نيودلهي/14اكتوبر/ رويترز:ألقى رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون امس الاحد باللائمة في هجمات مومباي التي وقعت الشهر الماضي على جماعة عسكر طيبة المتشددة المتمركزة في باكستان.وقالت باكستان أول أمس السبت ان طائرات حربية هندية انتهكت مجالها الجوي ولكن بشكل غير متعمد إلا أن نيودلهي نفت في وقت اللاحق ذلك واتهمت اسلام أباد بمحاولة تحويل الاهتمام.وفي محادثات مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ خلال زيارة خاطفة لنيودلهي ثم في محادثات أجراها مع الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري في اسلام أباد عرض براون على البلدين المساعدة في تشديد الاجراءات الامنية ومحاربة الارهاب.وفي اسلام أباد اقترح براون اتفاقا بريطانيا باكستانيا جديدا ضد الارهاب قائلا “ثلاثة أرباع المؤامرت الارهابية الاكثر خطورة التي تحقق فيها السلطات البريطانية لها صلة بتنظيم القاعدة في باكستان... جاء وقت العمل وليس الكلمات.”وطلب براون أيضا من سينغ وزرداري السماح للشرطة البريطانية باستجواب المشتبه بهم الذين ألقي القبض عليهم في البلدين للتورط في هجمات مومباي التي وقعت الشهر الماضي.ودعت الهند بمساندة الولايات المتحدة باكستان التصدي للجماعات المتشددة المتمركزة في أراضيها بعد هجمات مومباي التي وقعت الشهر الماضي وأسفرت عن مقتل 179 شخصا خلال الهجمات التي استمرت ثلاثة أيام في العاصمة المالية للهند.وتتهم الهند جماعة عسكر طيبة المتشددة التي تقول ان باكستان أسستها لمحاربة الحكم الهندي في كشمير بالضلوع في هجمات مومباي.وقال براون للصحفيين بالعاصمة الهندية نيودلهي “الجماعة المسؤولة عن الهجمات هي عسكر طيبة... وامل أن أنقل جانبا من اراء رئيس الوزراء الهندي الى الرئيس الباكستاني عندما ألتقي به.”وتعهدت اسلام أباد بالتعاون في التحقيقات ولكنها قالت مرارا ان أي شخص يلقى القبض عليه في باكستان سيحاكم على أراضيها.وذكر سينغ في وقت لاحق أن الهند تريد علاقات جيدة مع باكستان ولكنه حث ثانية اسلام أباد على بذل مزيد من الجهد للتصدي للجماعات المتشددة التي تعمل على أراضيها.وقال سينغ لالاف من الناس أثناء انتخابات جارية في بلدة خاندرو الكشميرية “ نريد تطبيع العلاقات مع باكستان... هناك بعض الناس في باكستان الذين يحاولون دائما شن مثل هذه الهجمات الدموية.”ويقول محللون ان من غير المرجح أن تشن الهند هجمات ثأرية أو تقوم بأي عمل عسكري اخر اذ إن نيودلهي تعتقد أنها لن تكون مثمرة وستعزز من وضع المتشددين والمتطرفين في باكستان.وألقت باكستان القبض على بعض أفراد من الاربعين شخصا الذين تريد الهند تسلمهم الا أنها تقول ان الهند لم تقدم أي أدلة على وجود صلة لهم بالهجمات. ونفت جماعة عسكر طيبة مسؤوليتها عن هجمات مومباي.وانتقد براون “الرسائل الضالة غير المقبولة” التي أرسلتها جماعات ارهابية تستغل أناسا ينتمون “لديانات وعقائد سمحة” مضيفا أن بريطانيا ستقدم المساعدة للهند في حربها ضد التشدد.