شق الحنك من التشوهات الخلقية ويعتبر عيباً بنيوياً
[c1]* لايزال السبب الرئيس لهذا العيب غير معروف رغم ان هناك عوامل وأسباباً عديدة للإصابة بهذا العيب[/c] رصد / أحمد علي مسرع تصوير/ علي فارع[c1]تشوهات الشفه ما أسبابها وطرق الوقاية والازالة [/c]امراض الشفه الارنبية وشق قنة الحنك .. مصطلح علمي لم نكن نعلم ما أهميته ولم يطرق مسامعنا البتة منذ أن عرفنا أنفسنا .. بل ان طريق ازالته والتخلص منه لم يكن يدور بخلدنا ولم تفقهه مستشفياتنا لجهلنا بمسبباته العلمية وطريق الوقاية منه وبالتالي التخلص منه.استاذة/ مهجة أحمد علي الاختصاصية الجراحية بأمراض الشفه الارنبية وشق قنة الحنك تشرح لنا أسباب وبواعث المرض وطريق الوقاية منه وطرق إزالته بواسطة العمليات الجراحية التدريجية المتعددة .[c1]* لماذا .. شق الشفه أو شق الحنك .. وماهي أنواعه ؟[/c]- يعتبر هذا النوع من التشوهات الخلقية عيباً بنيوياً لانه ناتج من عدم قدرة بعض النتوءات الاصلية او النمائية الموجودة في منطقة الشق على الاندماج في فترة تكون الجنين وبالاخص في الاشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وينتج عن ذلك خلل في بعض وظائف الجسم الفسيولوجية مثل السمع والنطق الصحيح والمضغ والبلع والنمو الطبيعي للفك العلوي والاعضاء المتعلقة به أو القريبة منه مثل الأنف وبالتالي المظهر العام للوجه اضافة إلى ما يسببه هذا العيب من تأثير نفسي على المصاب وأهله.[c1]أنواعه :[/c]تحدث المشكلة نتيجة عدم قدرة بعض النتوءات على الاندماج في المرحلة الجنينية، وعليه فانه يظهر لنا بأشكال متعددة معتمدة على نوع النتوء المتأثر، الذي يظهر لنا بالاشكال التالية:ـ قد يصيب هذا العيب الخلقي الشفه العلوية فقط فيسمى شق الشفه او الشفه الارنبية احادي او ثنائي الجانب "أي ان يكون الشق على جانبي الشفه".ـ قد يصيب هذا العيب الخلقي فقط "سقف الفم" ويسمى شق سقف الحنك.ـ قد يصيب هذا العيب الشفه والحنك ويسمى شق الشفه وسقف الحنك وفي بعض الحالات قد يمتد هذا الشق ويصل إلى شراع الحنك الرخو أو اللهاة.[c1]* ماهي نسب الاصابة بشق الشفه وسقف الحنك ؟[/c]- في كل سبعمائة مولود يولد طفل بشق الشفه او شق الحنك ، وقد اثبتت الاحصاءات ان 50 من اجمالي هذه الحالات بشق الشفه وسقف الحنك معاً، بينما يشكل شق الشفه 25 من الحالات وكذلك 25 لشق السقف فقط .هذه النسبة تتزايد لدى بعض الاجناس وتبلغ اعلى النسب في الشعوب الشرق أسيوية بينما سجلت اقل نسبة لدى الاجناس الافريقية، كما تعتبر الاصابة بشق الشفه اعلى لدى الذكور منها لدى الاناث والجهة اليسرى أكثر من اليمنى، أما بالنسبة لشق سقف الحنك فالعكس الصحيح حيث ترتفع الاصابة به لدى الاناث عن نسب الاصابة لدى الذكور.[c1]* ماهي اسباب ظهور هذا العيب الخلقي ؟[/c]- لايزال السبب الرئيسي لهذا العيب غير معروف لكن هناك العديد من الدراسات التي تؤكد ان هنالك عوامل واسباب عديدة تلعب دوراً رئيساً في الاصابة بهذا العيب الخلقي، وهي العوامل الوراثية والعوامل المكتسبة.[c1]1) العوامل الوراثية : [/c]يعتبر العامل الوراثي عاملاً مهماً في الاصابة بهذا العيب وينتقل عبر الجينات الحاملة لهذا العيب من جيل لاخر واذا كان احد افراد العائلة مصاباً بهذا العيب فان ذلك يزيد من احتمال الاصابة به في الابناء ، واذا تزوج شخص حامل لجين شق الشفه او شق الحنك شخصاً آخر جيناته تحمل نفس العيب فنسبة الاصابة بها ترتفع وتصل إلى 4,1 وتزيد النسبة عن ذلك في حالات زواج الاقارب.