صبـاح الخـير
لا وألف لا .. أقولها بصوتٍ يسمعه من به صممُ ومن على هذا المنبر الذي يتربع على قمته ويتحمل مسؤولية إدارته فبعد أن شاهدت بعيني وسمعت بأذني وأنا أتجول داخل إدارات وأقسام مؤسسة 14 أكتوبر التي صارت في الوقت الراهن مؤسسة بحق وحقيقة ولم تعد كما كانت في الأعوام القريبة الماضية اسماً بلا جسم تثير السخرية والشفقة في نفس الوقت فلم أجد ما أقوله بيني وبين نفسي، وأنا أتجول داخل المؤسسة التي تمر بمرحلة إعادة تأهيل وقاربت على الانتهاء من الخطوة الأولى وهي مرحلة ما قبل الطبع كما أطلق عليها قائد ثورة أكتوبر "المؤسسة" ربانها الماهر الأستاذ/ أحمد الحبيشي رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير تذكرت حينها قول المولى جل وعلا في محكم كتابه العزيز ولم يزل قائلاً حكيماً "يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالةٍ فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" صدق الله العظيم، وذلك لسبب بسيط وهو أنني شخصياً تعاملت لفترة من الوقت مع ما يصلني من أخبار عن فساد الحبيشي في أكتوبر على أنّها حقائق مطلقة وربما يعود ذلك إلى تفشي الفساد الذي ابتليت به عدن إلى درجة جعلتنا نتصور أنّه لم يُعد هناك في عدن سوى الفساد والفساد فحسب حتى كانت تلك اللحظات التي جمعتني بالأستاذ أحمد الحبيشي في قاعة 22 مايو بالعاصمة صنعاء أثناء انعقاد الدورة الاستثنائية للمؤتمر الشعبي العام نهاية الشهر المنصرم ليصافحني حينها الأستاذ/ أحمد الحبيشي وهو لا يعرفني وكان حينها بجواري الزميل / عابد المهذري رئيس تحرير صحيفة (الديار) الذي أراد أن يعمل لي مقلباً من باب المزاح فقام بتعريفي لدى الأستاذ/ أحمد الحبيشي الذي فور أن عرفني بادرني بقوله: " لماذا تقف إلى جانب الفاسدين ضدي؟!!"رددت عليه قائلاً : إذا كا ن لديك أي توضيح أبعث به وأنا مستعد لنشره.فقال ليس لدي أي توضيح ولكن أطلب منك التحري من على أرض الواقع ثم بعد ذلك أنشر ما يمليه عليك ضميرك.. فقلت حينها بيني وبين نفسي أما أن الرجل واثق من نفسه إلى درجة كبيرة للغاية أو أنّ هناك وراء الأمر مكيدة ما!! وفي كلا الحالتين فقد وجدت نفسي أمام تحدٍ كبير ومغامرة مثيرة يجب عليّ القيام بها مهما كانت نتائجها وعواقبها وعلى الفور لبيت الدعوة وقمت بزيارة مؤسسة 14 أكتوبر وهي الزيارة الثانية بالنسبة لي بعد أن كنت قد زرتها قبل عامين وحينها أي قبل عامين عُدت من بوابة المؤسسة رافضاً الولوج إلى داخل المؤسسة لأني وجدت حينها مكاناً أقرب منه إلى زريبة للحيوانات وليس مقراً لمؤسسة إعلامية وأصارحكم القول إنني وأنا في طريقي من العاصمة صنعاء أخرجت من جيبي مفكرتي الشخصية ودوّنت فيها عدداً من النقاط التي سأطرحها على الحبيشي كدليل على الفساد الموجود في المؤسسة، وذلك من خلال وضع المؤسسة من واقع ما لاحظته في زيارتي السابقة التي لم تتجاوز بوابة المؤسسة ورغم أنني كنت واثقاً كل الثقة من أنني سأكسب الرهان لا محالة إلا أنني وعلى غير العادة فقد خسرت هذه المرة لأرفع الراية البيضاء وأنا ألج مكتب الأستاذ/ أحمد الحبيشي وهو مكتب متواضع للغاية لا يليق برئيس تحرير صحيفة أهلية ناشئة فما بالكم برئيس مجلس إدارة مؤسسة إعلامية ولم أجد ما أدوّنه على الراية البيضاء من عبارة سوى عبارة واحدة كان مضمونها "ظلمناك يا حبيشي" وإلى جانبها لا لفساد الحبيشي.. نعم لا وألف لا لفساد الحبيشي طالما والحقيقة لا يمكن حجبها بمنخل .. لا لفساد الحبيشي ولو وجدنا فاسداً لقوضناه بأقلامنا.. لا لفساد الحبيشي طالما أن الواقع يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك انتشاله لمؤسسة 14 أكتوبر من بين الأنقاض ليقودها نحو القمة التي سيصل إليها في القريب العاجل إذا استمر على الوتيرة نفسها.. ولأنني لست عنيداً ولا مكابراً وأملك المقدار الكافي من الشجاعة الذي يؤهلني إلى الاعتراف بالخطأ والعودة إلى الحق الذي يعتبر نوعاً من أنواع الفضيلة أعلنها بلا تردد ولا حرج أنني شخصياً قد أخطأت في حق الحبيشي وانزلقت من دون قصد إلى دهاليز الفاسدين المتآمرين على الحبيشي وعلى نجاحه المشهود في أكتوبر ملتمساً العذر من الحبيشي على ما اقترفته في حقه مؤكداً له في الوقت نفسه أنني لن أتوانى إطلاقاً على مقارعته والتصدي له متى ما تبيّن لي أنّه انضم إلى طابور الفاسدين.وإذا كان هناك ما أرغب بقوله في ختام هذه السطور فهي تهنئة خالصة من القلب ليس للحبيشي على ما حققه من نجاحٍ وإنّما لمؤسسة 14 أكتوبر وصحافييها وموظفيها وعمالها على ظفرهم بكفاءة وطنية بحجم الأستاذ/ أحمد الحبيشي الذي تؤكد المؤشرات أنّه مثلما ارتبط اسم الشهيد راجح بن غالب لبوزة بثورة 14 أكتوبر المجيدة ضد الاستعمار البريطاني سيرتبط كذلك اسم أحمد الحبيشي بالثورة التي تشهدها في الوقت الراهن 14 أكتوبر الصحيفة والمؤسسة فالتاريخ لا يقبل الزيف أو المغالطة.. وشخصياً ومن باب التكفير عن الذنب أعدك يا أستاذ أحمد من الآن وصاعداً أنني كلما سمعت أو قرأت حديثاً عن فسادك أن أتصدى له بكل قوة رافعاً شعار "لا لفساد الحبيشي".. وهو الشعار نفسه الذي سوف أرفعه في وجهك متى ما كان هناك فساد وكنت من الفاسدين فعلاً لا قولا....والله من وراء القصد* رئيس تحرير صحيفة "الزاجل" الأسبوعية المستقلة