غالباً ماتعود أسباب الخسائر في الأرواح والممتلكات في حالات الكوارث والحروب والحوادث الصناعية إلى الجهل وعدم الإعداد للمواطن ، وغياب التخطيط الأمني الشامل، ولهذا أصبح إعداد المواطن لمواجهة الكوارث الناشئة عن عوامل الطبيعة او الحروب او الناجمة عن أخطار الصناعات الضخمة أو المعقدة اعداداً فعالاً امراً لا مفر منه ولا نزاع فيه . وأصبح المعترف به انه مهما بلغت درجة تدريب الاختصاصيين وموظفي إدارات الأمن العامة فلا تتحقق الأهداف المرجوة إلا إذا كان المواطن على علم تام بأمور الحماية المدنية ومتطلبات الدافع المدني. إن الحماية المدنية مسؤولية جماعية يشارك فيها كل المواطنين والمسؤولين فأعمال الدفاع المدني لا يمكن أن يقوم بها جهاز رسمي فقط، والنجاح الحقيقي يتم بمساعدة المدنيين المتطوعين والمتدربين على اعمال الدفاع المدني المنتشرين في المؤسسات المختلفة وأهمية هؤلاء المتطوعين تكمن في مايسمى كسب عنصر الزمن-كما يقال- فدائماً هناك زمن بين الإبلاغ عن الحادث (حريق أو انهيار مبنى ...الخ) وبين وصول الأجهزة الرسمية وهذا الزمن مهما قل فهو يكلف خسائر مادية وبشرية، ودور الدفاع المدني هنا هو العمل على التقليل إلى حد كبير من هذه الخسائر والعمل على تلافيها. والملاحظ ان إدارة الدفاع المدني في المحافظة تضطلع بمهام جسيمة وتبذل جهوداً كبيرة، ونشاطاً ملموساً في مجال عقد دورات تدريبية للمتطوعين على اعمال الدفاع المدني والإسعافات الأولية بالإضافة إلى قيامها بأعمال وقائية تشمل كل النشاطات التي تحول دون وقوع الحوادث او تخفف من احتمال وقوعها وتحرص على إنقاذ الارواح وتقليل الضرر إلى اقل حد ممكن ، تسعى لتعزيز التجاوب مع عمليات الطوارئ والإشراف على إنشاء الملاجئ كما تقوم إدارة الدفاع المدني بتجهيز المساعدة لدى وقوع الإصابات ولتخفيف الأضرار الثانوية أن أجهزة الدفاع المدني بحاجة ماسة إلى استخدام أحدث التقنيات في المعلومات والاتصالات حيث أن السرعة والدقة هما أبرز صفات الدفاع المدني كما إننا نرتأي أن تولي جهات الاختصاص عناية كبيرة بإدارات الدفاع المدني في كل المحافظات، وتزويدها بالمعدات وسيارات الإطفاء الحديثة ذات السلالم العالية المتعددة الأغراض حتى تواكب حركة الأعمار في البلاد التي أصبحت تشهد إنشاء مبانٍ شاهقة وان تعد نشرة دورية منتظمة للدفاع المدني لنشر الوعي الوقائي بمهام الحماية المدنية للممتلكات العامة والخاصة والتوعية بمتطلبات الإسعافات الأولية في كيفية إنقاذ الأرواح والجرحى في حال الكوارث الطارئة. أملنا أن تتحقق كل أهداف ومهام الدفاع المدني، وان يعي كل مواطن متطوع أهمية دوره الوطني في القيام بأعمال الحماية المدنية والدفاع المدني اذا ما دعاه نداء الواجب إلى ذلك.
|
اتجاهات
الدفاع المدني مسؤولية وطنية جماعية
أخبار متعلقة