[c1]2 ) العوامل المكتسبة :[/c]وهذه تشتمل على تعرض الأم الحامل لبعض المؤثرات أو تناولها لبعض الادوية اثناء فترة الحمل مثل :ـ تناولها لدواء الثاليدومايد Thalidomide ممنوع حالياً استخدامه في جميع انحاء العالم.ـ تعرضها لاشعات قوية ومركزة تؤثر على تكون الجنين.ـ دلت الدراسات والبحوث الطبية ان تناول الأم لدواء الكورتيزون خلال اشهر الحمل الاولى يزيد من احتمال اصابة الجنين بشق الشفه او شق سقف الحنك.ـ الاكثار من تناول فيتامين "A" أو تناوله بتركيز وكميات عالية يعرض الجنين للاصابة بهذا العيب الخلقي .ـ التدخين وتعاطي الكحول والمخدرات .ـ تناول الادوية المضادة لصرع خلال فترة الحمل مثل الفينيتون Phenytoin.ـ اصابة الام بسكر الحمل واهمال الحامل لعلاجه أو السيطرة عليه يؤثر على الجنين ويزيد من احتمال الاصابة بشق الشفه وشق سقف الحنك.ـ الحمى اثناء فترة الحمل قد تؤثر على نمو الجنين وعلى اكتمال اعضائه او التحامها وتشكلها بصورة طبيعية .ـ بعض المسكنات والمهدئات والمضادات الحيوية قد تؤثر على النمو الطبيعي للجنين.ـ نقص حمض الفوليك Folic Acid اثناء الحمل يؤثر على الجنين وقد يسبب نشوء هذا العيب .[c1]المضاعفات المصاحبة لمثل هذه التشوهات :[/c]ـ اختلال في وظيفة نفير او ستاك قناة اوستاك Austachian tube الموصلة بين الأذن الوسطى والبلعوم، مما يسبب التهابات متكررة في الاذن الوسطى اضافة إلى نقص واضح في درجة السمع .ـ وجود شق في الحنك الرخو يؤدي الى وجود عجز وشلل في حركة الحنك البلعومي مما يؤثر على قدرة جدار البلعوم والحنك الرخو على التلامس اثناء عملية البلع أو الكلام مما يمنع عملية الاغلاق العضلي المحكم بين البلعوم الانفي والفمي وهذا يؤدي إلى خروج الكلام ومخارج الحروف من الانف فيصبح الكلام غير واضح .ـ يصاحب شق الشفه والحنك اضطراب وخلل في عدد وحجم وشكل وتكون الاسنان اضافة إلى اضطراب في بزوغ الاسنان اللبنية والدائمة ، كما ان الاسنان الرباعية العلوية عادة ما تكون مفقودة او مشوهة في الاسنان اللبنية او الدائمة كجزء من العيب الخلقي وذلك لان مكان تكونها وبزوغها يكون عادة في مكان الشق، كما تكثر معه نسبة الاصابة بنقص تصنع الميناء في الاسنان اضافة إلى صغر حجم الاسنان أو كبرها عن الحجم الطبيعي ، كما تحدث في بعض الحالات وجود بعض الاسنان الزائدة أو اندماج والتحام سنين مع بعضهما البعض خصوصاً في الاسنان الامامية مما يجعلها تبدو كأنها سن واحد كبير .ـ قد تظهر عاهات جسدية اخرى على 5 من المصابين بشق الشفه والحنك مثل وجود عيوب خلقية في القلب كما قد تظهر شق الشفه والحنك لدى المصابين بمتلازمة "ستيكلر" ومتلازمة " ابيرت" ومتلازمة " كروزون". [c1]كيفية العلاج :[/c]يقول الاطباء والاختصاصيون ان نتائج العلاج تعتمد على درجة وتعقيد الشق وحجمه وعلى الوقت الذي بدأ فيه المصاب العلاج ، فكلما كانت البداية مبكرة كلما كانت النتيجة افضل .[c1]* متى يجب ان يبدأ العلاج ؟ ومن الذي يقوم به ؟[/c]- من المفترض ان يبدأ العلاج في الاسابيع الاولى من ولادة الطفل ، وقبل الحديث عن كيفية العلاج لابد من التطرق إلى الفريق الطبي اللازم للعلاج وهو : اخصائي جراحة التجميل والوجه والفكين ، اخصائي تقويم الاسنان ، اخصائي الاستعاضة الصناعية ، اخصائي تقويم النطق ، اخصائي الانف والاذن والحنجرة ، اخصائي علاج العصب والجذور ، اخصائي الاطفال ، الاخصائي النفسي والاجتماعي .