د. فهد محمود الصبري :هو عبارة عن انغراس البيضة الملقحة في أنسجة خارج الرحم مثل قناة فالوب وهي أكثر الأماكن شيوعاً لحدوث الحمل الهاجر حيث تمثل 95% من حالات الحمل خارج الرحم ويمكن أن يحدث في أماكن أخرى مثل المبيض والتجويف البطني والجزء الأسفل من الرحم وهي حالات نادرة جداً.ويحدث الحمل الهاجر لدى واحدة من كل “50 - 100” امرأة حامل وغالباً ما تكون أعراض الحمل الهاجر مشابهة للأعراض التي تحدث في بداية أي حمل طبيعي مثل الإحساس بالصداع والغثيان إضافة إلى التقيؤ والإحساس بآلام في الثدي، لكن توجد أعراض مهمة جداً تحدث في أكثر الحالات منها ألم في أسفل البطن وغالباً يكون متمركزاً في أحد الجانبين الأيمن أو الأيسر ويحدث في 95% من الحالات انقطاع الدورة الشهرية، ويحدث في 75% من الحالات نزيف مهبلي وغالباً يكون بكميات قليلة.وفي محاولة لمعرفة أسباب الحمل خارج الرحم وجد أن 50 % من حالات الحمل الهاجر تكون نتيجة الإصابة بالتهابات في الحوض والتي تسمى «PID»وغالباً ما تكون ناتجة عن الإصابة بجراثيم تسمى “Gonorrhea” و “Chlamydia” حيث تسبب هذه الالتهابات تحطماً في وظيفة الأهداب المبطنة لقنوات فالوب والتي تؤدي دوراً مهما في دفع البويضة المخصبة من داخل الأنبوب إلى الرحم، وكذلك انسداد أو تضيق قناة فالوب نتيجة إجراء عمليات جراحية مثل عملية التعقيم حيث تصل نسبة الحمل الهاجر في هذه الحالات إلى 60%، والوسائل المستخدمة لمنع الحمل مثل الحبوب التي تحتوي على هرمون البروجسترون واللولب الرحمي وخاصة النوع الذي يفرز هرمون البروجسترون، وعلى الرغم من أن هذه الوسائل تمنع الحمل داخل الرحم بفعالية تصل تقريباً إلى 99% لكن عند حدوث الحمل في هذه الحالات فإنه غالباً ما يكون خارج الرحم، حيث يعمل هرمون البروجسترون على حدوث ارتخاء في العضلات الموجودة في قنوات فالوب مما يقلل من الحركات الدودية للأنبوب والذي بدوره يؤدي إلى بطء في مرور البويضة المخصبة داخل قناة فالوب قبل وصولها إلى الرحم وبالتالي بقائها وانغراسها في القناة.وهذا لا يعني أن وسائل منع الحمل الهرمونية خطيرة أو ضارة ولكن إذا حدث حمل عند استخدام تلك الوسائل وهي بنسبة 1 %، فقط احتمال من 1 % أن يكون الحمل هاجراً وهذا يعني أن الاحتمالية ضعيفة جداً وهي لاتقارن مقابل الفوائد الكبيرة لتلك الوسائل وهناك عوامل أخرى لاحتمال حدوث الحمل خارج الرحم مثل أن تكون المرأة بين عمر 35 - 40 أو أن تكون هناك قصة سابقة لحدوث حمل خارج الرحم فهذا يزيد من احتمالية حدوثه مرة أخرى بنسبة 10 - 15 %.وهناك بعض الدراسات وجدت أن نسبة الحمل الهاجر تكون أكبر عند النساء المدخنات وإذا حدث حمل خارج الرحم فهناك احتمال كبير لحدوث انفجار للحمل الهاجر الذي ينتج عن حدوث نزيف داخلي وهبوط حاد في الدورة الدموية وهو من أكثر المشاكل الناتجة عن الحمل الهاجر وحدوث العقم.وحد أن حوالي 10 - 15 % من النساء اللواتي حدث عندهن حمل خارج الرحم لديهن صعوبة في الحمل مرة أخرى. ولهذا يجب مراقبة الحمل تحت إشراف طبيب متخصص خلال المرحلة الأولى له أو الاشتباه بالحمل عند انقطاع الدورة الشهرية لأكثر من 15 يوماً ومن الناحية الطبية لا توجد طريقة معروفة إلى الآن لمنع حدوث حمل خارج الرحم لكن توجد عدة نقاط يجب مراعاتها للتقليل من لإصابة بالتهابات الحوض ومنها الابتعاد عن العلاقات الجنسية غير الشرعية واستعمال الواقي الذكري في حالة إصابة أحد الزوجين بالأمراض المعدية الجنسية “STD” والعلاج المناسب والتشخيص المبكر للأمراض المعدية جنسياً.وفي الأخير أقول إن استخدام خدمات الصحة الإنجابية يقي كثيراً من المشاكل التي تصيب الجهاز الإنجابي للمرأة وأيضا الجهاز التناسلي للرجل.
الحمل خارج الرحم “التأثير .. والوقاية”
أخبار متعلقة