لقاء/ أشجان جمال المقطريكثير من مرضى السكري لا يولون أهمية لصحة الفم، ما يؤدي إلى حدوث التهابات وتورمات لثوية وتسوس في الأسنان وآلام شديدة ورائحة كريهة تخرج من الفم. ولا يعلمون انه كلما كان الجسم صحيحاً وسليماً ظهر هذا على الفم والأسنان والعكس صحيح.كما ان الفم والأسنان من أهم المظاهر الجمالية للوجه لذا يجب الاهتمام بها والحرص على نظافتها.صحيفة (14 أكتوبر) التقت بالدكتورة سعاد مسعد أنعم اختصاصية أمراض الفم والأسنان التي تحدثت عن كل ما يتعلق بأمراض الفم لدى مرضى السكر وطرق الوقاية.[c1]ما أعراض التهابات اللثة وكيف تعالجون هذه المشكلة؟[/c]ـ تكون اللثة محمرة ومتورمة وسريعة النزف في احد أشكال التهابها، وهناك شكل آخر لالتهاب اللثة وهو ما يسمى باللثة المتليفة، وتتميز بلونها الباهت وملمسها القوي.وتعالج هذه الالتهابات بمعرفة العوامل المسببة لها وإزالة هذه العوامل وبالتالي يكون العلاج حسب العوامل المسببة فمثلاً:اذا كانت الرواسب الجيرية هي المسبب للالتهاب يتم إزالتها ويتم تدريب المريض على التفريش الصحيح لتجنب عودة الرواسب مرة أخرى وإعطاء جرعات علاجية لبعض الحالات.إذا كانت الالتهابات بسبب نقص الفيتامينات يتم تعويضه بإعطائه جرعات منها،و ننصحه بالتغذية الجيدة والإكثار من تناول الخضروات والفواكه.اذا كانت الأمراض الباطنية هي السبب فيتم تحويل المريض مباشرة إلى اختصاصي باطني.أما بالنسبة للمدخنين فان أنسجة الفم لديهم أقل استجابة للإجراءات العلاجية.[c1]التهابات اللثة ومريض السكري ما مدى تأثر مريض السكر بالتهابات اللثة؟[/c]ـ يتميز المريض المصاب بالسكري بأنه أكثر عرضة للإصابة بالتهابات اللثة من غيره. حيث تتحول الالتهابات بشكل متسارع إلى التهابات مزمنة في الأربطة السنية، ما يؤدي إلى حركة الأسنان وبالتالي سقوطها.. وكذلك بطء التئام الجروح نتيجة ارتفاع مستوى السكر في الدم وقلة الإمدادات الدموية للثة.[c1] لماذا تكون هذه الالتهابات في المنطقة الأمامية فقط؟[/c]ـ غالباً ما تكون الالتهابات في المنطقة الأمامية للأسنان السفلية بسبب تواجد فتحات الغدد اللعابية تحت اللسان في الجهة اللسانية للأسنان السفلية الأمامية. وفي المنطقة الخدية من الطاحن الأول العلوي لوجود فتحة الغدة اللعابية هناك، ولان المعادن هي من مكونات اللعاب فإنها تترسب على أسطح الأسنان مكونة الرواسب الجيرية، وبسبب تواجد فتحات الغدد اللعابية تحت اللسان ولان اللعاب يحتوي على المعادن فإنها تترسب على سطح السن المغطى بطبقة البلاك.[c1] كيف يتجنب المصاب بالسكر هذه المشكلة؟[/c]ـ يتجنبها بالتالي:أولاً بتنظيم مستوى السكر في الدم.ثانياً: تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون مرتين في اليوم وفي كل مرة لا يقل وقت التفريش عن ثلاث دقائق حتى يتأكد من تنظيف كل سن من كل الاتجاهات واستخدام خيوط الأسنان مرة في اليوم لإزالة مخلفات الأكل من مناطق الجيوب اللثوية.