
|
تاريخ
إصدار معجم الجزر اليمنية
أخبار متعلقة