من أهم حقوق الإنسان، وحقوق المواطنة أن يجد الآدمي فرصة مناسبة للعمل داخل وطنه، وأن يقف الناس في ذلك سواسية، بدءاً من أبناء كبار المسؤولين، وانتهاء بأبناء المسحوقين من الطبقة الدنيا في المجتمع الذين يعيشون اليوم على قوارع الطرقات في هوامش الحياة يبحثون عن أدنى فرص الحياة ولو في الزبالات، ومجاري الصرف الصحي مع أن الكثيرين يمتلكون إمكانات وعقولاً تؤهلهم ليكونوا في مواقع أفضل من ذلك بكثير.أقسم بالله إنني لست شيوعياً، وان تشيعي لله الحق العدل، ولهذا الوطن. أقول ذلك لأن البعض شكك في مصدر التلقي عند العبد لله، وخصوصاً بعد كتابتي عن أهمية إعادة تجربة الرقابة الشعبية، واليوم نكتب عن ضرورة أن يجد الناس حقهم في العمل داخل وطنهم، وأن يقفوا سواسية في ذلك، حتى لا تغدو فرص الترقي والرقي حكراً على أبناء كبار المسؤولين.إن من أنكر المنكرات أن يحارب الإنسان في معيشته، فلا يستطيع العمل، أو الحصول على فرصة عمل إلا عندما يقدم القربان والاضحيات، ومن ذلك أثمان الوظائف، مقدماً وآجلاً، وكأن هذه البلاد التي أعلن شعبها الانعتاق والتحرر بثورتي 26سبتمبر، و14أكتوبر، وما دفع خلالهما من ضرائب الدم والروح، قد اصبحت قطاعات خاصة بالفاسدين والمتسلطين من ذراري إبليس اللعين.هذا الكلام، لا نقوله جزافاً، أو تأليفاً، أو من مقالة “قالوا” بل من واقع مر يعيشه الناس من شرق البلاد إلى مغربها، ومن جنوبها إلى شمالها، حكر لا يلقى إلا على الفقراء، ووبال لا ينال سوى الضعفاء من أبناء الفئة الدنيا بعد زوال الفئة الوسطى وانقسام السكان في هذا البلد إلى فئتين: غنية غنى فاحشاً، أو فقيرة فقراً مدقعاً وعلى سبيل المثال المعينون الجدد في مجال الزراعة والري في أبين، تم توظيفهم على سبيل الإحلال وبعد تعب، وانتظار، وعنت، فلما استحقوا أول مبلغ، هو أجر ستة أشهر، فوجئوا أن نصيب الفرد من راتبه كله خلال الأشهر الستة هو أربعون ألف ريال يمني، أما الباقي، فهو نصيب “ أم الصبيان في مراتع“ سعيد الجان” والذي ما يرضى يجلس في بيت أمه، ومن قرح يقرح.وهكذا ياكتكوت!! ما عليك سوى السكوت!! وفي الباكر ترى الأحلام وأوراق البنكنوت تتناثر وتوزع في الوديان والخبوت، فاخضع كما خضع حمران العيون للكهنوت، وإلا جلست في البيت تحلم بالأرادي والسنوت.. ومصحة المجانين ما ترد مجنون!!.ولذلك ـ أيها السادة ـ فإننا نحذر من الإمعان في هذا المسلك، وتضييع حقوق الناس، والتمييز بين طالبي الوظائف ابتداء من الجيش والأمن ومروراً بالوزارات الغنية، فالفقيرة ذلك أن هذا الوطن ما عاد بحاجة إلى لمزيد من البغضاء والشحناء والأحقاد واستفزاز مشاعر وحاجة الناس، والمثل يقول: قطع الرأس ولا قطع المعاش.
أخبار متعلقة