الفنان التشكيلي علي باراس
د. زينب حزام الفنان التشكيلي علي باراس من فناني «الفن الحديث» ذلك لأنه يسعى باستمرار إلى التجديد في معظم أعماله الفنية التي يقدمها للمعارض الفنية المحلية والدولية.والفنان التشكيلي علي باراس من مواليد مدينة عدن، وقد نشأ في أسرة يمنية تدعم الثقافة والفنون، ما ساعده على تلقي دراسته الأكاديمية في موسكو في معهد الفنون العالي وهناك برزت مواهبه الفنية وشارك في عدة معارض فنية منها معارض الرسم والنحت.وكان هذا المعهد العالي للفنون الجميلة بموسكو يفتح أبوابه لكل من يريد الرسم، قد التحق به الفنان التشكيلي علي باراس من أجل اجتياز القبول ودرس حتى تلقى درجة الماجستير هناك، وقدم مشاريع في رسم أكواب الشاي والإبريق والنحت وقدم نماذج فنية فريدة نالت إعجاب المشاهدين.والفنان التشكيلي علي باراس يمتلك الموهبة الفطرية والفكر والممارسة للفنون التشكيلية والنحت.. وهو يعمل حالياً محاضراً لمادة الفنون الجميلة في المعهد العالي للمعلمين إضافة إلى نشاطه في جمعية الرحمة للمعاقين حيث يدرس مادة الرسم والنحت وله نشاطاته الاجتماعية في دعم الفنون الجميلة والنحت، والفنان التشكيلي علي باراس له شخصيته الغريبة الأطوار،مملوءة بالضجر وعدم الإستقرار وهو يعاني دائماً من الصراع الداخلي من أجل السيطرة على أطراف أصابعه حتى تطاوعه وتتدرب على رسم ما يريد بدلاً من الرضوخ لرسم ما يستطيع.. وقد أتسم مسلكه من البداية بالتناقص الشديد، فيبدو تارة منكمشاً هيابا، وتارة أخرى حاداً فظا.. وهو في بداياته الفنية كان يستخدم الفرشاة العادية في وضع الألوان على لوحاته الأولى كان يبالغ باستخدام اللون البني الغامق في لوحاته في طبقات سميكة، وكانت مواضيعه تتصف بعاطفية جامحة مقبضة، وبعض لوحاته بلغت من السخف مبلغاً عظيماً.[c1]اللوحة في نظره[/c]
يجد الزائر لمرسم علي باراس، مجالاً لتعليم الرسم بالقلم الرصاص والفحم والألوان الزيتية، حيث يجده الزائر في معارضة الشخص الذي يقيمه في منزله يرسم ويرسم بكل الإمكانيات المتاحة له، فرحاً، يريد أن ينتج كل جديد ومفيد للمجتمع اليمني وخاصة فيما يتعلق بتشجيع الصناعة المحلية. لقد كانت دراسته الأكاديمية في موسكو فترة نضوج من كافة النواحي، من الناحية الحرفية حيث كان يستفيد من أساتذة، كبار الفنانين الروس، ومن ناحية أخرى أتيحت له الفرصة للتعرف على أعمال فنانين كبار في مجال الفن التشكيلي والنحت، والمشاركة في المعارض الدولية، ومن الناحية الثقافية سمحت له فترة الدراسة والعيش في موسكو التعرف على عدد من المثقفين العرب والأجانب.وبعد عودته من موسكو، عاش الفنان التشكيلي علي باراس متنقلاً بين مدينة عدن ومدينة صنعاء، عاش فترة من التأمل واجترار لكل تجاربه الفنية من التأمل الفنية القديمة والحديثة.. عمد إلى تقليب أرشيف خبراته وتجاربه قبل أن يقدم على إنتاجه الجديد.وقد أسفرت عملية التأمل هذه، عن مرحلة جديدة في إنتاج الفنان المرحلة المعاصرة التي تجد قبولاً عند النقاد والجمهور في آن واحد.. وكان يسعى باستمرار إلى تقديم الجديد من أعماله الفنية للوصول إلى وجدان الجمهور اليمني المتذوق للفنون التشكيلية خاصة بعد أن أولت الحكومة اليمنية اهتماما كبيراً للفنون التشكيلية وفتح العديد من بيوت الفن التشكيلي في عدة محافظات يمنية.. وهي هذه المرحلة نجد أن للفن التشكيلي اهتماما كبيراً، وتجد أللوحات الفنية قبولاً عند النقاد والجمهور في آن واحد. وبنوع التأمل الخاص نجد أفكاره التي تحتوي على العديد من الصور الفنية تحمل معالم الفن اليمني السبئي بالنقوش والزخارف والخط المسند والنحت وفن العمارة اليمنية والتي نشاهدها في أعمدة قصر الملكة بلقيس وبقايا سد مأرب وصهاريج عدن وغيرها من القلاع والحصون في المواقع الأثرية اليمنية.ومن هذا الأساس من أسس الإنتاج للفن التشكيلي، يرتبط الفنان التشكيلي علي باراس ارتباطا وثيقاً بالأساس الثاني وهو مبدأ الصدق، والصدق هنا، ليس هو الصدق العقلاني المتفق عليه.. ولكنه نوع من الصدق الوجداني الذي يساعد في الوصول إلى لحظة البحث.. وهذا ما شجع الجمهور اليمني على زيارة معارضه الفنية باستمرار، فتضاعفت سعادته بذلك.. ويحقق رؤيته القديمة التي أدركها في بداية حياته عندما كان يبدع في الرسوم والزخارف على الأواني المنزلية مثل أكواب الشاي والأباريق والصحون وغيرها من الأدوات المنزلية، إضافة إلى نحت التحف والمزهريات والنقش على الزجاج والمنسوجات من الصناعة اليمنية وهكذا نجد الفنان التشكيلي اليمني علي باراس، يقدم فناً صادقاً، يستجيب له الجمهور ويسعى إلى اقتنائه، ولا يسمح لنزوة فنية تقف حائلاً بينه وبين جماهير فنه الواسعة.[c1]قصة لوحة وأفضل تعبير[/c]أستطاع الفنان التشكيلي علي باراس تقديم العديد من اللوحات الفنية، وتقديم العديد من المعارض الفنية المحلية والدولية، ولقد كانت لوحته المنحوتة على أكواب «الشاي وإبريق الشاي» واحدة من تلك اللوحات التي قدمها في المعرض الفني الدولي في موسكو وحصلت على جائزة أحسن عمل فني، فقد رسمها ونحتها على «أكواب وإبريق الشاي» كعمل فني لتشجيع الصناعة المحلية اليمنية، وقد رسمها بعد أن نضج أسلوبه الفني وأصبح له شخصيته المميزة محددة الملامح.. فهي مرسومة بالألوان الزيتية على الأكواب والأباريق حيث نلمح على جانب اللوحة أجزاء من أشجار الفل والياسمين المشهورة في مدينة لحج الخضراء، وتكسو جوانبه الأشجار الشفافة والتي تتصل أغصانها بألوان الزهور البيضاء.أن الألوان في هذا الطقم الفني قد بينت على درجات لا عدلها من الأخضر والأبيض والأزرق مع الظل الأصفر، ولهذا نجد أن هذا العمل الفني الذي قدمه الفنان التشكيلي علي باراس هو دعم للصناعة المحلية في اليمن، وكذلك دعم الفن التشكيلي الحديث.
![](https://14october.com/uploads/content/0901/7SWPPF0L-EQE9H5/baras.jpg)