مخاطر وأضرار الطيور على سلامة العمليات الجوية وطرق الحد منها في ورشة عمل
عدن/ أمل حزام مذحجي / محمد فؤاد عقدت بمدينة عدن ورشة العمل تحت شعار ( مخاطر وأضرار الطيور على سلامة العمليات الجوية وكيفية الحد منها ) حضرها الدكتور / يحيي الشعبي وزير الخدمة المدنية والتأمينات.ويأتي انعقاد الورشة تنفيذاً لتوصيات اللقاء السنوي الموسع لقيادات الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد الذي عقد فعالياته بداية ديسمبرالجاري من خلال الخروج بعدد من التوصيات منها عقد ورشتي عمل عن الحد من مخاطر الطيور على سلامة الحركة الجوية أقيمتا بمدينة تعز ومحافظة عدن.وقد أو صت الورشة بضرورة تشكيل لجنة وطنية للحد من مخاطر الطيور وفقاً للتعليمات الواردة في الوثيقة (9137) الصادرة من منظمة الطيران المدني الدولية وبسرعة تكيف وحدات خاصة في المطارات تتولى أعمال الرصد للظواهر المخالفة ومراعاة تصاميم المنشآت المعدنية في المطارات والاستفادة من المعدات الحديثة لمكافحة مخاطر الطيور وطالبت الورشة الهيئة العامة لحماية البيئة بالعمل على وضع الحلول والمقترحات اللازمة لضمان سلامة الطيران والمحميات في الوقت نفسه.[c1]وضع قضايا الجو المفتوحة وايجاد الحلول [/c] وخلال الجلسة أكد الأخ / أحمد أحمد الضلاعي وكيل محافظة عدن أن هذه الورشة تحمل دلالات كبيرة في حركة الطيران في العاصمة الاقتصادية التجارية وأن القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح تولي أهتماماً كبيراً للعاصمة الاقتصادية وما تلعبه من دور كبير في حركة التنمية التجارية والاقتصادية وكان نتاج هذا الاهتمام مؤخراً التوقيع مع شركة مواني دبي العالمية والتي باشرت مهامها بتسلم الميناء وهذا سيعمل على زيادة حركة الطيران في مطار عدن الدولي للعاصمة مشيراً إلى أن الأخوة في الهيئة العامة للطيران المدني قد بذلوا الجهود الكبيرة لمواكبة التطورات العالمية الحديثة وتطوير الطيران المدني، مشيداً بالورشة التي ترفع قضايا الجو المفتوحة وخطورتها أمام هجرة الطيور وعلى ضرورة تنفيذ جميع التوصيات مستقبلاً. [c1]قطاع النقل الجوي أحد الشرايين الهامة [/c] وتحدث الأخ / حامد فرج المدير عام الهيئة الطيران المدني خلال ورقته التي قدمها مشيراً إلى قصور في التجهيزات والإمكانيات المادية والموارد البشرية التي لها تأثير مباشر على سلامة الملاحة الجوية وحركة الطيران وأضاف بأن مصدر هذا التهديد هو الطيور أحد الشواهد الحية على قدرة الخالق البديع لحكمة وبقول الله تعالى في سورة تبارك آية( 18):«أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن انه بكل شيء بصير ».. صدق الله العظيم وأكد الأخ أحمد فرج إن تلك الطيور قد تكون مصدر قلق السلامة الطيران وتزداد خطورتها عندما تستوطن وتعيش بالقرب من المطارات وفي أوقات أخرى داخل تلك المطارات باعتبار الأراضي الواسعة للمطارات أو حولها و قد تصبح بيئة أمنة لهذه الطيور مشيراً إلى أنها تعد أكثر المراحل عرضة للتهديد أثناء الاقلاع أو الهبوط تاركاً مسألة الشرح والتفصيل لأنواع تلك الأخطار.