صنعاء/ استطلاع / سوسن الجوفي:قد لا نجيد لغة البكاء بالقدر الذي نتفنن فيه بالتباكي رغم ان البكاء سمةطبيعية فطر الله سبحانه وتعالى الناس عليها ووسيلة للتعبير عن الانفعالات والضغوط العصبية والنفسية وتعبر عن فيض المشاعر حزنا او فرحا عند الانسانوقد وجد العلماء عندما قاموا بتحليل الدموع انها تحتوي على 25 من البروتين وجزء من المعادن خاصة المغنسيوم وهي مواد سامة يتخلص منها الانسان عند البكاء فهل البكاء يعبر عن ضعف الشخصية ام ان الدموع قطرات مقدسة يجب احترام سقوطها وعدم حبسها ؟؟ تصف تغريد أختها حنان بالفتاة الباكية لأنها تواجه كل المواقف بالبكاء ولان الجميع يعلم أن دموع حنان مستعدة للسقوط في أي لحظة فإن الكل يعاملها معاملة خاصة ويحرص كثيرا أثناء الحديث او التعامل معها أما تغريد التي تعتبر نفسهاذات شخصية أقوى من حنان فالمواقف المحزنة جدا هي التي تثير مشاعر البكاء لديها وتضيف ان الشخصية البكائية متعبة جدا ، مدللة على ذلك بشخصية اختها .وترى تغريد ان الإنسان الذي يترجم جميع المواقف بالبكاء شخصية ضعيفة لان هناك مواقف تحتاج للتصرف الحكيم لا للدموع . وقريبا من دعاء التي يرى افراد عائلتها انها المتميزة بالتحكم في مشاعر الحزن وصاحبة المواقف الصعبة لان دموعها نادرا ما تسقط أمام الآخرين لتهمس لنا بصوت خافت أن البكاء على الرغم من انه يريح صاحبه إلا ان دموعها تسقط اثناء انفرادها بنفسها وليس أمام الآخرين حتى لا تصنف في خانة الضعفاء وتظل الكارزيما القوية نادرة البكاء في حين تظل فاطمة المرأة المتباكية لان فاطمة كثيرا ما تشكي وتتباكى وقل ما تسقط دموعها وتندر مواقف بكاءها وقد عرف علماء النفس هذه الشخصية (الشيزوبدية ) التي تتميز بالجمود الداخلي مما يؤدي الى تيبس المشاعر وتكون ..هذه الشخصية من أصحاب الدموع النادرة . [c1]المرأة أكثر بكاء [/c]قد تكون دعاء وأمثالها كثير ممن يكسرون حدة القول بأن المرأة أكثر تأثرابالمشاعر والإحساس الوجداني من الرجل وهذا الاختلاف قد يكون سبب الضغوط العصبية ونوعها على كل منهما والنساء أكثر إصابة من الرجال بالأمراض ذات الطبيعة الوجدانية أما الرجال فيتعرضون لأمراض نفسية أخرى اكثر من النساء أما عن كثرة بكاء المرأة فإنها ترجع الى مجموعة قيود وممنوعات قد تواجهها منذ الطفولة والازدواجية في المعاملة وإهدار حقوقها وأنها مرتبطة بالرجل ولا تستطيع التعبير عن رأيها فمثل هذه القيود تجعل المرأة لا تستطيع ان تعبر عن عواطفها باللغة وتعبر عن مشاعرها بالبكاء . وهذا ما له علاقة بحالة ام طارق الام التي ادى انفصالها مع زوجها في ابتعادها عن أطفالها الثلاثة وكذلك المشاكل التي حدثت بين أهلها وأهل زوجها تسببت في خلق حالة كبت لمشاعر الأمومة التي تعبر بشوقها لرؤية أبناءها بالدموع التي تحبسها أم طارق حينا وتعجز عن ذلك أحيانا كثيرة . [c1]وللبكاء فوائد [/c]كشفت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين الأمريكيين من جامعة مار كويت بولاية ميتشجان النقاب أن البكاء يساعد في إخراج السموم من الجسم بالإضافة إلى انه يخفف من الضغط النفسي لذا ينصح أطباء النفس بعدم التردد في البكاء وذرف الدموعخاصة في المواقف او الأحداث المحزنة والمؤلمة وذلك لان الدموع تقوم بتنظيف وتطهير العيون من البكتيريا والجراثيم العالقة بها