* قلنا في مقال سابق إن محافظة عدن هي خير مكان في اليمن من حيث الأمن .. وهذا بفضل سكانها وبفضل جهود أجهزة الأمن .. إخوة في “ الحراك” موجودون خارج عدن يقولون إنهم لن يسمحوا بإقامة خليجي (20) في عدن ، صدرت مثل هذه الأقوال في الضالع ، ولا أدري لماذا لم يشملوا أبين بمثل هذا التهديد ، ربما لأنهم أجروا “ بروفة” في عدن و نجحوا فيها لكن سرعان ما افتضحوا ووقعوا في قبضة الأمن ، وأجزم أنهم سيبقون خائبين .. فقد خاب من هو شر منهم وأحذق وهم الإرهابيون ، لأن طبيعة عدن وأخلاق سكانها بمثابة شمس ساطعة تكشف عن المستور وتنظف البيئة من الجرائم.وفي كل الأحوال فإن خليجي (20) سواء أقيم في عدن أو في الجوف أو العاصمة جدير بالاحتياطات الأمنية ، ومثل هذه الاحتياطات والإجراءات الأمنية المتشددة اتخذت في خليجي (19) وما قبلها في دول الجوار.. ولكن يتعين على وزير الداخلية ومدير أمن عدن والسلطات المختلفة فيها أن لا يبالغوا في الإجراءات الأمنية لدرجة التنفير .* بعبارة أوضح .. يتعين على هؤلاء أن يوازنوا بين الحاجة إلى الأمن وبين احترام الحريات الشخصية والعامة .. الواجب يقتضي الحفاظ على الأمن ، والواجب أيضاً يقتضي عدم السماح لأي منفذ قانون باستغلال الحالة للتضييق على المواطنين أو تبرير الأخطاء المقصودة والمكشوفة .. الحفاظ على الأمن يقتضي في ذات الوقت تجنب أي قرار أو إجراء أو سلوك مثير للخوف أو التذمر .. وإذا كان هذا مطلوباً في أي مكان في اليمن فمثل هذا المطلوب أولى به محافظة عدن.. إنها محافظة ذات خصوصية ويجب إدراك هذا الأمر الذي لا يحتمل أي استثناء.إذا كان المعنيون بالأمن يرون أن محافظة عدن مستهدفة في هذا الوقت بالذات فعليهم التركيز على مصادر التهديد بعناية ،إذ أن الانتشار الأمني المبالغ فيه ووضع نقاط أمنية عند كل تقاطع في شوارع عدن أصبح محل تذمر عام لأن أصلاً يضع الجميع محلاً للتهمة ويعيق الحركة ، بينما المجرمون والإرهابيون المحتملون أذكياء بما يكفي لتجنب تلك النقاط.. كشفهم وإحباط أعمالهم يحتاج إلى أسلوب مختلف ، وهذا الأسلوب يعرفه خبراء الأمن.* وينبغي لمسؤولي الأمن في عدن أن يضعوا في الاعتبار وعلى الدوام أن السياحة في عدن وفي أي مكان في اليمن وخارج اليمن هي في المقام الأول مصدر اقتصادي .. مصدر من مصادر التنمية .. ولذلك وضعت تقاليد لازدهار السياحة .. فإلى جانب ضمان الأمن الشخصي والعام هناك ضمان لممارسة الحق في الحرية الشخصية.غير مقبول أن يتحول رجل أمن إلى شخص “ يشم” أفواه الناس أو يستوقف سائق سيارة ليسأله عن هوية المرأة الجالسة قربه أو خلفه .. هذه ليست مهمة رجل الأمن .. مهمته منع الجريمة وملاحقة وضبط المجرمين .. من هو الأخطر على أمن المجتمع حامل بندقية أم حامل “ قارورة” ؟ وما هي الأولويات .. التحري عن سلوك المشبوهين والمجرمين المحتملين أم الترصد لشارب يطبخ كبدة بالكحول لا يضر أحداً غير نفسه؟.
أخبار متعلقة