وأضاف “من المهم ادراك أنه ينبغي التصدي للارهاب أينما وجد وأنه حيثما يوجد الارهاب فانه يؤثر على استقرار وتماسك الدول.”وقال براون ان طلب من سينغ السماح للشرطة البريطانية ان كان ممكنا باستجواب المسلح الوحيد الذي نجا من هجمات مومباي التي أسفرت عن مقتل بريطاني وشخصين اخرين يحملان الجنسيتين البريطانية والهندية ويدعى محمد أجمل كساب.وأضاف أنه سأل زرداري ما اذا كان بامكان الشرطة البريطانية استجواب المشتبه بهم الذين ألقي القبض عليهم في باكستان لتورطهم في الهجمات.وتابع “أعتقد أن كلنا مهتمون باكتشاف ما يقف وراء هجمات مومباي.”وذكرت مصادر حكومية بريطانية أن محققين بريطانيين يسعون للحصول على معلومات بشأن الطريقة التي تعمل بها جماعة عسكر طيبة.وقال براون ان بريطانيا ستوسع برنامج مساعدة باكستان في مكافحة الارهاب وأعلن أيضا أنها ستمول برنامجا حجمه ستة ملايين جنيه استرليني للتعامل مع أسباب التشدد باستخدام مواد تثقيفية.واستطرد “من خلال هذه الاجراءات سنساعد على تقديم المزيد للقضاء على الارهاب الذي يربط المناطق الجبلية في أفغانستان وباكستان بشوارع المملكة المتحدة.”وأضاف أن زرداري أكد له أنه سيتخذ المزيد من الاجراءات لكبح المتشددين المشتبه في تورطهم في هجمات مومباي.وعرض براون أيضا على الهند المساعدة في تحقيقات الطب الشرعي وفي تشديد الاجراءات الامنية في المطارات وعرض التعاون في تعزيز الاجراءات الامنية خلال الاحداث الرياضية الكبرى. وتستضيف الهند دورة ألعاب الكومنولث عام 2010 وتستضيف لندن دورة الالعاب الاولمبية عام 2012 .وكان مصدر بريطاني ذكر أن براون سينقل عددا من الرسائل من سينغ الى زرداري ولكنه رفض ذكر المزيد من التفاصيل.وخاضت الهند وباكستان ثلاث حروب وكانا على شفا حرب رابعة عام 2002 عقب هجوم على البرلمان الهندي في ديسمبر 2001 ألقت نيودلهي باللوم فيه على متشددين متمركزين في باكستان.وقالت باكستان يوم السبت ان طائرات حربية هندية انتهكت مجالها الجوي ولكنها أضافت أن ذلك كان “غير متعمد” وليس هناك ما يدعو للقلق بشأن احتمال زيادة التوتر بين البلدين.ونفت الهند أمس الأحد أن طائراتها انتهكت المجال الجوي الباكستاني. وقال ماهيش أوباساني المتحدث باسم سلاح الجو لرويترز “السلاح الجوي الهندي ينفي أي انتهاك للمجال الجوي” ووصف الاتهامات الباكستانية بأنها محاولة “لتحويل اهتمام الناس الى شيء لم يحدث.”الا أن باكستان تمسكت بتصريحاتها. وذكر متحدث باسم السلاح الجوي الباكستاني أن انتهاكين وقعا أحدهما في منطقة كشمير والاخر في القطاع المحيط بمدينة لاهور في اقليم البنجاب الباكستاني.وقلل زرداري من شأن هذه الحوادث قائلا إن الطائرات الهندية “دخلت بشكل بسيط” المجال الجوي الباكستاني أثناء الدوران على مستوى مرتفع.وأسقطت باكستان طائرتين هنديتين قالت إنهما دخلتا مجالها الجوي خلال صراع كارجيل عام 1999 عند خط المراقبة الذي يقسم الجزء الواقع تحت سيطرة الهند من كشمير عن الجزء الواقع تحت سيطرة باكستان من كشمير. وذكرت الهند أن الطائرتين كانتا في مجالها الجوي عندما أسقطتا.