اعذروني
تستمر رحلتي في حياتي اليومية منذ ولادتي حتى مماتي وانا اصارع الحياة للبقاء واذا كانت الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية تلعب دورا سلبياً في حياة الاسوياء، فالمعاق اليوم مازال يخوض معركة اثبات الوجود وهيمنة الاسوياء على حقوقه في المشاركة الاجتماعية لاي مواطن في المجتمع،ونعذر في ذلك المجتمع باكمله لان قلة الوعي بتلك الفئة منتشرة بين اوساط الاسوياء في المجتمع، وعلى راسهم المكاتب المختصة بذلك بسبب ضعف دورها الحقيقي والقانوني اليوم، في تقديم المساعدة والمعونات بالتواصل مع الجهات المختلفة لايجاد الحلول، ليستطيع المعاق الاعتماد على نفسه في تلبية احتياجاته واثبات قدرته الفعلية في مواجهة المصاعب وتعدي العراقيل والعقبات المختلفة للوصول الى بر الامان وتحقيق التوزان الفعلي في المجتمع، وياتي هنا دور السياسات العليا في نص القوانين ثم دور الرقابة الفعلية في مراقبة ومحاسبة الجهات ذات العلاقة في تاسيس المعاهد والمراكز والجمعيات للمعاقين بمختلف اعاقاتهم وتفعيل دور الرقابة في المكاتب ذات العلاقة وعلى راسها مكتب الشؤون الاجتماعية ، فدور هذا المكتب معدوم والاسباب مازالت مخفية وربما لان المعاق لا يستطيع التكلم او ان يسمع او يرى او التحرك ولهذا تسلب حقوقه ويتعرض للكثير من الظلم ولا وكيل له ومن هنا اريد ان انبه ان كل راعي مسؤول عن رعيته، نعم اجزم ان هناك العديد من التغيرات الايجابية ولكنها لمصلحة من اليوم اذا كانت هذه المؤسسات والجمعيات والمراكز الايجابي الوحيد الذي عملته اليوم هو ان يجد المعاق من امثاله للتواصل معهم وان يعرف انه ليس فريدا من نوعه، فمقابلة الاصدقاء والزملاء من تلك الفئة لبعضهم البعض تكسر النمط السابق الذي كان يعيشه المعاق بحياة الوحدة بسبب الخوف من الانخراط وعدم تحمل الاهل مسؤولية ذاك المخلوق المعاق لانه بحاجة الى رعاية خاصة واعتناء خاص والذي يتطلب وقت ومال وافكار ومساعدة وتضحية من جهة اخرى، فالحالة ليست مرضية بل اعاقة دائمة يجب التساير معها وايجاد الحلول البطيئة وبالنسبة للمعاق تعتبر خطوات جبارة وكنز لايقدر بثمن.فلا اعرف لماذا يعتقدو الجميع اذا كان الانسان معاق فهو عالة حتى من يجلس خلف المكاتب وهم لا يملكون الوعي ولا الدراسات والمعلومات الصحيحة حول المعاق وكيفية تقديم الدعم له، ولذا هناك تقصير كبير لعدم وجود الكفاءات الفعلية في التعامل والخطط الاسترتيجية ، فالمعاق لم ياتي الى هذه المراكز من اجل ان يتذكره في الحفلات السنوية او اظهار المعونات في الاعياد الدينية فهذه ليست صدقة بل واجب اتجاه المعاقين الذين يصارعون الحياة رغم صعوبتها و يملكون الافكار المبدعة وبحاجة لمن يسمعوهم ويزورهم للتكلم معهم وليس زيارة للمؤسسات ذات الجدران الصماء لمعرفة ما الذي ينقصهم واعطائهم حق التكلم وطرح مشاكلهم على طاولة النقاش، ومن هذا المنطلق اعتقد اليوم يحق لكل معاق ان يرفع راية الدفاع عن حقوقه الشريعية ومعرفة القوانين وكيفية الوصول الى نتائج يستطيعون من خلالها تحويل الحلم الى واقع في تمكن هولاء المعاقين تحمل مسؤولية المعاهد والمؤسسات والجمعيات للعمل بشكل صحيح والاهم في الدفاع عن انفسهم اثناء الوقوع في مشاكل وفرض احترام الجميع لهم فمن اليوم يستطيع الدفاع عن المعاقين والمجالس المحلية والنواب ورؤساء المرافق الحكومية والغير حكومية خالية من وجود ذوي الاعاقة للمشاركة الفعلية وايجاد من سيدافع عنهم ؟فاين الديمقراطية ومتى سيحصل المعاق على حريته للعمل بحرية؟