الزيادة الهائلة في عدد سكان كوكبنا الأرضي باتت تهدد الكثير من جوانب استقرار الحياة بل باعث خوف حقيقي بحسب الدراسات الاقتصادية التي تشير إلى التزايد الهائل في عدد السكان مع تناقص خيرات الأرض ونضوب مياهها العذبة وتقلص طبقة الأوزون وتحرك مياه القطب الجليدي بحكم زيادة حرارة الأرض ، وفناء الغابات مثل غابات حوض الأمازون التي تعد رئة الكون لما لها من أهمية ومافي خصائصها من حفظ للكثير من أنواع الحيوانات والطيور والنباتات المنقرضة في بقية أجزاء العالم . إلا إن الزيادة التصاعدية في أعداد السكان خصوصاً في البلدان الفقيرة.. باتت تهدد الوضع البيئي في تلك البلدان بحكم الاستخدام المفرط للمياه، ومحاولات تكثيف الإنتاج الزراعي عبر زيادة المبيدات وأعمال الحطب والرعي الجائرة التي شكلت إفقاراً للطبيعية وسلباً لردائها الرباني الجميل ناهيك عن مشاكل دورات الجفاف المتتالية وحالة التصحر العارمة التي ولدت جماعات في عدد من تلك البلدان خصوصاً الأفريقية وهو ما زاد من حدة انتشار الأوبئة وعودة ما ظنت البشرية أنها أوبئة تم القضاء عليها في العقود المنصرمة . كل هذه المعوقات الحقيقية هي ما تجابه اقتصاديات هذه البلدان وتلك ناهيك عن أوضاعها غير المستقرة سياسياً ما يجعل التنمية لديها من الأمور المستبعدة حتى مع ما تحصل عليه من قروض وإمكانيات ومساعدات فإنها لا تمثل شيئاً إزاء أوضاع هي على قدر من التداعي العارم وحتى لا تأخذنا سبل الأمان والطمأنينة بما لدينا من استقرار فإن الضرورة تستدعي الأخذ بمبادئ حماية البيئة من حولنا ، ونشر الوعي بين أوساط السكان .. بسياسة إنجاب تتوازى ومقدرات وإمكانيات هذه الأسرة وتلك ولا أعني هنا قانوناً يحدد النسل ولكن نشر الوعي بأهمية خلق حياة متوازنة نكون معها قادرين على تلبية احتياجاتها الضرورية والمحافظة ،على الموارد المائية وحسن استخدامها والبحث عن مصادر تؤمن احتياجاتنا على المدى البعيد مسالة تتقدم على ماسواها .. لارتباط المياه يكينونة الحياة برمتها هذا إلى جانب أهمية المحافظة على أنواع النباتات والحيوانات والطيور في محيطنا البيئي باعتبار الأمر أحد أهم عناصر التوازن البيئي الذي يمنع عنا شبح الجفاف والأوبئة والفقر ، فجوهر الحياة مستمر من الطبيعة وعناصرها الاساسية من مياه عذبة وبحار وجبال وحجر وشجر .. فهل ندرك كم نسيء إلى تربة هذه الارض ونقلص من إنتاجها حين نلجأ للإفراط في استخدام المبيدات ؟ رغم إن عدداً من البلدان الزراعية في العالم تعمل وفق توصيات علمية جديدة في هذا المجال مبدؤها عدم اللجوء إلى استخدام أي من أنواع المبيدات والعودة إلى الأساليب التقليدية القديمة في معالجة الحشرات ونحوها من الآفات التي تصيب الثمار ، وهي طرق تقليدية أثبتت جدواها كما إنها تزيد من كميات المحاصيل ، ولا تضر التربة كما هو حال المبيدات التي يمتد خطرها إلى الإنسان فهل يوجد تفكير جدي بالعودة إلى الطبيعة الخالية من عبث الإنسان واعتدائه المستمر على محيطه البيئي ؟!
|
تقرير
أولويات ملحة
أخبار متعلقة