في ختام اجتماعات الدورة الـ "12" للجنة العليا اليمنية الأردنية:
صنعاء/سبأ : اختتمت اللجنة العليا اليمنية الأردنية أمس اجتماعات دورتها الـ 12بصنعاء والتي استمرت يومين برئاسة الأخوين عبد القادر باجمال رئيس مجلس الوزراء ومعروف البخيت رئيس مجلس الوزراء الأردني. واتفق الجانبان خلال المباحثات التي تخلل يومها الثاني والأخير التوقيع على 23 اتفاقية تعاون وبروتوكولاً ومذكرة تفاهم تشمل كافة مجالات التعاون بين البلدين الشقيقين على ضرورة إيجاد آلية تنفيذ أكثر فاعلية للاتفاقيات الموقعة بين البلدين وبحيث تشهد علاقات التعاون القائمة والمستقبلية بين اليمن والأردن قفزة نوعية خلال السنوات القادمة وبما يتواءم ومستوى الحرص الذي تبديه قيادتا البلدين ممثلتان بفخامة الأخ الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية في الدفع بأطر العلاقات الثنائية اليمنية الأردنية إلى آفاق أرحب من الانفتاح والتطور. كما أسفرت اجتماعات الدورة ال 12 للجنة العليا اليمنية الأردنية عن توصل حكومتي البلدين إلى تصور مشترك حول الآليات الأكثر فاعلية لرفع مستوى التبادل التجاري والسلعي بين اليمن والأردن والإفادة من التجارب الأكاديمية التعليمية في كلا البلدين عبر إنشاء خط بحري مشترك والتسريع بإقامة مشروع الأكاديمية الأردنية الجامعية في مدينة عدن وتفعيل قنوات التواصل والشراكة بين مؤسسات القطاع الخاص في كلا البلدين وبما يكفل انسيابية الاستثمارات المشتركة بين اليمن والأردن.وفى هذا الصدد أكد الدكتور منتصر العقلة أمين عام وزارة الصناعة والتجارة الأردنية أن ثمة اهتماماً كبيراً من قبل العديد من المستثمرين الأردنيين في الإفادة من المزايا الاستثمارية المتاحة في اليمن .. مشيرا إلى الانعكاسات الايجابية التي أسهمت بها جهود الحكومة اليمنية لتهيئة مناخات البيئة الاستثمارية الملائمة والجاذبة لمختلف الاستثمارات سواء الأردنية أو العربية والعالمية.من جهته جدد الدكتور خالد راجح شيخ حرص الحكومة اليمنية على رفع مستوى التعاون القائم والمستقبلي مع الأردن مبديا ترحيب اليمن بالاستثمارات الأردنية والحرص على تفعيل قنوات التعاون الثنائي بين البلدين وبخاصة في مجال التبادل التجاري والسلعي. اجتماعات الدورة الـ 12 للجنة العليا اليمنية الأردنية امتازت عن غيرها من الدورات السابقة وبحسب تقييمات عدد من أعضاء اللجنة من الجانبين اليمنى والأردني في تصريحات متفرقة لوكالة الأنباء اليمنية سبأ بكونها قدمت تشخيصا واقعيا وشفافا لأبرز المعضلات التي حالت خلال السنوات الماضية دون تحقيق مستوى الحراك المنشود لأطر التعاون الثنائي وبخاصة في مجال التبادل التجاري والسلعي.. كما وضعت معالجات جادة من شأنها الحد من تأثيرات بيروقراطية آليات التنفيذ الحكومي في كلا البلدين لمعظم اتفاقيات التعاون الموقعة خلال الدورات السابقة من اجتماعات اللجنة العليا فتم الاتفاق على تشكيل لجنة متابعة مشتركة تجتمع سنويا لتقييم ومتابعة سير تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وهو مضمون مقترح تقدمت به الحكومة الأردنية في ختام اجتماعات اللجنة التحضيرية المشتركة التي قدمت أيضا تصورا في ذات الإطار خلال جلسة المباحثات الرسمية