احمد راجح سعيدتعتبر المرحلة ( اليتيمة ) التي يعيشها المحالون للتقاعد من اهم مراحل حياتهم لانها من وجهة نظر علماء النفس والباحثين سلسلة من الحلقات السابقة المترابطة لحياتهم العملية المتصيفة بالوفاء والتفاني ولذلك فقد اطلق عليها في الدول المتحضرة والتي تعير المتقاعدين جل اهتمامها وفاء لتفانيهم ب ( الخلود المهني ) اما اذا لم تكن بهذا المستوى من الفهم فانها اي هذه المرحلة ستغدو حتماً في نظر المتقاعدين او المؤهلين للتقاعد نفقاً مظلم المدخل والمخرج . يقول المربي الفلسطيني القدير المرحوم خليل السكاكيني حول الدور المشهود الذي يلعبة المعلم في بناء حضارة الشعوب وتحقيق غايتها المنشودة ( زرعوا فأكلنا ) اي اسلافنا ونزرع فيأكلون . اي اخلافنا .. اما المربي والاديب اليمني الكبير عبدالله فاضل فارع استاذ علم النفس في كلية التربية م/عدن فقد تحدث بافاضة حول المعلم كركيزة اساسية في العملية التربوية - التعليمية وذلك في ورقته المقدمة الى الندوة التربوية الوطنية التي نظمها مكتب التربية والتعليم في محافظة عدن حول واقع التعليم في المحافظة على طريق الاصلاح التربوي الشامل عدن 27-28 ذو القعدة 1416ه الموافق 15-16 ابريل 1969م قائلاً :( ان العملية التربوية - التعليمية في وضعنا الحاضر هي مادية - معنوية وبقدر ماتراعي النصفة في مكافاتها بقدر ما يسمو شأن ممارسيها وترتفع معنوياتهم وتتأجح هممهم ابداعاً وتفانياً مما يدفعهم .. الى مستوى السمعة حولهم اياها الحديث الشريف عن رسول الله محمد ( صلى الله عليه وسلم ) اذ يقول ( ان الله يحب اذا عمل احدكم عملاً ان يتقنه ) ولذلك يجب على القائمين على شؤون عمل المعلمين بأن يزكوا ايمانهم بأن يحبوا لاخوانهم اكانوا متقاعدين او الذين مازالو في الخدمة مايحبون لانفسهم حتى يتم التكافؤ مع الواجبات والحقوق وعلى ضوء ذلك والحديث مازال طويلاً وممتعاً ومفيداً مع استاذنا الفاضل عبدالله فاضل فارع اطال الله عمره وامده بالصحة الدائمة لقد افترضت للمعلم حقوقاً في مراحل خمس باعتبارها منظومة متداخلة مادياً ومعنوياً حتى لايتصور بأن يزاوله المعلم من عمل هو هواية ملتزمة يتفاني فيها الى حد الغناء هياماً بها وشوقاً اليها اكثر منها خرفة وهي كالتالي : اولاً : الفترة الجنينية وهي تهئية الولوج ميدان التدريس اثناء التحصيل الدراسي في او اخر المرحلة الدراسية .ثانياً : فترة الانشاء والتدريب في المعاهد وكليات التربية . ثالثاً : فترة الاسهام في العملية التربوية - التعليمية - مهنة .. دائمة ومسلك حياته في المهنة . رابعاً : فترة المتقاعد والخلود المهني . خامساً : فترة ( الحياة بعد الموت ) سجل الخالدين .- ولان الموضوع اساسياً ينصب بدرجة اساسية حول حقوق المعلم في فترة التقاعد ( القضية الراهنة ) سوف نكتفي بما قاله استاذنا الفاضل عبدالله فاضل في ورقته المذكورة انقاً . - ( يجدر بنا في هذا العهد التربوي ان نتذكر زملاءنا الذين لم يعودوا معلمين في المدارس والادارات المدرسية الا انهم مازالوا بين طهرانينا في مرحلة التقاعد وهل اصبح هؤلاء واقعاً غير ذي بال ؟لقد اكسبتهم حياتهم في حنايا العملية التعليمية - التربوية خبرة مقنعة او انهم الخير من يأتينا بالخير اليقين ولذلك فيجب لهم علينا حق ينسيهم من حيث وضعتهم ظروف جامدة حيث هم ونمن عليهم برواتب .. التقاعد الى قد تغني من جوع ) ان من حق زملائنا المتقاعدين ان نطألب الدولة برعايتهم من خلال مراجعة مستحقاتهم التقاعدية كلما تضاعدت اسعار السلع والاستفادة من خبراتهم المخزونة في الاستشارات التربوية كما يجب ان تتوفر لهم العناية الطبية الحانية التي لابد منها في اعوام حياتهم التقاعدية التي تحتاج الى الاهتمام المحتم لمواجهة امراض الشيخوخة وتكاليفها الباهضة . - كما يجب على وزارة التربية ان تعد سجلاً خاصاً بالمتقاعدين وعلى نحو خاص ذوي المواهب وتتم لهم يوماً مخصصاً للاحتفاء بهم حتى يشعروا بأنهم مازالوا في عيون المسؤولين جواهر مخزونة للحاجة وهكذا تفعل حكومات الدول المسؤولة ( كلكم راع .. ) - ثم يختتم استاذنا الكريم عبدالله فاضل ورقته الرائعة بملاحظة عامة جداً ( يقول فيها قد تكون هذه الحقوق مجرد احلام فرضتها مقولة الشاعر علي محمود طه : ( قوت الشعوب وربها احلامها * ان الخيال الى الحقيقة سلم الا ان مايبدو من توجه جاد ومصداقية ماثلة تشجعان على ان يوصى باتخاذ عدة قرارات ليخطط لها سواء كانت قصيرة المدى او متوسطة للفخار من قبل كل من يسهمون في عمليتها منذ الان فصاعداً .. مع سؤالي الله تعالى - التوفيق الى كل مافيه خير .. آمين .
|
ثقافة
كيف ينظر الى التربويين المتقاعدين على انهم في مرحلة خلود هم المهني ؟!
أخبار متعلقة