ثالثاً: إزالة الرواسب الجيرية ان وجدت.رابعاً: حشو الأسنان المتسوسة لتجنب تراكم وتجمع مخلفات الأكل فيها.خامساً: ايقاف التدخين و الامتناع تعاطي القات والشمة والتمبل حتى يقلل من سوء حال اللثة.[c1]مظاهر التهاب اللثة عند المصاب بالسكر هل هناك مظاهر أخرى للالتهابات عند المصاب بالسكري؟[/c]ـ يتميز المصاب بالسكر بجفاف الفم وقلة إفراز اللعاب ما يؤدي إلى:1/ التسوس والتهابات لثوية مثل الفطريات والتشققات والتقرحات اللثوية.2/ نشوء حزازيات منبسطة وتأثيرات حزازية وهو ما يسمى (Lichen planus flichenoid reaction).3/ تراجع مستوى اللثة عن الأسنان ما يؤدي إلى تعرية جذور الأسنان وبالتالي اهتزازها ثم فقدانها بالخلع. وهذا ناتج عن انخفاض مستوى التغذية الدموية للأنسجة اللثوية.4/ اضطراب في حاسة التذوق.5/ تأخر التئام الجروح الناتجة عن الخلع مثلاً والأطقم التعويضية أو غيرها.* يشكو الكثير من المصابين بمرض السكري من ارتخاء واهتزاز الأسنان، ما هي الأسباب التي تؤدي إلى ذلك؟1/ ارتفاع مستوى السكر في الدم يقلل مناعة الجسم وهذا يؤثر بشكل كبير على اللثة مع الوقت وينقل التأثير إلى المنطقة المحيطة بالسن ويؤدي الى تراجعها وانحسارها وبالتالي انكشاف الجذور.2/ ارتفاع مستوى السكر في اللعاب يغذي البكتيريا والفطريات في الفم وبالتالي تتكاثر مسببة التهابات اللثة التي بدورها تنتقل إلى الأربطة السنية المسؤولة عن ثبات السن، وبالتالي اهتزاز الأسنان.3/ انخفاض مستوى التغذية الدموية للأربطة السنية يؤدي إلى هذه النتيجة أيضا.4/ جفاف الفم يقلل من المستوى الدفاعي والمناعي للأنسجة الرخوة فيه ما يؤدي إلى تشققها وبالتالي التهابات اللثة التي بدورها تنتشر إلى الأربطة السنية.5/ تراكم الرواسب الجيرية يؤدي إلى انحسار اللثة وتراجعها وامتصاص العظم المحيط بالأسنان.[c1]بقايا القات بؤرة لتكاثر البكتيريا[/c]كل هذه العوامل تؤدي إلى اهتزاز الأسنان ، كما أن مضغ القات عادة في جهة واحدة من الفم يجعل هذه المنطقة أكثر عرضة للتغيرات النسيجية وتكون الجيوب اللثوية مؤلمة جداً للمريض نتيجة تراكم الأكل وبقايا القات فيها وتكون بؤرة لتكاثر البكتيريا، ما يدفع المريض إلى استخدام العيدان لتنظيفها وبالتالي توسيع هذه الجيوب أكثر، إلى جانب نشوء مشاكل في مفصل الفك نتيجة المضغ المستمر لفترات زمنية طويلة في جهة من الفم.[c1] ماذا عن تأثير التغذية في التسوس؟ [/c]ـ يؤدي عامل التغذية دوراً مهماً في صحة الفم والأسنان ، فنقص الفيتامينات يؤثر بشكل سلبي على صحة وتماسك اللثة، وللتدخين دور كبير جداً في تدهور صحة اللثة والأسنان وذلك ناتج عن مادة التبغ أو النيكوتين وكذلك الحرارة المنبعثة من التدخين التي تؤدي إلى:1/ انخفاض المستوى المناعي للأجسام المضادة في الفم بسبب:أ- انخفاض مستوى تدفق الدم الذي بدوره يؤدي إلى النتيجة المذكورة سابقاً.