سطور
* الأستاذ والملحن والموسيقار أحمد باقتادة كان أحد النوارس اليمنية المهاجرة ورغم (مجال عمله الشاق) إلا أن الموسيقى كانت تجري بدمه وكان من خلال صوته يترجم معاناة الغربة والبعد عن الوطن.تلك المعاناة كانت ترجمة صادقة تفاعل معها كل مغترب، في بداية ظهور أحمد فتحي كان لبا قتادة دور في إحتضانه ورعايته (مادياً ومعنوياً) وقدم له ألحاناً جميلة ورائعة كانت بهذا القدر أو ذلك الأساس الذي انطلق من خلاله (فتحي) وحقق نجاحاً كمؤدٍ وتألق كملحن لم يجن باقتادة ثمرة تلك الرعاية بل وغرد (فتحي) بعيداً عن باقتادة وكان نجاح (فتحي) هو الشكر والتقدير الذي أكتفى بهما.ثم جاء باقتادة إلى الوطن (بعد غربة سنوات) لعله يجد ضالته ويجد من يترجم ألحانه الجميلة وشكل الفرقة الموسيقية (فرقة الأصدقاء) ولم شتات كثير من العازفين الذين أهملتهم الظروف السائدة حينها. وكانت للأمانة فرقة موسيقية ناجحة ومكتملة العناصر.أعطى باقتادة للفرقة من ماله وجهده وإبداعه الكثير، أعطى للموسيقى والفن قلبه وأعطوه وجع القلب.. قدم أعمالاً لكثير من الأصوات: أمل كعدل، عبدالكريم توفيق وغيرهما وقدم بصوته أيضاً أعمالاً..ثم ماذا؟ظهرت المنافسة غير الشريفة بهدف عرقلة أعمال الفرقة وكانت الأحداث السياسية (في المحافظات الجنوبية) هي الشعرة التي قصمت ظهر البعير، وتناثرت السبحة وأختلف الأحباء (خاصة وأن الكل يحلم - ببيستين - للظروف الصعبة)وكان الموسيقار أحمد باقتادة لازال يملك الحس الموسيقي والإبداع اللحني وفرقة تمتلك كل الأجهزة الموسيقية (إلا المادة/ الفلوس) ولو أنها مستورة وهو رجل كريم وشهم لكن إلى متى / الكل يريد ويقطر العطاء، حتى أحبط هذا الفنان المتكامل الصفات والإنسان الشامل في المحبة والوداد، ولعبت الأيام والعوامل دورها أيضاً حيث أهملت الحركة الفنية (إلا من فن المخادر) أو حفلات التطبيل للوالي والسلطان وتشتت العازفون في فرق أهلية وفردية وجماعية وإن كانت هي نفس المجموعة (بتعبير أسماء الفرق فقط).ولعب تلفزيون عدن (على قولتهم يمانية) دور كبير في إلغاء الإنتاج الفني للأغاني الجديدة فابتعد (باقتادة) وتوارى تحت شجرة السنديان ليشم عبق الحياة ويرتاح من (المطافحة) وغيره الكثير من الموسيقين بل المبدعين بشكل عام ينظرون إلى الواقع بحسرة (وقصبة وشريجة) متكئين فوق الأشجار (العلب).والغريب إن الفنان (من عندنا) يطلع موافقة إجازة النص من صنعاء والموافقة على اللحن من تعز والإذن بالتسجيل من الحديدة وأظن أن لهذا مبررات (أتمنى أن لا أعرفها).المهم بالقول والعودة للبدء الموسيقار أحمد باقتادة فنان كبير وموسيقي مقتدر وملحن حساس، فحرام أن نراه هكذا (هو يحب الفن) ولا يحتاج لنا أولكم (يامن توزعون خير الوطن) نحن نحتاج لبا قتادة ولإبداعه وعطائه الفني وواجب علينا تكريمه وتقديره والاحتفاء به (وقده التكريم قليل هدرة وورقة) ونقول للفنانين الذين أعطاهم من إبداعه الكثير (تذكروه فقط فالمصير في الأخير واحد) والمسئولون أيام بروز باقتادة (ذلك الأيام) أغلبهم (يامسجون ياهارب يالله يرحمه،لكن نحن جمهور المتلقي نحن المستمعين وعشاق فنه نتذكره وفي قلوبنا خالد.أمل أن يصل صوتي لأني كما سمعت أن المسؤولين ما يقرؤوا الصحـف إلا إذا كان (هــدار من النوع الثقيل) (جنبنا الله وإيـــاكم منه).همسة :آمالـــــك تروينــــــي [c1] *** [/c] وجروحك تجرحنــــيوشجونك تشجينـــي [c1] *** [/c] وسعادتك تسعدنـــي* لطفي أمان