د. زينب حزاماشتهر الفنان التشكيلي علي عبده يحيى الفقيه بلوحته «شمس الوحدة »التي نالت اعجاب جمهور الفن التشكيلي ولد الفنان في 23/11/1953م وحصل على ماجستير رسم زيتي 80 ـ 1987م من الاتحاد السوفيتي ( سابقاً ) وتخرج في معهد الفنون الجميلة بعدن ( 76ـ 1979م ) وله دورتان في التصميم 73ـ 1976م في مصنع الغزل والنسيج بعدن كما شارك في معارض الفن التشكيلي في كوبا / موسكو / تركيا / العراق / الكويت . وله مشاركات داخلية في معارض شخصية وجماعية ومسابقات عديدة . ان دراسته للفن التشكيلي في الخارج ساعده على الاطلاع على اجواء جديدة فيها كثير من الحرية والنشاط الفني مما لم يكن يحظى به في مسقط رأسه . وهو من ابرز الفنانين التشكيليين الذين سخروا منهم في دعم الوحدة اليمنية . ولم يقتصر فنه في التعبير عن جمال الطبيعة اليمنية بل امتد الى التعبير عن طموحات الشعب اليمني في التطور الاقتصادي والصناعي والسعي نحو تحديث اليمن . يقول الفنان التشكيلي اليمني علي عبده يحيى الفقيه : انني سخرت ريشتي لدراسة تاريخ اليمن وتراثها وهناك قضايا يستطيع الفن التشكيلي ان يقدمها وبالتالي فاننا نقدم للجمهور الفن خدمة جليلة في معرفة تاريخ مجتمعه بطريقة راقية ان تقديم التاريخ والتراث بقالب فني شيء صعب ويحتاج الى مران وتجارب وخبرة طويلة واذا كان تراثنا يقدم لنا القصة فنحن بذلك نوفر للجمهور لوحات فنية رائعة تحمل المعاني والقصص والتاريخ بقالب فني فيه الالوان الزاهية والمعبرة عن حب الفنان لوطنه . وتحمل هذه اللوحات الموعظة او القيم الاخلاقية بأسلوب فني غير مباشر ويقدم لنا الفنان في لوحته شمس الوحدة نماذج للعمارة اليمنية المشهورة في اليمن تتوسطهما شمس الوحدة اليمنية الذي تحققت بفضل نضال ابناء اليمن وتوحيدهم لكل الاراضي اليمنية التي مزقها الاستعمار البريطاني في عدن والامامة في شمال الوطن والسلاطين في بقية محافظات اليمن . وقدم الفنان الفقيه لوحة متميزة عن قضية الوحدة ومعرفة النفس لدى الانسان اليمني وطموحه في بناء اليمن الموحد الحديث هذا من ناحية كما اعطت لوحة شمس الوحدة بعداً تاريخياً تراثياً كان يرى بعض الفنانين التشكيليين ومن بينهم الفنان علي عبده يحيى ضرورة تقديم الاشارات التاريخية التراثية في الفن التشكيلي اليمني لذا نجد لوحة شمس الوحدة ابداعاً حقيقياً لهذا الفنان المبدع الذي استطاع ان يقتحم الحواجز الفنية وبلا استئذان ليعبر عن حبه وتمسكه بوحدة وطنه اليمني . لوحة شمس الوحدة هذه اللوحة الفنية يقصد بها الفنان التشكيلي علي عبده يحيى ابراز الحقيقة من خلال الربط الموضوعي بين معلمين تاريخيين احدهما من جنوب اليمن والثاني من شماله ومن خلال هذا الربط يصور قيام الوحدة اليمنية ابتداء من 22 مايو 1990م ودلالاتها المضيئة المعبر عنها بالشمس وذلك من خلال وجه الشمس الكبير الذي ربط بين العمارة في الشمال والعمارة في الجنوب تعبير عن تلاقي اجزاء اليمن والوحدة اليمنية لذلك يدعو الفنان التشكيلي علي عبده يحيى الفقيه الى توثيق منجزات الوحدة سواء كتابياً او فنياً من خلال قيام متحف فني يضم العديد من اللوحات الفنية التي تعرض منجزات الوحدة اليمنية ابتداء من 22 مايو 1990م حتى وقتنا الحاضر لتكون دروساً نافعة للاجيال القادمة . وقد استخدم الفنان التشكيلي علي عبده يحيى الفقيه في هذه اللوحة عدداً من الالوان للتعبير عن الافكار الذي اراد توصيلها للمشاهد من خلال اللوحة فالخلفية ازرق فاتح بلون السماء كما يبرز اللون البني الفاتح والداكن للعمارة والجبال الشامخة واللون الاحمر والبرتقالي لشمس الوحدة وبالمقابل ينطلق جلاء اللون اكثر فاكثر في المنظور الى الامام ولعل الرسالة التي يحملها ذلك الانطلاق للون البني الفاتح والداكن هو التعبير عن قوة وايمان الشعب اليمني المتأثر بالطبيعة اليمنية التي تغلب عليها سلسلة الجبال الشامخة التي دربت الانسان اليمني على تحمل المشاق والمتاعب في سبيل البناء وتعمير الوطن . ولوحة " شمس الوحدة " فيها ملامح صحوة فنية تزامنت مع حركة الفن التشكيلي في بلادنا . وقد يسأل القارئ عن اهتماماتنا في تقديم النماذج الجمالية من خلال الصفحة الثقافية ونجيب بأنها نماذج فنية على قدر من الابداع لمعالجة موضوعات فنية المستوى لفنانين يمنيين عملوا على تنشيط حركة الفن التشكيلي بعيداً عن المدارس الغامضة والتجريد الحديث وهي اعمال فنية تجمع بين عبقرية الفنان اليمني البسيط المتذوق لجماليات الفن التشكيلي الرفيع وبين جمال الطبيعة اليمنية والمعمار اليمني الاصيل ان التحدث عن لوحة " شمس الوحدة " للفنان التشكيلي علي عبده يحيى الفقيه يفتح امامنا افقاً شاسعاً لا يمكن استيعابه الا بأستعراض كل اعماله الفنية ولوحة " شمس الوحدة " تفتح امامنا افقاً للتعرف على مقدرته الابداعية حيث قدم من خلالها انجازات الوحدة اليمنية بشكل عام والبحث عن عهد جديد للمجتمع اليمني الحديث بعيداً عن الثأر والتعصب القبلي اللذين رافقا المجتمع اليمني فترة طويلة من الزمن وقد عالج الفنان اليمني علي عبده يحيى هذا الموضوع بدهاء فني وعبر عنه من خلاله بريشته الرائعه والالوان الجاذبة والملفته لنظر المشاهد لهذه اللوحة .