وفي ختام حديثه في ورقته التي قدمها خلال الورشة بالشكر للقيادة السياسية الفذة والحكمة المتمثلة بزعامة إبن اليمن البار فخامة الأخ/ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله والتي لا تألو جهداً في دعم وتطوير وتحديث قطاع النقل الجوي باعتباره أحد الشريانات الهامة التي تربط أجزاء الوطن الواحد الكبير بعضها ببعض وتربط الداخل بالخارج والتي أسهمت بالوقوف نفسه في رفع عملية التمنية ودعم الاقتصاد القومي وليس أول على أهمية الدور التي تلعبه تلك المطارات في ما حدث مؤخراً عند اجتياح الفيضانات الجنوبية الشرقية ( حضرموت - المهرة) والتي تسببت في انقطاع جميع الطرق وكانت المطارات هي المنفذ الوحيد الذي نقلت عبرها الإمدادات والإسعافات وأعمال الإغاثة سواء في الوادي والصحراء .[c1] تقييم مخاطر الطيور تجاه الطيران المدني بالإجراءات الوطنية [/c] وقال الأخ ناجي السهمي نائب مدير عام مطار عدن أن مشكلة الطيور هي اختلاق سرعة الطيور وسرعة الطيران فالطائرة تطير بسرعة أكبر من الطيور ما يؤدي أثناء لقائها إلى حادثة اومخاطر عديدة تواجه الطيران الجوي متمثلة بالركاب والطائرة وكما أفاد أن أكثر الفترات تعرضاً للحوادث فترة الإقلاع والهبوط لعدم تواكب سرعة الطيور مع سرعة الطيران للطائرات مؤكداً أنه لابد من تقييم مخاطر الطيور إتجاه الطيران عن طريق الإجراءات الوطنية وتجميع المعلومات الكافية من خلال الإستفادة من المتخصصين في هذا المجال والتخطيط في كيفية الحد من مخاطرها واعتمادها على المستوى الدولي والمحلي لتشكيل اللجان الوطني حول ضرورة التقليل من عدد الطيور حول المطارات والسيطرة عليها للحد من المصاعب والتي تعانيها شركات الطيران والأرصاد الجوي في عملية الحد من الكوارث البيئية والتي تسببها الطيور للحفاظ على الأرواح البشرية والخسارات المادية التي تتسبب في تخريب وتدمير محركات الطائرات وقد تصل الخسائر إلى ملايين الدولارات وعرقلة مسيرة الطيران مما تضطر العديد منها إلى الهبوط أو الرجوع إلى المطارات خوفاً من الكوارث.كما أكد نائب مدير مطار عدن أنه يجب البحث عن الأسباب التي تجذب الطيور وتنظيم آلية عمل للبحث عن المعلومات الحديثة لارصاد ها باستمرار والتحكم بالحركة وقت الإقلاع والهبوط مع الجهات ذات العلاقة منها الهيئة العامة لحماية البيئية ومعرفة خط هجرة الطيور فمطار عدن يعتبر أحد المطارات الواقعة على خط هجرة الطيور إلى جانب انه محاط بعدد من البحيرات من غرب جنوب المطار ومحميات بيئية مثل بحيرة البجع ومحمية المملاح خاصة أن خط الهجرة يبدأ من نوفمبر - ديسمبر ويناير من كل سنة لمواجهة العدد الكبير من الطيور وسلامة الطيران الجوي.كما ذكر حسب الإحصاءات الدولية في إدارة الطيران الأمريكية قد سجلت (33) ألف حادثة من عام 1990 إلى عام 2000 وارتفاع الحوادث مع الطيران المدني الناقل للركاب في أوروبا إلى 42 % وأفريقيا 4 % ومنطقة الكاريني وجنوب أمريكا 2 % وشمال أمريكا 32% وآسيا %19 وأجزاء أخرى وصلت إلى%1.