في الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي أقيم أمس في العاصمة صنعاء
[c1]أمة الرزاق: القيادة السياسية دعمت وشجعت المرأة ودفعت بها إلى المشاركة في رسم السياسات وصنع القرارات[/c]
صنعاء/سبأ:دعا الأخ عبدالقادر باجمال رئيس مجلس الوزراء الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى المساهمة العملية في جهود مناصرة قضايا المرأة بما في ذلك التأثير الايجابي على المجتمع ونظرته تجاه المرأة وحقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية .وقال :نريد ان نخرج من مرحلة الشعارات غير المنطقية أو غير الواقعية إلى أعمال ملموسة ترفع من شأن المرأة وتعطيها في نفس الوقت دور فاعل جديد في واقعنا بمختلف نواحيه . جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الأخ عبدالقادر باجمال رئيس مجلس الوزراء أثناء مشاركته أمس في الحفل الذي نظمه اتحاد نساء اليمن واللجنة الوطنية للمرأة تحت شعار ( معاً لتحقيق عدالة اجتماعية وقانونية) وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة حيث أشار رئيس الوزراء إلى صعوبة إحراز التقدم العلمي والاقتصادي والاجتماعي دون مشاركة المرأة لجهد أخيها الرجل في هذه العملية .وأوضح أن مفتاح تطوير دور المرأة يتمثل في التعليم وزيادة نسبة النساء في العملية التعليمية بمراحلها ومستوياتها المختلفة مع الأخذ بعين الاعتبار البعد الاجتماعي في هذه العملية وغيرها من الجوانب المرتبطة بالمرأة وحقوقها المختلفة . وتناول رئيس الوزراء الإرث الاجتماعي المتخلف تجاه المرأة الذي لا يمت بصلة في كثير من جوانبه إلى المكانة المتميزة التي منحها الإسلام للمرأة.وقال لقد ساهمت الأفكار المتطرفة في خلق الوعي الاجتماعي السلبي تجاه المرأة ودورها الهام تجاه خدمة أسرتها ومجتمعها بل وفي تأكيد سلبية المرأة نفسها تجاه حقوقها التي كفلها الإسلام .. داعيا النساء بهذا الخصوص إلى التصدي لثقافة التسلط فيما بينهن وخلق العلاقة الايجابية والتكاملية المنمية للحرية فطرة الله التي فطر الناس عليها .وتطرق الأخ عبدالقادر باجمال إلى التعديلات التي أجرتها الحكومة على أكثر من أربعة وعشرين قانونا متصلا بالمرأة .. مؤكدا ان الهدف منها خدمة قضايا المرأة وتعزيز مكانتها وصون حقوقها وكرامتها في مختلف الأطر .
وقال أصبح لدينا اليوم زخم كبير وواقعي تجاه قضايا المرأة بعيدا عن الشعارات وكذا شفافية في التعامل مع الموضوعات المتعلقة بواقع المرأة .. مبينا أهمية النزول إلى الواقع الميداني وملامسة الهموم التي تعيشها المرأة والعمل في نفس الوقت على تطوير دور المرأة العاملة في العملية الاقتصادية من خلال خلق العلاقة الإنتاجية بين الجانب الصناعي الإنتاجي والأسرة المنتجة لتحقيق الاندماج الحقيقي الذي يخدم التنمية الاجتماعية والاقتصادية.من جانبها أشارت الدكتورة أمة الرزاق علي حُمد وزير الشؤون الاجتماعية والعمل إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة ظاهرة نوعية في ميدان العمل النسوي من أجل تقييم ومراجعة كل الجهود المبذولة في إطار الاهتمام بالمرأة على المستويين الرسمي والجماهيري في شتى مجالات الحياة .واستعرضت حُمد الإنجازات التي تحققت للمرأة في ظل التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، معتبرة حق المرأة مكفول بالدساتير والقيم السامية .وقالت " إن ما تحقق للمرأة يأتي في إطار تكريم الإسلام للمرأة منذ أكثر من 14 قرنا من الزمان، والشريعة الإسلامية حررت المرأة من العبودية والامتهان وحفظت لها حقوقها " .ونوهت وزير الشؤون الاجتماعية والعمل إلى أن المظهر الجمالي أو التجميلي أصبح ضرورة تنموية تتواكب مع متطلبات التجديد والتطريز من منطلق قضية المرأة ولا يمكن تناولها بمعزل عن قضايا المجتمع وهو ما يترجم الشراكة الحقيقية للمرأة القائمة على مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص والثقة بمقدرات المرأة والإسهام في وضع المتغيرات والتحولات ، متطرقة إلى دور القيادة السياسية في دعم و تشجيع المرأة والدفع بها إلى المشاركة في رسم السياسات وصنع القرارات, وهو ما يؤكد كفالة الحقوق والمساواة للمرأة في الدستور اليمني .