قصة قصيرة
خلدون البرحياستيقظت كالعادة وهو صباح آخر في أيامي الدراسية الجامعية الممتدة ثلاث سنوات وهذه الرابعة ، مارست الطقوس المعتادة في كل يوم من كي للملابس وتناول وجبة الإفطار والبحث عن جواربي ( شراباتي) ومد يدي إلى والدي للحصول على مصروف ذلك اليوم من أجرة السيارات وشراء بعض الوجبات الخفيفة ولان المصروف زهيد أدركت إني لن استطيع توفير بعض النقود لشراء علبة سيجارة أو بعض الحبات. خرجت من المنزل وأمي تدعو لي بالسلامة حتى الوصول إلى الكلية وبالتوفيق والنجاح في الدراسة وبدأت السفر الطويل اليومي المعتاد من منطقة الحسيني مروراً بمدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج إلى مديرية الشيخ عثمان وصولاً إلى مديرية خور مكسر متنقلاً من مركبة إلى أخرى في مشهد تكرر على مدى ثلاث سنوات وهو الآن يتكرر للسنة الرابعة وحين وصلت إلى مشارف الكلية توجهت إلى اقرب صيدلية وقبل أن افتح فمي بالكلام وجدت بعض حبات البندول قد وضعت على الرف الأمامي للبائع وطبعاً معرفته بما أريد جاءت نتاج ترددي المستمر على نفس هذه الصيدلية. اتجهت مسرعاً إلى قاعة المحاضرات وجلست في الصف الأول وأنا أتململ باحثاً عما هو جديد في عامي الدراسي الأخير لكن الرياح هبت عكس ما اشتهت أفكاري. الوجوه هي تلك التي تعودت على رؤيتها على مدى السنوات الماضية أكانت للزملاء أو الهيئة التدريسية ولم يكن هناك تغير إلا خارج قاعة المحاضرات بوجوه دلفت حديثاً أو مطلع العام ملتحقة بالدراسة في الصفوف الأولى في مختلف التخصصات التي تدرس في الكلية. مر اليوم طويلاً كسابقه يلفه الضجر الشديد حتى أني تمنيت أن يحدث شيء لم نألفه في السنوات الماضية ويتحول الشغل الشاغل لكل منتسبي الكلية . لم يحدث ما راودتني به نفسي نظرت إلى ساعة يدي فوجدتها تقارب الثانية تماماً وهو موعد المغادرة. حزمت دفاتري وملازمي لرحلة العودة إلى منزلي فكان الوصول بالسلامة اغتسلت وبدلت ملابسي وصليت الظهر وتناولت وجبة الغذاء ثم خلدت إلى فراشي وقبل أن أغط في نوم عميق سمعت ضربات شديدة على جدار المنزل أطللت برأسي من على الشرفة لأرى مصدر الضربات وإذا بهم أطفال الحارة يلعبون كرة القدم . صرخت فيهم بصوت عال وغضب شديد وصوت مزمجر فلم يعيروني أي اهتمام فرميتهم بفردة حذائي أخذوها وهربوا وعلى الرغم من حنقي الشديد إلا أني توسمت أن غداً سيكون يوماً مختلفاً عن سابقه على الأقل وطبعاً ذلك من دون أن اجزم.