نص
[c1]1[/c]هل شَجرُ القهوةِفي قريتِنالا يخشى البردَولا يبحث عن أوراقٍ دافئةٍحين يجيءُ الليل؟سألتُ الفلاح:لماذا شجر القهوةِفي قريتنالا يخشى البرد؟أجاب:لأن القهوةَ ساخنةٌتتصاعد من فنجانِ الأرضبخاراً شفّافاًيغمرنا بالدفءويرسم في دمناشجراً مسكوناًبالنشوةِ والدهشة![c1]2[/c]شَجرُ القهوةِلا يُثْمر في الصيفولا تتدلى عبر الأسوارعناقيدُ خصوبتهإلاَّ في زمن البردسألت الفلاح:وهل قريتنالا تخشى البرد كما شجر القهوة؟أطرق،ومضى يتأمل أحجارَ منازلهايستنهض ذاكرةَ الجدرانيداعبها بأصابعهِوكأنّ يديه تقولان:عصافيرُ القريةِتتوارى خلف ضبابٍ ورديٍتطلقه كل شتاءِ أشجارُ القهوةْ![c1]3[/c]المجدُ لهُشجرُ القهوةيخرج في الضوءِ الشاحبليحدق في مرآة صباحٍيشتاق إلى المقهىفي عالمه لا ترتعش الأبوابولا جدران الحُجْرَهْ.هذا الغيم الساطع في الفنجان الأبيضْتتملقه حدقات نهارٍ لا ضوءَ بهتتمرغ في العبق النشوانوتشطف غفوتها بين يديهلَكَمْ أشْعُر حين يكون معيأني لست غريباً!لست وحيداً!أن لا بأسَ إذا ما أخذتني قدمايإلى الشارع كي أتسكعوأرى غيماتٍ تتشكلفوق الجبل الداكنغزلاناًوفراشاتٍ في حجم الشمس[c1]4[/c]ذات صباحٍ شتويٍمكسوٍ بالعتمةمبتلٍ برذاذٍ لا صوتَ لهَكان المقهى مكتظاً،والقهوةُ دائرةٌ،وأغاني «فيروز»تدثرنا بمعاطفتشعل في الأجساد اليابسةالمكسورةنيران العشقوأطيافاً من شجن غافٍقولوا للنادل:من غير حليب..وليكن العسل البريوحبات الهيل تميمةَقهوتِنا.[c1]-5-[/c]يمنيٌّ هذا الفنجانالطيني.وذاك الوجه الطالعمن خلف الشباكيواري بسمته من غضب الريحومن تحديق الغاوينإلى الشرفات .جميلٌ هذا اللون الشاحبيا جسدييا أقرب أصحابيمني،إن لم تدرك ضوء نهارك مبتَّلاًفي فانوس الشمستعال لندركهمشتعلاً في فنجان القهوة.