[c1]* ماهي خطوات العلاج ؟[/c]- اول اخصائي في الفريق يبدأ عمله هو جراح التجميل والذي يقوم باغلاق شق الشفه، وهذا التدخل الجراحي التجميلي يتم في المدة ما بين الشهر الأول إلى الشهر الثاني من عمر الطفل ، وان كان بعض الجراحين يفضلون اغلاق الشق في الشهر الأول من عمر الطفل ، وذلك على اعتبار ان تحريك وارجاع طليعة الفك العلوي إلى مكانها الصحيح والطبيعي يكون اسهل في الشهر الأول ومن الممكن ان يعمل الجراح على اصلاح اولى للانف على ان تؤجل عملية تقويم الانف إلى ان يتم معظم النمو الوجهي للطفل .أما اغلاق شق الحنك فيتم على مرحلتين في السنة الثانية من عمر الطفل وان كان البعض يفضل اغلاقها في السنة الاولى من عمر الطفل ، كما اثبتت الدراسات ان الاغلاق المبكر لشق الحنك يساعد الطفل على النطق الصحيح ويقلل من اضطرابات النطق لديه ، أما بالنسبة لشق الحنك الرخو فيفضل اغلاقه في السنة الاولى من عمر الطفل .[c1]اخصائي التركيبات :[/c]إلى ان يتم التعديل والتصحيح الجراحي لهذه العيوب والشقوق الخلقية يقوم اخصائي التركيبات بصنع سداده لشق الحنك Opturator تصنع من مادة اكريليكية لسد الشق وبالتالي مساعدة الطفل على الرضاعة ، وتغير هذه السدادة مع نمو الطفل وذلك تبعاً لتغير حجم وشكل الفم والفكين ، وعندما يبلغ الطفل السنة الثانية يصنع له اخصائي التركيبات والاستعاضة الصناعية السنية سدادة اخرى من الاكريليك والكروم أو الكوبالت لتساعده على تناول الطعام والنطق السليم ، كما ان بعضها قد يحتوي على بعض الاسنان البلاستيكية لمساعدة الاطفال الذين لديهم نقص خلقي في عدد الاسنان ، وتعتبر هذه التركيبات المتحركة عاملاً مهماً في العلاج لانها تساعد الرضيع على الرضاعة بشكل طبيعي والاطفال على تناول الطعام كما انها تمنع دخول الطعام إلى الانف او مجرى التنفس وبالتالي تقلل من احتمال حدوث أي التهابات في منطقة الانف والفم والاذن ، اضافة إلى اهمية مثل هذه التركيبات في تحسين نطق الطفل وكذلك مظهره لان بعض هذه التركيبات تلعب دوراً تجميلياً بدعمها للشفه وتعويضها للاسنان المفقودة خلقياً ، ويجب التأكيد على ضرورة الاهتمام بنظافة مثل هذه التركيبات والعناية بها لانها من الممكن ان تكون مكاناً لتجمع البكتيريا والفطريات وقد يؤدي عدم تنظيفها إلى حدوث التهابات بكتيرية وفطرية داخل فم الطفل وإلى انبعات رائحة كريهة "بخر" من فم الطفل نتيجة تحلل بقايا الطعام المتراكمة عليها .[c1]اخصائي النطق :[/c]وننتقل إلى دور اخصائي النطق الذي يعتبر أحد أهم اعضاء الفريق العلاجي ، وتبدأ جلسات علاج النطق مع بداية اكتساب الطفل للغة النطق في السنة الثانية من عمره ، يستطيع من خلالها الاخصائي مساعدة الطفل على النطق السليم واخراج الحروف من مخارجها بشكل صحيح في اخراج الحروف ونطقها النطق الصحيح ، فهم عادة يخرجون الاحرف من الانف وهو ما يعرف بالخنف أو الطفل الاخنف ، فبسبب وجود الشق في الحنك يتسرب الهواء المصاحب للكلام من الفم إلى الانف وهنا تبرز اهمية وضع التركيبة السادة لشق الحنك في منع تسرب الهواء اثناء الكلام .