يبتسم بعد يومين من صدور حكم الإعدام عليه
بغداد/وكالات:أستأنفت المحكمة العراقية الجنائية العليا أمس محاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين وستة من معاونيه في قضية حملة الأنفال ضد الأكراد، وذلك بعد يومين من الحكم عليه بالإعدام شنقا في قضية الدجيل.ودخل صدام حسين قاعة المحكمة مرتديا بزة سوداء ومبتسما وجلس على كرسيه أمام القاضي محمد عريبي، بينما لم يحضر فريق الدفاع عن صدام الذي قاطع الجلسة، التي تم الاستماع فيها إلى شهود الادعاء العام.وقد حث الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين العراقيين أمس الثلاثاء على السعي من أجل التصالح.وعاد صدام للمحكمة في محاكمة منفصلة بعد يومين من صدور حكم عليه بالاعدام لارتكابه جرائم ضد الانسانية. ومن غير المرجح أن ينفذ الحكم قبل العام المقبل.وقال صدام للمحكمة التي تحاكمه بتهمة الابادة الجماعية ضد الاكراد انه يدعو كل العراقيين العرب والاكراد للغفران والتصالح. وفي سياق تداعيات الحكم بالإعدام على صدام، فقد هدد حزب البعث العراقي المحظور بشن هجمات على المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد، إذا طبق هذا الحكم.وجاء في بيان نشره الحزب على الإنترنت "إذا أعدم السيد الرئيس لن تكون هناك مفاوضات على الإطلاق، وسيرفض كل اتصال جديد وسيركز على دعم وتغليب الخط الذي يقول داخل الحزب إن على المقاومة أن تدمر الإمبراطورية الأميركية على أرض العراق".من جانبها رفضت الولايات المتحدة الأميركية الاتهامات التي وجهت لها بأنها تدخلت في قرار الحكم على صدام، وقال مسؤول أميركي في بغداد قريب من المحكمة التي مثل أمامها صدام حسين إن الولايات المتحدة لم توص بإصدار حكم الإعدام الذي هو قرار داخلي عراقي محض.وبدورها رفضت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الانتقادات الأوروبية للحكم الذي صدر على صدام، وشددت على أنه شأن عراقي محض.ومع أن البيت الأبيض رفض الاتهامات بأن الإدارة الأميركية تدخلت في توقيت صدور الحكم لمصالح انتخابية، فإن الرئيس جورج بوش حاول الإفادة من هذا الحكم قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، وصورها على أنها أحد إنجازات الحزب الجمهوري.وفي سياق ردود الفعل الدولية على الحكم ضد صدام، اعتبر رئيس الوزراء الإسباني السابق خوسيه ماريا أثنار حليف جورج بوش أن "الحكم عادل"، وقال "صدام كان مجرما كبيرا، ومسؤولا عن قتل آلاف الأشخاص".في الشأن الميداني رفعت السلطات الأمنية العراقية حظر التجوال الذي كان مفروضا على بغداد ومحافظتي ديالى وصلاح الدين اللتين تسكنهما أغلبية سنية طيلة اليومين الماضيين تفاديا لأعمال عنف قد ترافق النطق بالحكم على صدام.كما قامت السلطات العراقية بإعادة فتح مطار بغداد الدولي أمام حركة الملاحة، وبدت الشوارع مزدحمة بالسيارات.ورغم الهدوء النسبي الذي ساد العراق بسبب حظر التجوال، فإن ذلك لم يحل دون وقوع أي أعمال عنف.فقد أعلنت وزارة الداخلية العراقية صباح أمس الثلاثاء العثور على عشر جثث عليها أثار أعيرة نارية خلال الـ24 ساعة الماضية في أحياء مختلفة في بغداد، وقالت إن أثار تعذيب بدت على جثث الضحايا.وفي حادث آخر أشارت الوزارة إلى أن مسلحين هاجموا مركز الدفاع المدني، وخطفوا أربعة موظفين ثم أطلقوا سراح اثنين منهم في وقت لاحق في حي بجنوب شرق بغداد.وفي مدينة بيجي قتلت القوات الأميركية اثنين ممن يشتبه بأنهما من المسلحين، واعتقلت اثنين آخرين، في غارة قال الجيش الأميركي إنها مرتبطة بزعيم بارز مشتبه بأنه من تنظيم القاعدة.وكان الجيش الأميركي أعلن أمس الاول مقتل خمسة من جنوده اثنين منهم في تحطم مروحيتهما في محافظة صلاح الدين، فيما قتل الثلاثة الآخرون يومي السبت والأحد متأثرين بجروح أصيبوا بها في مواجهات مع مسلحين يوم الجمعة الماضي.وفي تطور آخر أعلن مصدر عسكري أميركي في قاعدة كامبت بندلتون العسكرية أن أحد جنود مشاة البحرية الأميركية (المارينز) اعترف الاثنين بقتل مدني عراقي في الحمدانية شمال بغداد في أبريل الماضي.إلى ذلك قالت وزارة الدفاع البريطانية أمس الثلاثاء ان جنديا بريطانيا قتل خلال هجوم على قاعدة للجيش في مدينة البصرة بجنوب العراق.وذكرت متحدثة باسم الوزارة ان قاعدة قوات الائتلاف تعرضت لنيران أسلحة صغيرة خلال هجوم شنه مسلحون يوم الاثنين. وقتل جندي من الكتيبة الثانية في فوج دوق لانكستر ولم تقع أي اصابات أخرى.ولبريطانيا سبعة الاف جندي في جنوب العراق الاهدأ بوجه عام عن وسط وشمال البلاد.وصرح الميجر تشارلي بيربريدج المتحدث باسم الجيش البريطاني في البصرة بان الجندي قتل أثناء وقوفه في نوبة حراسة.وقال لتلفزيون سكاي "أطلقت زخات من نيران الاسلحة الآلية وهو ما يدل على انه (المهاجم) لم يكن قناصا. انها جماعات مارقة تعمل بشكل منفرد وهي تابعة لعصابات اجرامية او ميليشيات تستهدف جنودنا."وقتل 121 فردا من القوات المسلحة البريطانية منذ غزو العراق في مارس عام 2003 من بينهم 90 قتلوا في العمليات الحربية.