بعد تغيير الجماعات الإسلامية في الجزائر مسماها السلفي إلى مسمى ( القاعدة في بلاد المغرب العربي ) ظهرت أولى بصماتها بالثوب الجديد في تفجير مقر الحكومة الجزائرية يوم الأربعاء الماضي ، في حين ظهرت في المغرب من خلال قيام مجموعة تنتمي إلى القاعدة أيضاً بأعمال انتحارية وتفجيرات بالأحزمة الناسفة ضد نفسها بعد مواجهة مع الشرطة في الدار البيضاءوفي العراق تقوم جماعات متطرفة بهجمات إرهابية ضد المدنيين باسم ( القاعدة ) وهو ما انعكس سلباً على المقاومة الحقيقية ضد الاحتلال ، وهنا يمكن القول " إن المنظمات الإسلامية قد فقدت فلسفة خطابها الديني والسياسي والاجتماعي على حد سواء .. حتى لدى الراديكاليين من أولئك المتعاطفين معها كما كان حاصلاً في الجزائر حين اقتربت من الحكم بقيادة عباس مدني في انتخابات عام 1991م وهي مرحلة وهج لن تستطيع الجماعة الإسلامية في الجزائر استعادته خاصة بعد التحول الجديد في ( تقعيد ) نفسها والانضواء تحت منظمة ليست قدوة في سلوكها سياسياً ودينياً بقدر ما هي مرفوضة إسلامياً ودولياً.كما أن هذا التحول في لبس بعض المنظمات الإسلامية ثوب القاعدة سيعطي مبرراً لملاحقتها وتضييق الخناق عليها كما هو حاصل الآن بل!! سيكون في ذلك تكريساً للمسوَّغ الأمريكي الذي أخذ على عاتقه تدخلات في المنطقة العربية والإسلامية تحت شعار مطاردة القاعدة.وهذا يعني ان هذه المنظمات المتطرفة تريد جلب المزيد من الدمار للأمة وإلحاق الأذى بالشعوب الإسلامية .. ومزيد من الإساءة إلى مفهوم العقيدة ، وفتح الباب أمام مزيد من التدخلات الأجنبية ، وبالتالي الإساءة إلى المنظمات الإسلامية المعتدلة التي وان لم تقم ( بتقعيد ) نفسها كمنهج إلاَّ أنها ستواجه ( تعقيداً ) في خطابها وأسلوب عملها من حيث الانعكاس السلبي .. وتجيير التهم والشكوك .. تماماً كما هو الحال في العراق حيث أصبح أي عمل للمقاومة يحسب على انه يعود لمنظمة القاعدة كما أشرت في السابق ، وهو ما يدفع القوات الأمريكية لقصف ومداهمة منازل المواطنين وقتلهم بين الحين والآخر.إن هذا العبث الذي تمارسه هذه الجماعات هو دليل على الغباء والجهل ، بل تأكيد أنها تعمل للتآمر على الأمة الإسلامية ، خاصة إننا ندرك جيداً أن قاعدة أسامة بن لادن ليست قدوة وان أطاحت بمركز التجارة العالمي فقد أطاحت بصورة العالم الإسلامي في قيمه ومبادئه وأخلاقياته عن الآخرين ، ناهيك عن الثمن الذي دفعته الشعوب العربية والإسلامية من دماء أبنائها ، ومن اقتصادياتها " ومن أوطانها ، وتجيير قضاياها المركزية وتهميشها " نتيجة لأعمال الأفكار ( الظلامية) التي ترى أن مفهومها ( للقوّة ورباط الخيل ) هو تفجير مقر الحكومات فوق رؤوس موظفيها في بلدانهم كآخر تفسير للآية الكريمة كما حصل مؤخراً في الجزائر!!.لا[c1] نقلا عن صحيفة " البلاد " السعودية[/c]
( تقعيد ) المنظمات الإسلامية
أخبار متعلقة