ويساعد البكاء في التنفيس عن الشخص وأراحته وتقليل التوتر الذي يشعر به وطرح السموم الناتجة عن التوترات العصبية والعاطفية والانفعالات النفسية الكثيرة ومشكلات الحياة اليومية ويرى العلماء ان كبت المشاعر وحبس الدموع يسبب التسمم بسبب انحباس المواد والمركبات المؤذية داخل أنسجة الجسم . [c1]رجال لا يعرفون البكاء [/c]في بعض المجتمعات قد يحرم البكاء على الرجال مع الادعاء او الاقتناع بأن البكاء يقلل من شأن الرجل رغم أن السيدة عائشة عندما رأت دموع رسول الله صلى الله عليه سلم لوفاة احد الصحابة سألته أتبكي فقال عليه الصلاة والسلام انها رحمة وضعها الله في قلوب العباد . وقوله عليه السلام " ان القلب ليحزن وان العين لتدمع وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون "وهناك عدد من الرجال يتباهون بعدم البكاء ويرون ان دموع الرجل غالية بناء على اعتقادات او مبادئ راسخة لديهم منذ الصغر .وهناك أنواع اخرى من الشخصيات التي تتكبر على اظهار البكاء وضعفها مثل الشخصية (البارانوية) التي تتميزبالشعور بالعظمة والاستعلاء مع الإقلال من شأن الاخرين وهنا نجد تلك الشخصية تأبى ان تظهر عواطفها كما يحدث مع سالم 38عاما والمعروف عنه انه الشخص الذي لم يبك حتى لوفاة امه لأنه يرى بكاء الرجال ضعف وانهزام ولكن من يدري ربما تذرف دموع سالم سرا . على العكس من جميل الذي يعجز في كبت شعور الحزن والألم فيترجمها بعدد من قطرات الدموع التي لا يبالي أن علم الآخرين بسقوطها فالمهم أن ينفس عن الضغط الذي يتعرض له بأي حال من الاحوال لانه لايرى بكاء الرجال ضعفا. بكاء بعض الأشخاص قد يكون له فائدة خاصة فهناك بعض المفكرين والمبدعين كالفنانين او الشعراء يعبرون عن مشاعرهم عن طريق إبداعاتهم التي تمتص كل طاقاتهم التعبيرية وقد يلاحط البعض منهم ان تلك الابداعات تقل نسبيا عند تعبيرهم عن مشاعرهم بالطرق الأكثر شيوعا كالانفعال او البكاء وهذا ما أكدته احد الرسامات التي اعتذرت عن ذكر اسمها بأن المتنفس الوحيد لحزنها والمها هو الرسم وشخابيط الخطوط على الورق البيضاء !!![c1]البكاء المقدس[/c]ومن بكاء النساء والرجال والمبدعين الى بكاء الطفل الذي يجب ان يقدس ويحترم كاحترام ضحكه وكاحترام الاستجابة لأوامر الأسرة فبكاء الطفل هو تعبير عن انفعالاته عند الآباء والأطفال يصيبهم بأمراض القلب وهناك الطفل الذي يعلم مدى قوة تأثير بكائه على أسرته والمحيطين به ويستخدم هذه الوسيلة لتحقيق رغباته.وبهذة الدموع البريئة نختتم سطور الحديث عن البكاء بتعريف الكاتب فريد الفالوجي في كتابة البكاء الصامت بان البكاء احد التعبيرات التي تظهر على الانسان في الظروف الصعبة التي تمر به، نتيجة تعرضه لحادث اليم او موقف محزن، او ضياع عزيز او فقدان خليل. والمرأة دائما اكثر بكاء من الرجل نتيجة رقتها الفطرية، الى جانب محاولة الرجل دائما التماسك امام الازمات كمظهر من مظاهر القوة، حتى ولو كان ذلك من باب الخداع والشجاعة الزائفة.ولكن في بعض الاحيان يجد الرجل نفسه وقد انهار وخانته شجاعته ولم يستطع الصمود،فنراه وقد سالت دموعه دون ان يدري بالرغم من عنفوانه وجبروته وهناك من القادة والزعماء من اجهشه البكاء بالرغم من سلطانه الذي اقام الدنيا واقعدها في يوم من الايام!!
|
الناس
البكاء ليس ضعفاً يا سادة !!
أخبار متعلقة