أين تذهب استراتجياتنا الرياضية؟
كثر الكلام حول ضرورة الاهتمام بالألعاب الفردية، أما لماذا فلأنها حسب رأي من يقول ذلك سهلة الوصول إلى منصات التتويج وقليلة التكلفة في الصرف على إعداد أبطالها عكس اللعاب الجماعية طبعاً، وهذا موضوع صحيح إلى حد ما لكن كيف يتم تحقيقه؟ هل بتصيد أبطال بطولاتنا المحلية (الكحيانة) والزج بهم في ما سمي ببرنامج الواعدين مقابل مبلغ شهري لا يكفي حتى لأكل ربع حبه دجاج يومياً في الشهر؟ وتركهم في سباتهم نائمين بدون تدريب جدي ممنهج أو معسكرات أو مشاركات خارجية رسمية أو ودية ، ثم وهو الأهم كيف يمكنهم ان يكونوا واعدين وهم بعيدون عن إمكانية تحقيق الوعد بمعيار الحسابات الرياضية العلمية والعملية؟ باختصار لان عمرهم الرياضي لم يعد فيه الكثير حتى يتعلموا ومن ثم ننتظر منهم خيراً للمستقبل لأن من يصل إلى بطولة الجمهورية في أي لعبة سيكون دون شك قد تجاوز رقم (20) سنة من العمر المديد بسنوات غير قليلة!!، إذا فما هو الحل؟ هل نستمر على حالتنا من العشوائية والتخبط القائمين على الإهمال والمحسوبية أحياننا أم نتحرك للعمل بشكل يؤدي بناء إلى النجاح. وهنا يمكن الإشارة ان اللجنة الأولمبية بعد ان اكتشفت مؤخراً فشل برنامجها للواعدين الكبار حاولت ان تبدأ مع الوعدين الصغار لكنها لم تنجح حتى اللحظة ربما لعدم تفاعل الاتحادات الرياضية معها في المقام الأول وحتى تلك المتفاعلة فإنها تنتهج أسلوب التزوير واللجنة صامته ربما أيضا بحثاً عن انجازات سريعة،وهي اليوم تتحدث عن قيام أكاديمية رياضية على غرار أكاديمية الطموح (اسباير) القطرية ولكن تحت مسمى أكاديمية (اكسبا ير) اليمنية ولنا في هذا الموضوع تناوله اخرى.استراتيجيات مجرد كلام منذ إطلاق إستراتيجية وزارة الشباب والرياضة في عهد الوزير عبد الوهاب راوح التي لم تعد تذكر إلا بذكر صاحبها دون ان تجد طريقها إلى التنفيذ في واقع مأزوم رياضيا، لكن مع ذلك فقد هطلت على رياضتنا بصفة عامة أشكال وألوان من الاستراتجيات كالمزن وكلها أو 99.99 منها كانت كلاماً مجرد كلام وربما أفكار لا تلبي الطموح لأنها في المعظم لم تستند إلى خبرات وخطوات علمية للتنفيذ فصارت مجرد جعجعة من غير طحين ، لأنها لم تحدد أسقف زمنية للانجاز ولم تبنى على واقع حقيقي ولم تراعي التسلسل المنطقي لعمل الاستراتيجيات وبعد ذلك لم تدخل مرحلة الفعل ولم تتحرك قيد أنمله باتجاه خارج جدران قاعة الاجتماعات التي تم مناقشتها فيها وإقراراها وان تحرك بعضها فبطريقة بدائية مضارها اكبر من منافعها، وصارت كلمة إستراتيجية مجرد جواز عبور تستغله اغلب الجهات في وزارة الشباب والرياضية والاتحادات والمنظمات الدائرة في فلكها للحصول على مخصص ما.إذا ما هو الحل وعن أي إستراتيجية نبحث ؟ وهل للمستقبل البعيد أم القريب أم ماذا؟ هل نبحث عن (بجين) أم (لندن) أم سنقتنع بالجلوس على (كرسي) ضيوف الشرف في (دوحة اسياد2006م كما فعلنا في غرب اسيا2005م فقط) وبعدها يحلها رب السموات والأرض من عنده ؟ اعتقد أننا بعيدون عن كل التخطيط للمستقبل بشكل علمي دقيق وصحيح لان العمل المؤسسي يبدو انه قابع في مكان بعيد عن (أزقة وحاوري) اللجنة الأولمبية التي تعتمد في اغلب عملها على مجرد موظفين ربما غير متخصصين أوليس لمعظمهم أي علاقة بالرياضة ممارسةً أولاً ثم تأهيلاً حتى ننتظر منهم ان يعملوا على رسم مستقيل الرياضة اولمبياً في وقت نسمع فيه أننا نسمع هنا وهناك عن الدورات التدريبية(السريعة والسريعة جداً) التي تنفذها اللجنة ويكون المشرفين عليها بعض (المتسلطبين) على الرياضية وظيفياً في اللجنة الأولمبية وبشكل لا يدعو لطرح أكثر من سؤال عن مخرجات هذه الدورات وجدواها فقط ولكن عن الهدف من ذلك حتى يتم تقييم ما يصرف عليها من مال، خصوصا ومعظمها أو كلها (ساندوتشية) لمدة أسبوع يمر منه ثلاثة أيام افتتاح واختتام بدون فائدة، ما يعني ان الاستمرار بمثل هذه الدورات ما هو إلا مجرد عبث لا طائل منه ويجب ان يستعاض عنها بدورات طويلة بين الثلاثة والستة أشهر وهي التي يمكن ان تخرج مدربين على مستوى جيد(أقول ذلك من منطلق التجربة بعد ان شاركت كدارس في إحدى الدورات وسمعت ورأيت ما يحدث في مثلها دورات)، وبالمناسبة حضرت بالصدفة دورة تدريبية اخرى أقامتها اللجنة الاولمبية بالتنسيق مع الاتحاد العام لألعاب القوي عام2003م للكشف عن الموهوبين في العاب القوي ضمن مشروع وطني أعده الدكتور/ صبري بنانه خبير العاب القوي العراقي و منذ 2003م وحتى اليوم مازال الأمر مجرد مشروع تلوكه اللجنة دون ان نجد له ثمار على الواقع وهذا كأبسط مثال للمشاريع التي رأت النور كأفكار ولم تجده كتطبيق.