يودى الدماغ دوراً رئيساً في استخلاص المعلومات التي تجمعها الحواس كل يوم مثل الألوان والأشكال التي تطالعنا، وأصناف الأشياء التي نتلمسها ونتحسسها والأصوات التي نتلقاها. وقد توصلت الدراسات إلى استنتاج أن قصور نظام التغذية في الدماغ يعرض الأذن إلى عوامل التلف.إن قدرة الدماغ على اختيار المعلومات الواردة إلى الأذن وإهمال تلك التي لا ضرورة لها تبدأ بالتراجع بعد سن الأربعين أو الخمسين، حيث ان إهمال التقصير للدماغ على تصفية المعلومات وانتقائها، يُغرق الشخص في كمية المعلومات المتدفقة ويصبح غير قادر على تنظيمها، مما يؤدي إلى عدم قدرة الشخص على السماع بشكل جيد.وأكثر ما يشكو منه كبار السن هو صعوبة سماع الأحاديث بسبب وجود طنين في الأذن (أو ضجيج خلفي). فقد يحدث أن يسمع البعض جيداً لدى وجودهم في محيط هادئ كالمنزل. وتتغير الأمور ويصبحون في دوامة ضجيج حين يتواجدون في مطعم أو حفلة.ويقر أطباء الأعصاب باحتمال أن يكون القصور في نظام تغذية الدماغ ناجماً عن نقص في الكالسيوم في جذع الدماغ، وفي حين عرفت عشرات الجينات التي تساهم في إحداث الصمم ، إلا أن أياً من الجينات المسئولة عن فقدان السمع بسبب التقدم في العمر لم تكشف بعد.ومن جانب أخر كشفت أحدث البحوث بأنها تميل إلى الاعتقاد بأن بعض الجينات تؤثر سلباً على عمل بعض الكيميائيات في الدماغ مثل glutamate hgaba، وهي مرسلات عصبية تمكن الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ والأذن من الاتصال ببعضها ويعمل الباحثون حالياً لإثبات هذه النظرية.وأوضح الباحثون ان السمع مرتبط بطريقة أو بأخرى بالعقل، حتى يبدو وكأنه درجات وحتى على الصعيد اللغوي هناك فرق بين السمع والاستماع (listening and hearing). وهناك حالات يستعمل فيها كلمة السمع وكأنها تعني «الفهم» .فالأصم لا يستطيع تعلم النطق لأن النطق وطريقته مرتبطان بالتعلم وكشرط أول بالسماع. والسمع فعل واع يرتكز على الاختيار العقلي والانتقاء. فأحياناً نكون مستغرقين في العمل وفي الوقت نفسه نستمع إلى الموسيقى. لكن على الرغم ذلك فالموسيقى لا تشتت انتباهنا لأننا نكون اخترنا عقلياً التركيز على العمل وعدم الاهتمام بالموسيقى حتى أننا نكاد لا نعود نسمعها على الرغم وجودها.
مشاكل السمع مرتبطة بالدماغ
أخبار متعلقة