أمر هذه الدنيا عجيب
محمد مرشد ناجيفي جلسة صفاء .. يتحدث فيها أستاذنا الكبير محمد مرشد ناجي عن احوال الفن وأهل الفن.. يقول:عندما رأيت التحول في الأغنية العربية على وجه العموم قبل سنوات .. تمنيت حقاً لو أمد الله سبحانه وتعالى في عمر فناننا القدير احمد قاسم ليشهد هذا التحول الذي طرأ على الأغنية العربية والذي سوف يتيح له تحقيق كل طموحاته في الانتشار على مستوى الوطن العربي وهذا الأهم!!ان هذا التحول قضى على التشدد في الفنية الغنائية القطرية السائدة في عصره.. وقد كان فناننا ينتظر بفارغ الصبر هذا العصر.. عصر الانفتاح العام على الأغنية العربية بدون عوائق قطرية محيطة!! ولكن الموت اختطفه من وسطنا في وقت مبكر جداً من عمره.وفي العصر الذي نبع فيه فناننا الراحل في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم.. كان سمعه وبصره وكل آماله في اتجاه القاهرة بلد كل العرب الذي تنطلق منه الأصوات العربية وتصبح أصواتاً عالمية نسبة للعالم العربي وحيث يوجد مثله الأعلى الذي احتضنته القاهرة وجعلت منه مطرباً نجماً يحلق في سماء الوطن العربي.وهكذا ذهب إلى القاهرة زائراً ثم دارساً ثم مطرباً في الإذاعة وفي الحفلات العامة.. ولكن العصر الملمح إليه في هذا الحديث القصير ما كان مشجعاً لاعتبارات أوردناها سابقاً. ولكن اليأس لم يعرف طريقه إلى نفس الفنان الكبير .. واستمر يحاول ويحاول عن طريق شخصيات فنية كان يعرفها.. وتذهب محاولاته طي النسيان!!وحين دعي إلى دولة الكويت في سنتي 1963ـ 1964م بمناسبة الاستقلال الوطني زودت عزيمته بشحنة كبيرة لبلوغ هدفه الفني الكبير.. وكان الناتج هو الفيلم الذي انتجه في القاهرة بعنوان (حبي في القاهرة) ونلاحظ انه حشد في هذا الفيلم كل نجوم التمثيل وأودع في هذا الفيلم كل ما استقطره من مال في دولة الكويت.. وما كان له صدى يوصل هذا الفيلم نراه اليوم بين حين وآخر يبث في القاهرة.. ولو كان راحلنا الكبير على قيد الحياة لتنفس الصعداء!.وأستاذنا الدكتور عبدالعزيز المقالح قال في تأبينه (أن احمد قاسم سبق عصره) وكان القول حقاً .. وهو /أي الدكتور المقالح/ لم يكن يدري طموحه الذي أرهقه على مدى سنوات طويلة بان يكون فناناً على مستوى الوطن العربي.. وقد كان هذا العصر الذي نعيشه هو العصر الذي كان يتطلع إليه!!والمطربون اليوم في الوطن العربي يغنون باللهجة المصرية أو بغيرها ولا لوم عليهم لا من حكوماتهم ولا مجتمعاتهم..وأمر هذه الدنيا عجيب؟!