الحماس يشتعل بوجود أكثر من 170 جنسية مختلفة
رغم أن الإمارات ليست بين صفوة الدول الكروية التي تشارك حاليا في المونديال الألماني إلا أن حروبا حامية الوطيس تدور يوميا في اغلب مناطق الدولة من دبي الى الشارقة وأبو ظبي جانب من لقاء البرازيل وكرواتيا في مستهل مشوار راقصو السامبا في المونديال مرورا بجميع الإمارات الشمالية حيث تحولت المقاهي وبعض التجمعات التي أعدتها جهات مختلفة لتسهيل مشاهدة المونديال على الجماهير إلى نقاط تشجيع ساخنة جدا تكاد تقترب في الحماس وأحيانا التعصب الى تلك الموجودة في مدن ألمانيا.وما يزيد الحماس اشتعالا وجود ما يقرب من 170 جنسية تعيش في الإمارات بما يعني ان اغلب ان لم يكن كل الدول المشاركة في المونديال لها مشجعين في أنحاء الامارات بخلاف الدول الكبرى التي تحظي بمشجعين في جميع انحاء العالم مثل البرازيل والأرجنتين وانجلترا وايطاليا والمانيا وهولندا، والحقيقة انني شخصيا لم اكن اتوقع ابدا ان اشاهد مشجعين لفريق مثل كوت ديفوار مثلا في دبي او توجو لكنني شاهدت وقابلت مشجعين متحمسين جدا ومن اين من كوت ديفوار نفسها وتوجو نفسها وهم جاليات قليلة العدد جدا تعيش وتعمل في دبي وبعض الامارات الاخرى لكنها لا تحتك بالحياة العامة خارج مناطق العمل الا في مناسبات مثل كاس العالم فريدة والاهم انها مشفرة بما يفرض على ابناء هذه الجاليات الخروج من اماكنهم الى المقاهي.وثمة ظاهرة تسعد وتزعج في آن واحد هي التشجيع الجنوني لبعض الجماهير الذي يصل في بعض الأحيان الى حد الاندفاع الغير محسوب ما يخلف ازمات خصوصا في دبي التي تتميز مقاهيها بوجودها وسط الاحياء السكنية ووجودها في ناطق مجمعة في الاغلب ولهذا فأن وجود ما يقرب من مئة مشجع مختلفي الاهواء في مقهى واحد وتفاعلهم المتناوب مع لعبات فرقهم وهجماتها وكراتها الخطرة يعني ان السكان المقيمين في دائرة المقاهي يعيشون وأنهم في استاد اليانز ارينا او برلين او غيرها من المدن الالمانية.هذا الحماس الزائد دفع بعض السكان المنزعجين من إزعاج محبي الكرة او مجانينها بعبارة اصح إلى اللجوء الى الشرطة في كثير من الأحيان خصوصا ان جدول المباريات اليومي لا ينتهي الا في الواحدة بعد منتصف الليل وعادة ما يليه زحام سير الخارجين من المقاهي الى منازلهم والذي يستمر فترة تصل أحيانا إلى نصف الساعة وهذا كله لا يهم سكان المناطق الحافلة بالمقاهي الا في شيء واحد أنهم لن يستطيعوا النوم إلا في الثانية صباحا ليكون عليهم الاستيقاظ في السادسة للذهاب الى أعمالهم وهو امر صعب اذا ما وضعنا في الاعتبار ان فترة القيلولة التي كانت يمكن ان تعوضهم عن نوم الليل ضاعت هي الاخرى بفعل استعدادات المقاهي والمتفرجين لحضور المباراة الاولى في اليوم التي تبدأ في الخامسة وتسبقها استعدادات لا تستغرق اقل من ساعة.هذا الموقف المعقد جدا سبب أزمة لشرطة دبي وقائدها الفريق ضاحي خلفان تميم المعروف باهتماماته الرياضية بشكل عام والكروية خصوصا اذ ان له العديد من الآراء في المسائل الكروية المحلية لها وزنها لكنه في المقابل هو المسئول الاول عن راحة وامن المقيمين في دبي لهذا لم يجد الرجل حلا يرضى الطرفين سوى اصدار بيان رسمي اذيع عبر وسائل الاعلام المحلية يناشد فيه جمهور الإمارات الذين يتابعون بطولة كأس العالم لكرة القدم عبر الشاشات في المقاهي وبعض التجمعات التي تستقطب عشَاق اللعبة إلى التحلي بالأخلاق الحميدة والابتعاد عن كل ما يسيء إلى الجو العام وإزعاج الآخرين.وطالب جمهور المشجعين في التجمعات العامة المخصصة لمشاهدة مباريات كأس العالم إلى الالتزام بالهدوء وعدم إقلاق الراحة العامة مشيرا إلى أن هناك امتحانات للثانوية العامة والطلبة يحتاجون إلى أجواء هادئة.كما دعا القائد العام لشرطة دبي إلى عدم التجمهر وتنظيم المسيرات التي تسبب اختناقات في حركة السير والمرور لبعض الشوارع وأماكن التجمع لمشاهدة تلك المباريات إضافة إلى ما تسببه من ضيق وإزعاج للآخرين.ويرى كثيرون ان هذا البيان تحذير لطيف لمجانين الكرة من ان يطلقوا العنان لهوسهم حتى يطول الشوارع لان تكرار الخروج على القواعد في دبي لن يعامل سوى بالشدة حتى ولو كان دافعه كأس العالم.