غضون
* الجماعات التي تتكون استنادا إلى قرابة أو عوامل مشتركة تتميز بالعصبية، فكل عضو فيها يتعصب للآخر ويحميه في الحق والباطل.. وللأسف أن أعضاء مجلس النواب تسودهم هذه الروح رغم أنهم يمثلون أمة وليسوا عصابة.. فالصالحون منهم وهم أكثرية يتعصبون للطالحين ويحمونهم ويسكتون عن خياناتهم للأمة وللقسم الدستوري الذي يوجب عليهم رعاية مصالح الشعب.ومجلس النواب الحالي لا يزال يضم في عضويته نواباً هم في الحقيقة نوائب أو مصائب، ويرفض زملاؤهم طلبات رفع الحصانة عنهم، كما أنهم لا يوجهون مجرد نصح أو عتاب إلى سيئي السيرة والسلوك فيهم.. الشيء الوحيد الذي فعله المجلس الحالي بهذا الصدد هو رفع الحصانة عن العضو يحيى الحوثي الموجود أصلا خارج اليمن الذي لم يؤذ أحداً في اليمن إلا بتلك العبارات التي يقولها عبر وسائل الإعلام وهي مجرد كلام، يقول مثلها وما هو أخطر منها نواب موجودون في الداخل وغير نواب.* لم يتخذ النواب أي إجراء بحق نواب شاردين ومرتكبي منكرات.. نائب، بل نائبان تركا المجلس منذ فترة وتحولا إلى قاطعي طريق ومثيرين للفتن والانقسام الوطني.. لم يقل المجلس لهما كلمة واحدة عتابا أو نصحا ناهيك عن رفع الحصانة.. نائب آخر أقام في منزل مستأجر فاستغل حصانته لكي يسلب المنزل من مالكه.. وهذا المالك يسعى منذ سنوات لدى هيئة رئاسة مجلس النواب ويناشد أعضاء في المجلس أن يعملوا شيئا من أجل استرداد حقه.. لكن لا احد يقول كلمة حق.. نائب ثان يتعالى على المساكين ويدهس طفلة في الشارع.. نائب ثالث يزدري شعبه بأقسى العبارات المهينة.. نائب رابع يتحدى منفذي القانون ويتحدى القانون بصوت جهوري.. ونائب خامس وسادس وسابع وثامن وتاسع وعاشر سطوا على أراض وظلموا مواطنين ولهم سجون خاصة.. فلم يردعوا من داخل المجلس الذي يفترض انه حريص على سمعته، وإذا ردعوا أو شهر بهم من خارج المجلس رأيت الأعضاء النظاف يتعصبون للعضو القذر!.* هناك أعضاء مثلهم مثل البدو الرحل.. يمكن أن تسميهم (النواب الرحل).. موطنهم الأساسي هو مجلس النواب، ولكن لا يرجعون إلى موطنهم هذا إلا في موسم الفراغ.. وبقية المواسم تجدهم في حالة ترحال.. يرحلون إلى الوزراء والوزارات في موسم (التوظيف) ويرحلون إلى مختلف الهيئات العامة في المواسم الأخرى مثل موسم المقاولات أو المناقصات والمزايدات والأسفار. بعض النواب يستغلون عضويتهم للقيام برحلات يضمنون من خلالها إعادة انتخابهم ليس غير ويضحكون على الناخبين بأفضل ما لديهم من أساليب الضحك.. ويقومون بهذا الدور عادة في الفترة التي تسبق نهاية ولاية مجلس النواب.. يرحلون إلى هنا وهناك من أجل تسجيل مواقف بطولية خادعة.. هذا يرحل إلى غزة وذاك يرحل إلى المعلمين والثالث يرحل إلى المناطق المهمشة والرابع يرحل إلى بؤر الجحيم.. وهكذا.. وهكذا.