[c1]استحداث طرق جديدة لمحاربة الطيور[/c]كما أكد ضرورة أن يكون الطيارون لكل طائرة حذرين أثناء رؤية سرب من الطيور ومحاولة تفاديها بالتحرك بسرعة أو أثناء سماع تغير صوت المحركات أثناء الطيران وإذا شعروا بخلل أثناء رحلة الإقلاع والرجوع إلى أقرب مطار لمعاينة المحركات والتأكد من سلامة الطائرة قبل الإقلاع لعدم تعريض الركاب والطائرة للحوادث والخطر والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.[c1]معرفة الأخطار لسلامة حركة الطيران المدني والعسكري[/c]وقال الأخ/ نجيب الجودي رئيس شعبة السلامة للقوات الجوية أن سلامة الطيران والأمن القومي ضرورة يجب الوقوف أمامها بجدية وأن القوات الجوية تعتبر من المؤسسات الحيوية الهامة وانطلاقاً من الدور الكبير والوطني الذي نؤمن به من أجل خدمة المواطن والبلاد. مؤكداً أن النقل الجوي أصبح من الوسائل الهامة التي يجب أن تواكب التطورات العالمية الحديثة والنقل الجوي لتأمين الملاحة الجوية على المستوى المحلي والعالمي لحماية أجواء وأراضي وحدود وجزر الجمهورية اليمنية وتوفير خدمة النقل الجوي والتي تعمل بشكل متواصل لدعم عجلة التنمية واستمرارية النقل الجوي بالمعايير والمقاييس المعمولة بها عالمياً، كما أشار إلى أن من ضمن مهام الدفاع الجوي لحماية الركاب وسلامتهم في عودة الطائرات بسلامة إلى المطارات ولهذا يجب الاهتمام بالطائرات والعنصر البشري والطاقم العامل ومنهم المهندسون والطيارون بأن يكونوا ذات كفاءة عالية لإنجاح العملية بالتنسيق مع وزارة الزراعة وحماية البنية للسيطرة على حركة الطيران ومعرفة الأخطار لسلامة حركة الطيران المدني والعسكري منوهاً بأن الطيران العسكري يمتلك محركاً واحداً فإذا تعرض للخلل تنزل الطائرات إلى المطارات بسرعة بسبب الخوف من التحطيم وخسارة الأرواح البشرية أثناء التحليق. مشيراً إلى أنه يجب أن لا تكون هناك قمامات بالمساحات المحيطة بالمطار وإزالة الحشائش التي تحتوي على حشرات تعتبر تغذية للطيور وسبب رئيسي لتواجدهم في المطارات والتعاون مع الجهات ذات العلاقة وتكثيف الجهود. وحسب إحصاءات رسمية أكد أن (18) طائرة تعرضت لأضرار كبيرة بسبب الطيور وخسائر مادية تصل إلى ملايين الدولارات.[c1]العودة إلى تقييم الأثر البيئي أثناء قيام المشاريع للحد من المخاطر[/c]كما أشار الأخ/ عبد الرحمن راوح مختص التربية والتوعية البيئية مشروع الحفاظ على الأراضي الرطبة - عدن إلى أن هذه المشكلة يجب أن لا ترى من زاوية واحدة بل أن تتكامل الزوايا مع بعضها البعض للخروج برؤية واضحة لا تملك التعصب والثنائية العربية القاحلة في قتل الطيور والسماح فقط للطائرات بالتحليق في الفضاء لوحدها بسبب اصطدامها بالطيور المهاجرة وأن الأجواء تتسع اليوم للطيور والطائرات، مشيراً إلى أن في العالم اليوم (9) آلاف نوع من الطيور ومن كل نوع منها عشرات الآلاف تتواجد وربما ملايين الآلاف بكل أنحاء العالم منها (370) نوعاً تقريباً يتواجد