تحقيق / حازم علي غانمتنبع ثقة المجتمع بالمعلم من الثقافة العامة للمجتمع فكلما توفرت هذه الثقافة زادت ثقة المجتمع بالمعلم وكلما تضاءلت أتسعت الفجوة واهتزت ثقة المجتمع بالمعلم .واليوم هناك تساؤلات كثيرة تطرح حول مكانة المعلم ومقامه ونظرة المجتمع إليه وهل مازالت محفوظة أم أن ظروف التغيير طالتها بمخالبه واصبح المعلم الذي كان يتمتع بنظرات الأحترام والتقدير موضع تهكم وأستهزاء ؟بعضهم يقول ان المعلم لم يعد يحظى بالتقدير الكافي والبعض يقول أن المعلم مازال يحتفظ بمكانته واحترامه.. تصورات تتحدث عن اهتزاز ثقة المجتمع بالمعلم وآخرون يعتبرون ان الثقة مازالت متبادلة بين الطرفين وحول نظرة المجتمع للمعلم في بلادنا ومدى تقدير وإدراك المجتمع لأهمية الدور الذي يضطلع به ومدى تفاعل وتعاون الاسرة والمجتمع معه من اجل إنجاح رسالته الإنسانية كانت لنا هذه اللقاءات :* وفي البداية تحدث إلينا الأستاذ / حسن صالح باعوم وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع التعليم حول نظرة المجتمع للمعلم وقال ان كل المجتمعات تدرك ان المعلم صاحب رسالة إنسانية نبيلة ودائماً يكون المعلم محط تقدير واحترام المجتمع باعتباره مربياً للأجيال وفي بلادنا هناك اهتمام ورعاية خاصة بالمعلمين وقد جاء بهذا الخصوص الكثير على لسان الأدباء والمفكرين وغيرهم مما يحكي ويؤكد ما يجب ان تكون عليه نظرة المجتمع نحو المعلم وأهمية مكانته ومنزلته في المجتمع ، ونحن في قيادة وزارة التربية والتعليم نسعى دائماً إلى تعزيز هذا الموقف الاجتماعي وهذه النظرة نحو المعلم ويظهر ذلك من خلال التكريم الذي يحظى به من الناحية المعنوية والمادية حيث تنظم من اجل هذا الغرض الكثير من الأنشطة والفعاليات ولعل أهمها الاحتفال السنوي الذي يقام في جميع المؤسسات التعليمية وعلى صعيد المديريات والمحافظات وعلى الصعيد المركزي لاختيار نماذج من المعلمين يتم تكريمهم برعاية من الحكومة والقيادة السياسية في بلادنا .وحول ادراك وتقدير المجتمع لأهمية دور المعلم يقول باعوم ان هذا يعتمد بدرجة اساسية على مستوى الوعي الاجتماعي ولكن في معظم الاحيان ينظر المجتمع إلى المعلم نظرة متميزة ويقدر أهمية وعظمة دوره الذي يمثل ضمان مستقبل أفضل لابنائنا جميعاً.وبقدر ما يمثل ويجسد المعلم السلوك التربوي الايجابي في تصرفاته وافعاله فهذا بلا شك يؤثر ايجاباً في نظرة المجتمع للمعلم ويحظى بتقدير واحترام وتعاون المجتمع في سبيل انجاح رسالته الانسانية النبيلة .ونحن ندعو الجميع إلى الاهتمام بقضايا وأوضاع المعلم وشرح أهمية وقدسية الرسالة التي يحملها وضرورة تظافر جهودنا جميعاً لدعمه ومساعدته في سبيل انجاح رسالته التي تعني نجاحنا جميعاً وضمان مستقبل افضل لابنائنا ولوطننا الحبيب وتقدمه وازدهاره .[c1]شرح منزلة المعلم[/c]* وقد تحدث الاستاذ / حمود شرف الدين مدير عام شؤون المعلمين قائلاً : الحقيقة ان المعلم هو النواة الاساسية للعملية التربوية برمتها ونؤكد ان قيادة الوزارة تولي المعلم اهتماماً كبيراً بدءاً بالاعداد ثم معالجة مشاكله المعيشية وهو ما تحقق نسبياً من خلال قانون المعلم . ولكي يؤدي المعلم رسالته التربوية بصوره جيده لابد ان يكون له مستوى لائق في معيشته ومجتمعه .