فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/مات سبيتالنيك وتبسم زكريا: وصل الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى الشرق الأوسط أمس الأربعاء ليشارك في الاحتفال بالذكرى الستين لإنشاء كيان إسرائيل (نكبة فلسطين) ويحاول تنشيط جهود السلام التي عقدتها فضيحة فساد قد تطيح برئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت من منصبه. وقال بوش عقب لقائه بنظيره الإسرائيلي شمعون بيريس ان واشنطن «ستواصل العمل صوب رؤية تتاح فيها لأناس منصفين ومعتدلين ويريدون فرصة للعيش في سلام مع إسرائيل هذه الفرصة.» وقال في الوقت نفسه ان الولايات المتحدة «ستتحدث بوضوح عن قوى الإرهاب هذه التي تقتل الأشخاص الأبرياء لتحقيق أهدافها السياسية وكيف يتعين على العالم الوقوف ضدهها.» ويواجه بوش شكوكا خطيرة بشأن استطاعته في تأمين اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين قبل تركه منصبه في يناير. وفي احدث انتكاسة لعملية السلام يواجه اولمرت نداءات تطالبه بالتنحي بسبب مزاعم عن تلقيه رشى من رجل اعمال أمريكي ثري. ورغم نفيه ارتكاب أي مخالفات وعد أولمرت بالتنحي في حالة توجيه الاتهام له رسميا. ولن يزور بوش الأراضي الفلسطينية خلال زيارته التي تستمر ثلاثة أيام لكنه يخطط للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مصر يوم السبت. ويحيي الفلسطينيون هذا الأسبوع ذكرى «النكبة» وهي ذكرى قيام إسرائيل عام 1948 وطرد أو فرار 700 ألف فلسطيني من ديارهم. ويجري بوش محادثات مع أولمرت في وقت لاحق من المتوقع ان تشمل البرنامج النووي الإيراني الذي ترى فيه إسرائيل تهديدا لوجودها. وتقول طهران أنها تريد التكنولوجيا النووية لتوليد الكهرباء. وفي تصريحات واكبت وصول بوش الى المنطقة قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ان إسرائيل «تحتضر» وان شعوب المنطقة ستقضي عليها إذا سنحت لها الفرصة. وأعلن أولمرت الذي يكافح من أجل بقائه السياسي عشية وصول بوش في ثاني زيارة للمنطقة هذا العام انه توصل مع الرئيس الفلسطيني إلى «تفاهمات ونقاط اتفاق» بشأن بعض القضايا. لكن المسئولين الفلسطينيين بدوا متشككين وقال أحدهم ان أمام الجانبين «طريقا طويلا». ومع اقتراب انتهاء ولاية الإدارة الأمريكية في يناير القادم يحاول بوش إنقاذ ارثه في السياسة الخارجية حتى لا يقتصر على حرب العراق التي لا تحظى بالشعبية بين الأمريكيين. ويضع بوش في اعتباره أيضا خلال رحلته الثانية إلى المنطقة هذا العام الأزمة المتفجرة في لبنان بين الحكومة اللبنانية الموالية للغرب والمعارضة بقيادة حزب الله المدعوم من إيران وهي أزمة قد توجه ضربة أخرى للجهود الأمريكية لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وقال بيريس بينما جلس بوش بجواره في حديقة مقر الرئاسة الإسرائيلية «حزب الله يدمر لبنان ببساطة.» واتهم بيريس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة « بإرجاء إقامة دولة فلسطينية» من خلال معارضتها لجهود السلام التي تدعمها الولايات المتحدة ومواجهاتها مع إسرائيل. وفي قطاع غزة قال محمود الزهار القيادي بحماس ان بوش غير مرحب به في الأراضي المقدسة وان الرؤساء المرائين غير مرحب بهم لأنهم «يدنسون أرضنا.» ووافق اولمرت وعباس خلال المؤتمر الذي استضافته الولايات المتحدة في أنابوليس بماريلاند في نوفمبر على التوصل إلى اتفاق لإقامة دولة فلسطينية بحلول نهاية العام. ومنذ ذلك الوقت تعثرت المحادثات بسبب خطط التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة والعنف في قطاع غزة والمناطق المحيطة به. ويأمل الوسطاء المصريون بوقف العنف خلال المحادثات التي تدعمها الولايات المتحدة بشأن هدنة بين إسرائيل وحماس.