ومشاكل السمع المصاحبة لهذا النوع من العيوب الخلقية تعيق الطفل عن النطق الصحيح، وعادة ما يعاني الاطفال المصابين بهذا الشق من نقص جزئي إلى كلي في السمع ، يحتاج معها الطفل إلى استعمال الاذن وهنا يأتي دور اخصائي السمع واخصائي الانف والاذن والحنجرة في مراقبة حالة الطفل وتقييم درجة السمع لديه .[c1]اخصائي تقويم الاسنان :[/c]اما اخصائي تقويم الاسنان فيبدأ عمله في نهاية المرحلة المختلطة للاسنان وهي المرحلة التي تجتمع فيها الاسنان اللبنية والدائمة ، وفي بعض الحالات قد يبدأ العلاج التقويمي للاسنان في مرحلة الاسنان اللبنية وذلك لتصحيح شذوذ العلاقة الجانبية للفكين ، ويهدف العلاج التقويمي للاسنان إلى تصحيح علاقة الاسنان العلوية بالسفلية اضافة إلى رصف الاسنان في مكانها الطبيعي وتصحيح اوضاعها ، كما قد يلجأ إلى الجراحة التقويمية في الحالات التي يكون الفك العلوي فيها متقدماً ويصعب ارجاعه بطرق التقويم الاعتيادية ،وقد يستعين اخصائي التقويم بالجراح لتصحيح بعض الخلل في الحنك العلوي وذلك باخذ اجزاء من عظم الطفل وزراعتها في الفك العلوي لدعم الاسنان المتواجدة في منطقة الشق .اما اخصائي علاج عصب الاسنان فيقوم بعلاج اعصاب الاسنان الموجودة في منطقة الشق خصوصاً الثنيتين واللتين عادة ما يصاحبهما بعض الالتهابات والخراجات .[c1]الدعم من الاخصائي الاجتماعي :[/c]عادة ما يحتاج الوالدان الدعم من الاخصائي الاجتماعي خصوصاً بعد معرفتهما بأن الطفل الذي ظلا ينتظران قدومه بفارغ الصبر لديه عيب خلقي ، كما ان الطفل المصاب يحتاج إلى الكثير من الدعم النفسي والاجتماعي عن طريق الاخصائيين وذلك لما يتعرض له من ضغوط نفسية واجتماعية بسبب التشوهات الخلقية في وجهه وما يصاحبها من مشاكل في النطق والسمع والتي تعتبر من اهم العقبات التي تواجهه وتعيقه عن الاندماج في المجتمع بشكل صحيح .[c1]العوائق والمصاعب التي قد يواجهها المصابون واهاليهم [/c]ـ لتكلفة العالية لمراحل العلاج ـ اطعام الطفل وارضاعه والادوات اللازمة لمساعدته على الرضاعة وتناول الطعام. ـ العمليات الجراحية المتعددة التي يحتاجها المصاب والتي تختلف ، على حسب نوعية الشق ودرجة تعقيده .ـ مواعيد العلاج المتكررة والتي تتطلب وعياً كاملاً من قبل الوالدين بأهميتها وضرورة الالتزام بها وبانتظامها وكذلك الامر بالنسبة لمواعيد المتابعة .ـ العلاج التأهيلي الذي يحتاجه المصاب لمساعدته على النطق والذي يتطلب شجاعة من المصاب واهتماماً كبيراً من الوالدين لتخطي الضغوط النفسية التي قد تصاحب الخطوات التأهيلية ، خصوصاً في المراحل الاولى منه .ـ طول مدة العلاج التي يحتاجها المصاب والتي تبدأ من الاسابيع الاولى من ولادتهم إلى الثامنة عشرة من عمرهم .ـ قلة وضعف المعلومات المتوفرة لدى الأهل حول طبيعة هذه العيوب الخلقية والاستطبابات اللازمة لها .ـ عدم وجود اماكن ومراكز متخصصة لاستقبال مثل هذه الحالات في المدن الصغيرة والقرى والتي يكثر فيها زواج الاقارب .ـ عدم قدرة الكثير من المستشفيات على تغطية بعض الاحتياجات المطلوبة لعلاج المصابين بمثل هذه العيوب الخلقية .ـ صعوبة الحصول على المواعيد المتتابعة في المستشفيات الكبرى وتباعدها .ـ عدم وجود مركز متخصص لعلاج مثل هذه العيوب قائم بذاته يستقبل المصابين بهذه العيوب ويتابع خطوات علاجهم ، ويحصي نسب الاصابة به واسبابها .
طفل قبل العملية
الطفل بعد العملية