في اليمن و (91) نوع لا يوجد إلا في اليمن. فكيف لنا أن نقضي على الطيور والعالم يتعامل مع اليمن بسبب وجود الأنواع الفريدة منها في بيئة اليمن ستة منها في جزيرة سقطرى و (13) منها في بقية اليمن فكيف نقضي على الطيور وكيف ستصبح الطبيعة من غير طيور فالطيور بحاجة للمكان التي ترتاح فيه والجبال وتهامة ومستنقعات المياه العذبة والساحل والبحر والحدائق فهل تستطيع اليوم القضاء على هذه الأماكن.[c1]الجو يتسع للطيور والطائرات[/c]كما أكد أن المخاطر التي تهدد الطيور عدم الاعتماد على تقييم الأثر البيئي أثناء إقامة المشاريع على مستوى اليمن مما يترتب عليها هذه المخاطر والتي تقف الجميع أمامها. بل أن المخاطر العديدة تهدد الطيور في جمع البيض والتلوث والأسلاك الكهربائية والأبراج وإطلاق النار ونصب الشباك وتدمير البيئة. مؤكداً أن المواقع الهامة للطيور في اليمن لأن اليمن تحتوي على ثلاث أنواع من المناخ الأسيوي والأفريقي والأندونسي الهندي الصيني وتضاريس السهول الساحلية والمرتفعات ومرتفعات المناطق الوسطى فكيف يمكن أن نمنع الطيور من التحليق في ظل وجود مثل هذه التضاريس والمناخ في اليمن، مشيراً إلى وجود الغراب الدخيل وتعتبر هذه الغربان أحدى المخاطر التي تشكل عواقب وخيمة بسبب عدم وجوده على نوع معين فهو يقتات أي شي ويتخلص من كل شي لهذا يدعى دخيل مزعج. مؤكداً أنه إلى جانبه ظهر مؤخراً طائر الذرة الهندية والذي بدأ يتكاثرو أصبح يشكل خطراً كبيراً ولذا يجب أن تدخل هذه الطيور ضمن التوصيات في كيفية إيجاد الحلول للحد منها. مؤكد أن المشروع الحفاظ على الأراضي الرطبة الأجنحة المحلقة بعدن قد سجل حسب الإحصاءات الشهر السابق 159 نوعاً من الطيور وظهور طائر كبير قبل يومين بالرغم من بساطة أجهزتنا إلى مازلنا نحاول أن نعمل حسب الإمكانيات المتاحة.[c1]لا يمكن القضاء على الطيور بل المسببات[/c] وأكد أن اقتراب المطار من البحيرة والبحر ربما يشكل مشكلة ولكن لا يمكن أن نقضي على البحار ونقول تهاجمنا الطيور بل يجب القضاء على المسببات ولكن لا يمكن القضاء على الطيور فهذه جريمة ترتكب بحق الطيور.فالطيور لن تستأذن في الطيران في الجو ولكن يمكن الحد من القمامات عن طريق التخطيط الصحيح والإدارة وتتم عملية المكافحة البيولوجية وأن لا تحرق الحشائش وتدمر البيئة المحيطة بل تستخدم الأضواء والأصوات لمكافحة الطيور في المطارات. مؤكداً أن هناك اتفاقيات التنوع الحيوي للطيور واتفاقيات الأنواع المهاجرة واتفاقيات الأراضي الرطبة (وامسار) ودستور حماية البيئة واجب ديني ووطني..وخلال الجلسة تم استعراض 18 ورقة عمل مقدمة من مختلف الجهات ذات العلاقة بالخطوط الجوية والأرصاد الجوية والقوات الجوية وحماية البيئة والزراعة والملاحة الجوية والمشاكل التي تقف أمام حركة الطيران الجوية وأساليب المكافحة.حضر افتتاحية الورشة وكيلا الهيئة المساعدين الأخ / محمد الكحلاني والأخ/ صالح الديب والأخ / سالم التميمي مدير مطار عدن وعدد من الشخصيات ذات العلاقة بالورشة.