اقواس
رغم ان ثورة تقنية المعلومات فارضة نفسها بقوة على الساحة العالمية الا ان حجم التباين بين الشمال الغني والجنوب الفقير في التعاطي مع الشبكة المعلوماتية يظهر عمق المفارقة التي تضع الشعوب الفقيرة في وضع لايمكن معه الحديث عن الاندماج مع ثورة العصر والتعاطي معها والمساهمة في نتاجاتها الواسعة لا لان العقل البشرى عند هذه الشعوب غير مبدع او غير قادر على العطاء .. ولكن المشكلة تكمن في وضع التعليم لديها والفقر والامية . عوامل مغلقة الا انه لايمكن الحديث عن حلول سحرية لمشكلات بهذا الحجم وما تتطلب من اعتمادات مالية وزمن حتى تبلغ ولو ادفى حدودها مقارنة بالبلدان التي لامشكلة لديها فالتأهيل اواعادة النظر في نوعيه التعليم ووسائلة من التحديات الكبيرة اما عامل الفقر وهو المشكلة الاكثر تعقيداً فيرتبط بتجاوز مشكلات تلك المجتمعات وتحقيق نمو اقتصادي يخرج بها من دوامة اوضاعها المزرية واخفاقاتها المتكررة في مجال التنمية تحديداً وغاية كهذه مازالت بعيدة المنال على اقل تقدير لعقود قادمة الامم المتحدة اسشعارها بطبيقة الفارق الذي تتركة ثورة العصر بين الشعوب .. تسعى من جانبها الى التقاط بعض الخيوط اوهي الحلول وربما هي الآمال .. التي تتوخى من خلالها المساهمة في ردم هذه الهوة بين عالم الاغنياء وعالم الفقراء فعندما اظهرت بعض الصناعات التقنية قدرتها على صنع كمبيوترات زهيدة الثمن .. سارعت الامم المتحدة الى تبني الفكرة .. على اعتبار انها ستمكن الشعوب الفقيرة من اقتناء اجهزة هذه التقنية الا ان مثل هذه الاهتمامات سريعاً ماتخبو ازاء مايبرز على مساحة العالم من مشكلات وتحديات ابرزها المجاعات والحروب والصراعات العرقية .. بالاضافة الى الكوارث التي تظهر هنا وهناك . الامر الذي يجعل الجهود تركز على مثل هذه الاولويات مايجعل ، البلدان الفقيرة اسيرة مشكلاتها المتفاقمة بعيدة عن ثورة العصر وان حاولت اظهار غير ذلك فالامر لايعدو تلك النسبة التي تضع مؤشراً تعاطينا كشعوب عربية مع ثورة الاتصالات لايتعدى 3.7 فقط . عبدالقوي الاشول