عاد "انيس" باكياً وعلى جسده آثار معركة.. وراح يشكو من بعض شباب الشارع الذي نعيش فيه بعد ان تحول اللعب معهم إلى شجار كان "أنيس" هو الطرف المهزوم فيه.. وقد نصحت "أنيس" أكثر من مرة ان اللعب مع اشخاص أكبر منه سناً ليس في صالحه لانهم يختلفون عنه في اهتماماتهم وطريقة تفكيرهم وأسلوب حديثهم وتصرفاتهم بشكل عام لكنه كان يرد علي انه "صار كبير"اً ويمكنه حماية نفسه أثناء الاختلاط بهم.. وطبعاً كان يعود في كل مرة وقد تعرض للضرب أو أخذت منه احدى لعبه أو أشياءه الخاصة.. هذه المرة لم يكن الأمر مختلفاً بدأ باللعب معهم ثم قاموا باستعراض عضلاتهم أثناء اللعب وراحوا يلعبون بخشونة لا يمكن لانيس احتمالها او القيام بمثلها وعندما أحتج على ذلك بدأوا في السخرية وتوجيه كلام مسيء إليه واستفزازه وعندما فقد أعصابه دخل معهم في مشادة بالأيدي وكانت النتيجة انهم ضربوه وكسروا لعبته ومنعوه من اللعب معهم. جلس أنيس يبكي بألم وقمت انا بتضميد الجروح التي أصيب بها وقلت له وأنا أتظاهر بالبرود والهدوء: هذا درس لك حتى تمتنع عن الاختلاط بمن هم أكبر منك سناً.. ارجو ان تكون قد استوعبته.. لم يقل أنيس شيئاً.. واكتفى بالبكاء.. ولاني أشعر به واقدر احساسه المرهف فقد لزمت الصمت انا أيضاً مع أني كنت أغلي بالغضب من أجله.* أخوكم/ بدر @@@@@@@@@@@@@@لم أخطئ في حقهم.. كل ما في الأمر انني اعترضت على طريقتهم الخشنة في اللعب لكنهم سخروا مني وقالوا انني ضعيف ورقيق كالفتيات وطبعاً اغضبني هذا الكلام فقلت لهم أنهم هم الذين يتصرفون كالوحوش وكلمة مني على كلمة منهم دخلت المسألة في مشادة بالأيدي والاحجار والعلب الفارغة ولانهم أقوى مني فقد اوسعوني ضرباً.. انا لأ أنكر ان اللعب مع من هم أكبر مني خطأ وفيه خطورة.. لكني اريد أن أشعر انني كبير.. واللعب معهم يجعلني أشعر بذلك.عموماً سآخذ بنصيحة "بدر" وأعود للعب مع اصدقائي الذين هم في مثل سني.. وانا والحمدلله عندي الكثير من الاصدقاء والاقران وكلهم لطفاء ويحبونني.. صحيح ان العابهم ليست كالعاب الكبار ولكنها ممتعة وليس فيها مخاطر.. والأهم انني لا أعود بعد للعب معهم "مضروباً" لاني مع اقراني استطيع حماية نفسي إذا تطلب الأمر.. كما انهم يفهوني وافهمهم وبالتالي لا نختلف كما يحدث لي مع من هم أكبر مني.. ومن الآن وصاعداً قررت ان لا العب مع اشخاص اكبر مني سناً فساعدوني على تنفيذ هذا القرار الشجاع.* أخوكم/ أنيس
أسبوعيات بدر وأنيس
أخبار متعلقة