واستعرضت مشاركة المرأة في الانتخابات الماضية التي تعززت في الممارسة الديمقراطية , حيث شكلت المرأة ما يقارب من نصف القوة الناخبة بنسبة 43 بالمئة .فيما عبرت السيدة برجيت جيراردان الوزيرة المنتدبة للتعاون والتنمية والفرانكوفونية في جمهورية فرنسا عن بالغ سعادتها بمشاركتها المرأة اليمنيةالاحتفال باليوم العالمي للمرأة في اليمن . واستعرضت الوزيرة المنتدبة للتعاون التقرير الذي أعده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن مكانة المرأة في العالم العربي ، مؤكدة انه لا يمكن ان يحدث أي تقدم اقتصادي واجتماعي و تنمية متناغمة لأي مجتمع دون حصول النساء على المساواة في الفرص والمساهمة الفاعلة في الحياة السياسية والحرية في التعلم والارتقاء بالنفس.وحيت الوزيرة برجيت الدور الريادي الذي لعبته اليمن في مجال إعطاء المرأة حقوقها على مستوى العالم العربي ، حيث كانت النساء اليمنيات أولى النساء العربيات اللائي استفدن من حق الانتخابات ، ودخول المرأة اليمنية إلى البرلمان وتوليها مناصب وزارية تشغل لأول مرة والسلك الدبلوماسي وغيرها من المجالات إلى جانب ماتتمع به من حضور جيد في الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني .من جانبها استعرضت الأخت رمزية الارياني رئيس اتحاد نساء اليمن واقع المرأة العربية التي تتطلع إلى أفاق مستقبلية واعدة واستطاعت ان تحصل على حقوق و مكتسبات تكاد ان تكون متساوية .. مشيرة إلى ان الإصلاح السياسي الواسع قد شمل النهوض بواقعها على مستوى التمكين السياسي والاجتماعي والاقتصادي و تمكنت من المشاركة في الحياة السياسية من خلال التحاقها بالأحزاب و دمجها في التنمية الوطنية و حصولها على بعض المكاسب الديمقراطية ما يعزز من إسهاماتها في المناشط السياسية و الاقتصادية والثقافية.. كما ان المرأة اليمنية استطاعت ان تصل إلى مواقع صنع القرار و الحصول على حقوق متساوية من خلال مشاركتها الفاعلة في الانتخابات المحلية في ظل المناخ الديمقراطي التي تنعم به اليمن .وأضافت رئيس اتحاد نساء اليمن: انه توجد تراكمات ثقافية و اجتماعية لم تمكن المرأة العربية من الحصول على ثقة المصوتين لها في المجالس النيابية والبلدية لأن الموروث الثقافي والنظرة الدونية للمرأة والاعتقاد السائد أنها غير قادرة على اتخاذ قرار سياسي او تشريعي جعل المصوتون يتجهون للتصويت للرجال ، كما ان النساء لم يصوتن للنساء وتلك تجربة مريرة خاضتها الدول العربية بالإضافة إلى ان نسبة الأمية بين النساء لها دور كبير في عدم فهم الأدوار الهامة و الحقيقية التي تخوضها النساء في جميع مجالات الحياة .وأكدت الارياني "ان الديمقراطية والحقوق المتساوية بين الرجل والمرأة مطلبا أساسيا في كل العالم و لن تتحقق الديمقراطية في العالم الثالث إلا بتغيير المفاهيم الاجتماعية والبنى الاقتصادية وزيادة الوعي وتطبيق القوانين والاعتراف بحقوق المرأة في الواقع العملي حيث لا تزال هناك فجوة كبيرة قائمة بين واقع المرأة وطموحها ، داعية إلى تفعيل حملات المناصرة و التأييد للقضاء على أمية المرأة الكتابية والتكنولوجية ودعم القدرات المؤسسية للقيادات النسائية خاصة القيادات الشابة حتى نخلق جيل من الرجال والنساء لديهم مفاهيم حقيقية بأن التنمية الإنسانية و العلمية و التكنولوجية لن تتحقق إلا بعمل مشترك ما بين المرأة و الرجل . وتم في الاحتفال منح السيدة برجيت جيراردان الوزيرة المنتدبة للتعاون والتنمية والفرانكوفونية في جمهورية فرنسا شهادة اتحاد نساء اليمن كما أقيم معرض للأزياء الشعبية التقليدية اليمنية و بعض الأشغال اليدوية نالت استحسان الحاضرين .حضر الاحتفال الإخوة عبد لكريم الأرحبي وزير التخطيط و التعاون الدولي و الدكتورة خديجة الهيصمي وزير حقوق الإنسان وحمود خالد الصوفي وزير الخدمة المدنية و التأمينات والدكتور يحيى الشعيبي وزير الدولة أمين العاصمة واحمد الحماطي وكيل وزارة الإعلام لقطاع الإذاعة والتلفزيون و الإعلام الخارجي و عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى وممثلو بعض المنظمات الدولية وممثلي السفارات الأجنبية في صنعاء.