ب- انخفاض معدل إفراز اللعاب.2/ نشوء تغيرات نسيجية في أنسجة الفم مكونة السرطانات الخبيثة التي تقلل استجابة أنسجة الفم للعلاجات بشكل كبير جداً.وهذا ينطبق أيضاً على متناولي القات والشمة والتمبل فجميعها عوامل مؤثرة سلباً على صحة الفم. ولأنها جميعها تضعف المستوى المناعي للفم فإن مقاومة الأسنان للبكتيريا المكونة للأحماض التي تذيب أسطح الأسنان تقل و بالتالي يزداد تعرض الأسنان للتسوس.[c1]العوامل المؤثرة على صحة الفم ما هي العوامل التي تؤثر على صحة الفم عند مريض السكر؟[/c]ـ هناك عدة عوامل تؤثر على صحة الفم وبشكل سلبي مثل:1/ التدخين.2/ مضغ القات.3/ تناول الشمة والتمبل.وهذه جميعها عوامل مسببة لالتهابات اللثة وسرطانات الفم. والمدخنون أكثر الناس عرضة لالتهابات اللثة، وهم غير مدركين لذلك نتيجة عدم ظهور علامات الالتهاب عندهم وذلك ناتج عن انخفاض مستوى التغذية الدموية وبالتالي عدم وجود نزف لثوي ويصابون باللثة المتليفة.4/ سوء التغذية.5/ عدم الاهتمام بنظافة الفم والأسنان.[c1] هل تتخذون هذه الطريقة العلاجية نفسها في علاج الحالات التي ترد إليكم؟[/c]ـ لا، بل يعتمد العلاج على المسبب للمرض:1/ إن كان السبب هو الأملاح الجيرية فنقوم بإزالتها وإعطاء إرشادات للمريض حول تفريش الأسنان.2/ إن كان ناتجاً عن نقص فيتامينات فنقوم بتعويض هذا النقص.3/ المدخنون ومتناولو القات والتمبل والشمة ننصحهم بالتوقف عنها.4/ أما إذا كان ارتفاع نسبة السكر في الدم (داء السكري) هو السبب فننصح المريض بتنظيم مستوى السكر في الدم ومراجعة طبيبه المعالج بشكل دوري، بالإضافة إلى الاهتمام التام بنظافة الفم، والأمراض الباطنية كأعراض جانبية لبعض أنواع الأدوية.[c1]ماذا تقدمن من نصائح؟[/c]ـ بالنسبة للمرضى المصابين بالسكري أنصحهم بما يلي:1/ تنظيم مستوى السكر في الدم.2/ الزيارات الدورية للطبيب المعالج لتحديد مستوى السكر في الدم من خلال الفحوصات المستمرة والالتزام بالحمية الغذائية الموصوفة لهم.3/ تنظيف الفم والأسنان بشكل دوري.4/ زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري.5/ أما بالنسبة لمن يدخنون ويتناولون القات والتمبل والشمة فإن إيقاف هذه العادات هو علاج أمراض الفم والأسنان بل هو مكسب لصحتهم الجسدية ويجنبهم الأورام السرطانية الخبيثة.[c1]كلمة أخيرة[/c]ـ الفم والأسنان هي بوابة الجسم، فإن كان الجسم صحيحاً وسليماً ظهر هذا على الفم والأسنان والعكس صحيح. ولا ننسى أن الفم والأسنان من أهم المظاهر الجمالية للوجه لذا يجب الاهتمام بهما والحرص على نظافتهما.وأقول إنه مهما تطور العلم في إيجاد بدائل وتعويضات للأسنان المفقودة فإنه لن يصل إلى مستوى الأسنان الطبيعية وعلى مريض السكري أن يضع نصب عينيه أن اسنانه أكثر عرضة للمشاكل ، فحافظوا على أسنانكم.
صحة الفم والتهابات اللثة عند مرضى السكري
أخبار متعلقة