والذي يجب علينا نحن التربويين والاعلاميين بشكل خاص شرح وتوضيح منزلة المعلم ومكانته وتوعية المجمع بأهمية الدور والمهام التي يقوم بها المعلم في تنشئة الاجيال وضرورة مساندتة والتعاون معه من اجل انجاح رسالته الإنسانية النبيلة.لان المجتمع في الحقيقة لم يقدر دور المعلم وأهميته حيث يلقى المعلم الكثير من الصعوبات اثناء اداء وظيفته فهو يلقى العتاب والمضايقة واحياناً أكثر من هذا من بعض الطلاب وأولياء الامور في الوقت الذي يجب ان يكون للمعلم وضع خاص بحيث يؤدي عمله بصورة جيدة ومما لاشك فيه ان المعلم هو الوسيلة العظمى لبناء جيل يكون على عاتقه بناء الوطن وتطويره فعلينا جميعاً ان نقدر هذا الجانب وان ننظر إلى المعلم باهتمام وتقدير وعلينا جميعاً ان نكون يداً واحدة من اجل اكرام هذا المعلم ورفع قدراته ومعنوياته ورفع مستواه المادي بالدرجة الاولى لكي يكون اكثر ابداعاً وافتخاراً بهذا العمل الشاق .[c1]علاقة قوية [/c]* الاستاذ / أحمد ناصر الحداء مدير مدرسة جمال عبدالناصر الثانوية تحدث بالقول : الحقيقة أن نظرة المجتمع إلى المعلم يجب أن تكون نظرة إجلال واكبار باعتباره المحور الاساسي في بناء وتنشئة الاجيال ويجب على المجتمع أن يساعد المعلم لانه كلما هيأنا له الاجواء والظروف المناسبة كلما زاد عطاؤه وأرتقى دوره .والمعلم لابد ان يكون قدوة في كل تصرفاته حتى يكتسب احترام الآخرين فالمعلم متى ما أحسن دوره وأتقن عمله في مهامه تكون النظرة إليه بلا شك نظرة تقدير وأحترام من المجتمع بغض النظر عن بعض التصرفات والنظرات السلبية التي قد تسيء للمعلم.وحول التواصل بين الأسرة والمدرسة قال : ان هناك تواصل الأسرة والمدرسة بحيث يتم التواصل مع الاسرة متى ما وجدت مشكلة من الطالب من خلال استدعاء ولي أمر الطالب لمناقشة وضع ومشكلة الطالب ونحن نسعى دائماً إلى بناء علاقة قوية مع أولياء الامور بهدف تقييم سلوك الطلاب ولكي نشكل حلقة متواصلة معهم من اجل معالجة وتعديل سلوك ابنائنا الطلاب كما أن عملية التواصل مع أولياء امور الطلاب تتم بشكل ايجابي ولاتوجد أي صعوبات ونادراً ما نواجه مشاكل مع أولياء امور الطلاب وفي هذه الحالة يجب علينا كتربويين ان نشرح ونوضح لولي امر الطالب مشكلة ابنه واسباب معاقبته أوطرده من المدرسة بأسلوب تربوي راقٍ وحينها يتفهم ولي أمر الطالب الاسباب التي أدت إلى اتخاذ تصرف محدد من قبل ادارة المدرسة تجاه أبنه .[c1]تفعيل مجالس ألآباء [/c]* الأستاذة / حبيبة الحجري ـ مديرة مدرسة جمال جميل ترى أن المجتمع ينظر إلى المعلم نظرة احترام وتقدير بسبب طبيعة الرسالة العظيمة التي يحملها وأهميتها في نشر المعلم والمعرفة واعداد الاجيال الاعداد العلمي والتربوي السليم بحيث يكونوا قادرين على تحمل مسؤولية بناء الوطن والارتقاء به ولكن هناك قصور في نظرة البعض تجاه المعلم وأهمية الدور الذي يضطلع به غير انه يبدو محدود في مجتمعنا ولايؤثر على النظرة