صافرة قلم
عصر الخميس المنصرم وفي مفتتح منافسات دوري الأضواء والنخبة اليمني لكرة القدم الذي يريد البعض أن يطلق عليه جزافا « دوري المحترفين « , وجه أهلي صنعاء إمبراطور الكرة اليمنية رسالة قوية وشديدة اللهجة إلى بقية الفرق المنافسة في الدوري وفي مقدمتها حامل اللقب والصقر الذي تعهد بالفوز ببطولة هذا الموسم , لتؤكد رسالة الأهلي أنه سيفرض إيقاعه وسطوته على هذه البطولة بغية العودة إلى منصات التتويج بعد أن تمكن الموسم الماضي من تحقيق وصافة الدوري , واستهل مشواره هذا الموسم بنيل كأس السوبر على حساب الهلال.رسالة الأهلي كانت واضحة وقوية , وذلك لسبب بسيط أنها جاءت عبر نتيجة كبيرة ومستحقة سجلها في مباراة القمة الجماهيرية المبكرة التي جمعته بضيفه العريق والكبير التلال بملعب الظرافي بصنعاء وسط حضور جماهيري طيب , وكانت هذه الرسالة عبارة عن فوز عريض وبثلاثة أهداف مقابل هدف ناهيك عن المستوى الطيب الذي قدمه الأهلي أمام فريق قيل انه عاد إلى دوري الأضواء هذا الموسم من اجل أن ينافس بقوة على اللقب وأن يستعيد أمجاد البيت التلالي الذي يمتلك أكبر قاعد ة جماهيرية في مختلف محافظات البلاد اللهجة القوية التي كشر الأهلي الصنعاني عن أنيابه وهو يتحدث بها في وجه منافسيه كانت عميقة التأثير كونها ارتكزت على نتيجة تفوق واضحة على فريق أسود صيرة المتحفز الوثاب , ولم تكن على حساب فريق عادي كما حدث للهلال الذي اكتفى بهدفين متواضعين أمام فريق متواضع للغاية ضيفه شباب البيضاء الذي يصعد مرة ويختفي مرات في دوري المظاليم ولم يعلن عن أية بوادر خاصة للاستعداد الجيد قبل البدء على عكس الهلال الذي استعد جيدا بما لديه من محترفين , ولديه مهمة تمثيل الكرة اليمنية في دوري أبطال العرب خلال الفترة القادمة .كما أن هذه الرسالة كشفت بجلاء تواضع بقية المنافسين أمام جبروت الأهلاوية القادم بقوة والتي يترجمها مدربه الوطني محمد اليريمي رغم عدم وجود ملعب خاص بالفريق يتدرب عليه منذ العام الماضي وهو لاجئ عن آخرين للتدريب بصورة غير منتظمة , فيما الصقر الذي قيل أنه استقدم كتيبة من المحترفين المحليين وسلم قيادة هذه الكتيبة لأحد أفضل المدربين اليمنيين الناجحين هو المدرب أمين السنيني , اكتفى هو الآخر بالتعادل مع ضيفه الصاعد من جديد لدوري النخبة إتحاد إب في عقر دار الصقر وبين جماهيره التي عادة ما تملأ مدرجات ملعب الشهداء بتعز .وبالنظر إلى مردود بقية فرق الدوري في الجولة الافتتاحية فإن نتيجة التعادلات التي جرت في أربع مباريات كانت كفيلة بأن تكشف أن جميع الفرق المشاركة تتساوى في المستوى والرغبة الكامنة في تحقيق نتائج إيجابية لها تساعدها على فرض هيبة افتقدها البعض ممن سبق لهم التتويج بالألقاب والبطولات , وما زال بالبعض يبحث عنها بكل جوارحه ولم ينلها بعد , ولم تتضح بعد معالم الفريق الذي يمكن القول أنه سيكون حصان البطولة بالنسبة للفرق الصاعدة والفرق المغمورة , فيما تغيب فريقا حسان أبين وشعب حضرموت لتأجيل مباراتهما التي كان مقرر ا لها الجمعة في المكلا نتيجة كارثة السيول وتأثيراتها .وما يهمنا الآن هو أن نصدق أنفسنا ونحن على عتبات موسم جديد في أن يكون لدينا دوري محترفين بمعنى الكلمة الحقيقي , وإن كانت كل الشواهد حتى الآن تدل على وجود دوري شبه محترفين باللاعبين المحليين أو الأجانب المسجلين في كشوف بعض الأندية , فيما غابت نكهة الأداء الدولي لغياب لاعبي المنتخب الوطني بقرار إتحاد قد يستهدف تمكين الجهاز الفني للمنتخب بقيادة البرتغالي دي مورس من مراقبة لاعبين جدد تتاح لهم الفرصة في فرقهم بدلا عن الدوليين الحاليين بعد أن أعرب دي مورس عدم اقتناعه بعدد لا بأس به من قائمة المنتخب الحالية التي تضم 34 لاعبا .ربما تبدو رؤية المدرب في هذا الشأن صائبة على اعتبار أن بدلاء اللاعبين الدوليين ستمنح لهم فرصة تقديم أنفسهم بصورة جيدة في مباريات الجولة الافتتاحية , ونأمل أن يستمر هذا الأمر في الجولة التالية حتى لا يقال أن إتحاد الكرة قرر السماح للدوليين بمشاركة أنديتهم اللعب خدمة لهذا النادي ضد النادي الآخر , كما يتردد الآن المنتديات والمواقع الإلكترونية وفي أروقة إتحاد كرة نفسه .[c1]صافرة أخيرة[/c]سننتظر الجولة الثانية من البطولة الكروية لنعرف مدى تأثير رسالة الأهلي القوية , ونأمل أن نجد من يرد عليها بقوة ويؤكد أن تلك الرسالة مجرد تهويش , والأمل يحذونا أن نشهد موسما قويا من جميع الأطراف وليس من طرف واحد فقط , فالدوري محصلة اشتراك 14 فريقا هي فرق النخبة في بلادنا , وتضم أفضل لاعبي كرة القدم في اليمن , ومحصلة هذا الدوري والتنافس فيه ستخدم تطور المنتخبات الوطنية كما يقال دائما , إلا أن الحقيقة الماثلة للعيان الآن في ترتيب فرق الدوري بعد الجولة الأولى تشير إلى أن أهلي صنعاء في القمة والتلال العريق في القاع , ويا له من تصور مروع في نفوس الكثيرين من جماهير الكرة اليمنية عندما نجد أن التلال من الجولة الأولى في المؤخرة , وهو موقع لا يليق به وبتاريخه ناصع البياض , ونأمل أن يتغير هذا الوضع قريبا , فعل يفعلها الأسود ..!!؟