ان ثمار البحث الجيد غالباً ما تشبه الاكتشافات الاثرية التي تدل على وجود حقائق قديمة وهذا مايحدث في ابحاث ماري كاربو التي كشفت ان أعداداً كبيرة من التلاميذ قد انسى تعليمهم القراءة وان طريقة اختيارهم كانت غير مناسبة لقد استحوذت نتائج ابحاث كاربو على جل اهتمام المعنيين في معالجة الضعف الدراسي في مرحلة الجامعة وماقبلها وذلك ان نتائج ابحاثها لم تكشف خطأ الممارسات في تعليم القراءة فحسب بل قدمت كثيراً من الاقتراحات البناءة لتحسن مستوى التلاميذ في تعليم القراءة.فما هو السر؟! تقول ماري كاربو ان لكل فرد اسلوباً مفضلاً لتعليم القراءة والامر الجيد هو ان اكتشاف الاسلوب المفضل في القراءة لدى الفرد امر في غاية السرعة والسهولة تكمن في السماح للمعلم بتصميم اساليب تدريسية تساعد التلاميذ على التعلم باستغلال جوانب القوة الادراكية لديهم.تقول كاربو : منذ عقود خلت والتربويون يبحثون في ميزان الطرق المختلفة لتدريس القراءة اما الآن فقد اصبح بوسعنا ان ندرك كيف يتعلم الاطفال القراءة وماذا علينا ان نفعل لمساعدتهم على تعلم هذه المهارة بسهولة ويسر وذلك بفضل ماتوصل اليه البحث في اساليب القراءة ووظائف الدماغ .وتضيف كاربو قائلة إن الامر ليس شاقاً ابداً فاذا ما انسجم اسلوب التدريس مع اسلوب التلميذ العقلي في التعلم فان النتائج تكون مذهلة .. وإذا فشلنا في تقدير مواهب التلاميذ فاننا لن نحصد الا مازرعنا ان استمرار الممارسات غير المثمرة هو نتيجة متوقعة لعدم مراعاة التلاميذ الذين لاتنسجم قدراتهم الفردية مع اساليب تدريس القراءة.وقد درجت هذه الممارسات على وضع اللوم على هؤلاء التلاميذ ولكي يجنب المعلمون وأصحاب القرار انفسهم اللوم فانهم يقومون بوصف هؤلاء التلاميذ بصفات من مثل : ذوي التحصيل المتدني او ذوي صعوبات التعلم او ذوي النشاط الزائد او المتخلفين عقلياً او ذوي عسرة القراءة الى غير ذلك من الاوصاف لقد أدت نتائج بحث كاربو عام 1988م الى تحول كبير في انماط تدريس القراءةفقد اثبتت خطأ المقولة الشائعة بأن التخلف في التعليم يكون نتيجة حتمية لوجود اعاقات تعلمية.والحقيقة ان تخلف اساليب التربية والتدريس هو السبب الرئيس لتدني المستوى الدراسي.* المدربة/ فاطمة ناصر الظهرمديرة إدارة التربية الشاملة مكتب التربية والتعليم م/عدن
ليس غبياً ولكنه مختلف
أخبار متعلقة