الايجابية اجمالاً تجاه المعلم. وعن مدى تعاون وتفاعل الاسرة والمجتمع مع المعلم من اجل إنجاح رسالته الانسانية يمكننا الحديث عن معاناة المعلم بسبب غياب تعاون الاسرة والمجتمع من خلال إهمال متابعة الابناء في المنزل والمدرسة وهذا بدوره يحدث خللاً بين واحدية الدور أو الرسالة التعليمية بين المدرسة والمعلم كطرف وبين الاسرة والمجتمع كطرف آخر لأن أكثر ما يسعد المعلم ويشعره بأهمية عمله وما يقوم به تجاه طلابه وتلاميذه هو تعاون الاسرة والمجتمع وهنأ أود التأكيد على أهمية وسائل الإعلام عموماً والإعلام التربوي خصوصاًَ في توعية الاسرة والمجتمع بأهمية دور المعلم وأهمية تعاون الاسرة والمجتمع مع المعلم والمدرسة وتكاتف وتكامل الجهود من اجل اعداد الاجيال اعداداً سليماً وقوياً .ومن ناحية التواصل بين الأسرة والمدرسة فهو موجود ولكن نؤكد أهمية ان يكون هذا التواصل مستمراً وحاضراً وإيجابياً هناك بالفعل تواصل غير ان نتائجه لاترتقي إلى طموحاتنا وتطلعاتنا ونحن من جانبنا نوضح ونحث أولياء الامور على أهمية التعاون معنا ونعرض عليهم كل المعوقات والاشكاليات التي تعترض ابنائهم وتشكل عقبة وعائق في طريق نجاحهم وتفوقهم ونحن نركز دائماً على أهمية دور أولياء الامور والمجتمع باعتباره مكملاً لرسالتنا التربوية والتعليمية ونعمل على تفعيل دور مجلس الآباء بالشكل الذي يرتقي إلى مستوى التعاون والتفاعل والتواصل لما من شأنه خدمة ابنائنا والارتقاء بمستواهم التعليمي .[c1]ثقة وتقدير[/c]* ويقول الأستاذ / عادل أحمد الوهباني إن نظرة المجتمع للمعلم قد تختلف من شخص إلى آخر بحسب وعي وادارك المجتمع بأهمية دور المعلم وعظمة المسؤولية التــي يقـــوم بها تجاه الوطن والنشء .ولابد ان تتحمل الاسرة مسؤوليتها ومد جسور التواصل مع المعلم والمدرسة من اجل متابعة مستوى الابناء من الناحية التعليمية والسلوكية وتفهم ملاحظات المعلم لانها تعمل وتهدف إلى تعديل وتوجيه سلوك الابناء ورفع مستواهم وتحصيلهم التعليمي والمعرفي .وفي مجتمعنا لازال دور المجتمع والاسرة قاصراً من ناحية التواصل مع المعلم والادارات المدرسية من اجل متابعة مستوى ابنائهم لاسباب عديدة.لكن تبقى ثقة المجتمع بالمعلم كبيرة جداً ولولا هذه الثقة ما رأينا ملايين الطلاب يتوجهون يومياً إلى المدارس في ربوع يمننا الحبيب .[c1]منزلة رفيعة [/c]الجميع يؤكد إن المعلم انسان صاحب رسالة انسانية عظيمة وانه يحتل مكانة مرموقة ومنزلة رفيعة وينظر اليه نظرة احترام وتقدير .لكن ما الذي يجب على المجتمع وعلينا جميعاً تجاه هذا الانسان العظيم الذي هو المعلم والمربي والموجه؟ يجب علينا جميعاً وعلى المجتمع بكل فئاته وشرائحه دعم ومساندة المعلم من اجل انجاح رسالته الانسانية التي يمثل نجاحها نجاحاً للمجتمع بأكمله .وهذا لن يتحقق إلا من خلال ايجاد شراكة فاعلة بين المعلم والمجتمع يقوم من خلالها كلا الطرفين بدوره وبما يخدم مصلحة ابنائنا ويرتقي بمستواهم وتحصيلهم التعليمي .
كيف ينظر المجتمع إلى المعلم ومامدى تعاونه معه من أجل إنجاح رسالته الإنسانية ؟!
أخبار متعلقة