كثيرون هم من يتشدقون بحب الوطن، ويزايدون على وطنية الآخرين، ولكن القلة القليلة هم الذين يثبتون ولاءهم لهذا الوطن ولايعبؤون بدعاة الزيف والضلال، ولا اعتقد أن يمن الثاني والعشرين من مايو يستحق منا التفريط بمصالحه بل انه يستوجب علينا جميعا حفظه بين أحداق العيون، لنفوت الفرصة على أولئك المتربصين والمتأبطين شراً لهذا الوطن.ومادمنا قد ارتضينا الديمقراطية نهجاً يستظل تحته الجميع فإن الرأي والرأي الآخر لا يؤول بالخلاف المطلق وإنما بتباين الرؤى التي تهدف إلى رفعة الوطن بأكمله لاجماعة، أو فئة أو قبيلة أو ..الخ.فالوطن يحوي هذا المشهد الرائع من برامج انتخابية، وبرامج أحزاب.. والتنافس الحقيقي هو خدمة المواطن اليمني، ولا يخفى على كل ذي لب أن البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح قد نال الدعم الأكبر من عامة الشعب الرافض للتعصب، والارهاب الداعي إلى ثقافة السلام، ثقافة المضي قدماً نحو آفاق المستقبل الرحب الذي ينتظر المخلصين من أبناء الوطن ليسايروا عجلة التطور المنشود الذي يسعى لتعميقه وترسيخه هذا البرنامج لتعم التنمية أرجاء الوطن من أقصاه إلى أقصاه.ولا أغالي في القول عندما استحضر لحظات الديمقراطية الحرة في انتخابات محافظي المحافظات بأنها من اللحظات التاريخية التي تنبئ بمستقبل يسير بخطى واثقة نحو تجذير المقولة “إن الشعب يحكم نفسه بنفسه”.والعزيمة في قيادتنا السياسية قوية لاتعرف الوهن من أجل الحد من المركزية المفرطة حتى يتحرى المواطن اليمني الدقة عندما يدلي بصوته، ولاشك أن تجربتنا في المجالس المحلية لاتقارن مع مثيلاتها لكنها تظل خطوة جريئة في رحلة الألف ميل نحو إبراز الدور اللائق للمجالس المحلية في عموم المحافظات والمديريات ولو لم يخطئ الناس لما استطاعوا تصويب أخطائهم، ولما نجحوا في تجاربهم الديمقراطية ولاسيما المحلية منها. وكم يزهو الإنسان منا، وينتابه الارتياح عندما يأتي الشخص المناسب إلى المكان المناسب خاصة إذا كان من أولئك الذين يتمتعون برصيد نضالي وحدوي تسيجه خبرة المواقف، وتبرزه حنكة التجارب وكل ذلك من أجل مصلحة الوطن العليا، وإن كان الأخ حمود خالد الصوفي، قد ساقته الاقدار محافظاً لمحافظة تعز فأجزم أنه يمتلك المزايا التي تؤهله أن يقود المحافظة إلى مستقبل زاهر تنشده تعز بين همة “الخالد” ويقين “الصوفي” الذي سيكون سباقاً إلى كل منجز “يحمد” عليه سواء على صعيد الخدمات، او على صعيد إكمال البنية التحتية للمحافظة من خلال الإسراع بحل جذري لمشكلة نقص المياه التي تشكو منها المحافظة، ولا انسى ذلك اللقاء الصحفي مع الأخ المحافظ أثناء ترشحه الذي أوضح فيه أن حل مشكلة مياه تعز من أولويات مهامه فور نجاحه، ولا نشكك في إيجاد الحلول، لكن السواد الأعظم في محافظتنا الجميلة يرزحون تحت تبعات هذه المشكلة التي تنتظر الحل العاجل والذي أبرزه رئيس الوزراء أثناء زيارته للمحافظة من خلال التحلية من المخا التي ينتظر لها التحقق، خاصة إذا ما عرفنا أن مجموعة هائل سعيد انعم سيكون لها دور بارز كما عهدنا ذلك عنها في ربوع الوطن.وربما تكون أحلامنا كبيرة، فمن حقنا أن نأمل تحقيق كل مانصبو إليه من مشاريع تنموية وسياحية واستثمارية، ومن حقنا أن نطلق لخيالنا العنان أن محافظتنا الحالمة بين أهداب جبل صبر التي تغفو على صدره الحاني سوف يكون لها قصب السبق لحمل لواء التطور.ومن حقنا أن ننعم بهدوء يخالطه القليل من الضجيج، وأن نحس ولو للحظات أننا خارج إطار التلوث البيئي الذي لانقوى على الهروب منه، ولا شك أنكم اقتربتم معي من احد أهم مصادر التلوث الحقيقي في تعز إلا وهو أسواق القات التي لاترحم أجسادنا بسمومها، ولاترحمنا بضجيجها الآدمي او الموتورات، أو بأنواع العربات “الهواف، والدباج واللوك...” إلا من رحم ربي.ولقد كان إخراج المقاوتة من الأسواق التي اكتظت بهم المدينة عملا جريئا خرج به المحافظ مزهوا ومنتصرا لمطلب كل مواطن في تعز بفرض النظام والنظافة لهذه المحافظة، ولا أظن ان الذاهب إلى عصيفرة يجهل حجم الزحام الذي تكتمل فصوله بالوصول إلى المقوت وخاتمته الخروج بالغنيمة الخضراء وكاننا في رمي الجمرات على صعيد منى.. لكني أعود لأقول: من حقنا أن نتنفس الصعداء من خلال الإسراع في شق الشوارع الفرعية لتخفف عن الشوارع الرئيسة الرازحة تحت وطاة الزحام، ومن حقنا ان نرى حديقة التعاون خضراء يقصدها السائحون قبل المواطنين وإيجاد الحلول الناجعة لشبكة الصرف الصحي خاصة مايتعلق بمعظم الحارات التي تفتقر لتلك الخدمة التي بأفتقارها تنتشر الأمراض، ومن حقنا أن تصبح محافظة تعز أنموذجاً يحتذى في العلم والثقافة وتميز التحصيل العلمي، وإبداع المتخصصين فيها في كافة المجالات.. ومن حقنا ان نحلم بغد أفضل لليمن عامة وتعز خاصة. ومن حقنا أن نزرع الأمل في نفوس اجيالنا حتى لايستولي عليهم الإحباط..ومن حقنا أن... حتماً سيطوع المستحيل أمام كل مانتمنى لأننا محبون لليمن.. ومن حقنا أن نزهو لأن محافظنا “حمود” و “خالد” و “صوفي”.ومن حقنا جميعا ان نفخر على غيرنا، فالرئيس فينا هو “علي” و “عبدالله” وامام العلو والعبودية اكتمل الصلاح فهو “الصالح” و “كفى بالله شهيداً على ذلك”. [c1]عن/ صحيفة (الجمهورية) [/c]
|
اتجاهات
محافظ تعز نموذجاً يحتذى به
أخبار متعلقة