الافتتاحية للجنة العليا المشتركة تمحور حول انتهاج آلية تنفيذية أكثر واقعية وتحديدا لماهية المشاريع التي تخدم مصالح البلدين وبحيث يتم التركيز سنويا على تنفيذ مشروع أو مشروعين. ويرى الدكتور معروف البخيت رئيس الوزراء الأردني أن من شأن اتفاق البلدين على هذه المنهجية التنفيذية للاتفاقيات الموقعة أن يضفى المزيد من الحيوية على علاقات التعاون القائمة والمستقبلية بين اليمن والأردن وبما يواكب المستوى المتقدم والنموذجي للعلاقات الأخوية والسياسية التي تربط قيادتي البلدين.من جهته يؤكد الدكتور مصطفى قرنفلة وزير الزراعة الأردني أن رفع مستوى التبادل السلعي فيما يتعلق بالمنتجات الزراعية في كلا البلدين يحتل أهمية كبيرة لدى وزارتي الزراعة في اليمن والأردن مبديا تفاؤله في أن تساهم نتائج اجتماعات الدورة الـ 12للجنة العليا المشتركة في الدفع بأطر التعاون الثنائي بين اليمن والأردن فيما يخص تبادل الصادرات الزراعية. الأخ سالم الخزاعلة وزير الصناعة والتجارة رئيس الجانب الأردني في اللجنة الفنية المشتركة اعتبر من جهته أن واقع مستوى التبادل التجاري بين البلدين سيشهد تحسنا خلال السنوات القليلة القادمة لاعتبارات تتعلق بحرص حكومتي البلدين على أحداث حراك ملموس في هذا المجال الحيوي من مجالات التعاون والتكامل بين اليمن والأردن، مشيرا إلى أن نتائج اجتماعات اللجان التحضيرية والفنية والعليا والاتفاقيات الموقعة بين البلدين خلال اجتماعات هذه الدورة ستضفى المزيد من الحراك الواعد لمستقبل التعاون بين اليمن والأردن. فيما عبر الأخوان حاتم حلواني رئيس غرفة صناعة عمان وحيدر مراد رئيس لجنة إدارة غرفة تجارة الأردن عن تفاؤل مماثل في أن يشهد العام الجديد والسنوات اللاحقة تطورا ملموسا في العلاقات المشتركة بين مؤسسات القطاع الخاص في البلدين.. مشددين على أهمية دور هذه المؤسسات في رفد منظومة التنمية في كلا البلدين بالمزيد من مقومات النماء وفى استحداث قنوات شراكة تكفل استفادة اليمن والأردن من القدرات الاستثمارية اليمنية والأردنية. واكتسبت اجتماعات الدورة الـ 12للجنة العليا المشتركة بين البلدين أهمية كبيرة كونها جاءت في غمرة أحداث وتطورات عاصفة تشهدها المنطقة تستدعي المزيد من التقارب العربي العربي وتفعيل قنوات التعاون والتكامل في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية وإعادة تأطير علاقات التعاون البينية بين الأقطار العربية وبما يتواءم وحجم التحديات المحيطة واستحقاقات المرحلة القادمة ويواكب مفردات التماهي في الخطاب السياسي لقيادتي البلدين ممثلة بفخامة الأخ الرئيس على عبدالله صالح وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين واللذان ما انفكا يشددان على أهمية تعزيز عرى التضامن العربي وتفعيل أطر العلاقات العربية العربية لاسيما في المجال الاقتصادي والتجاري. كما خلصت الاجتماعات إلى تطابق واضح في وجهات النظر والمواقف إزاء مجمل القضايا والملفات العربية والدولية الراهنة وبخاصة ما يتعلق بتطورات الأحداث في كل من الأراضي العربية المحتلة في فلسطين والعراق وكذا الأوضاع في إقليم دارفور السوداني والصومال. واتفقت مواقف الحكومتين اليمنية والأردنية على أهمية حل الخلافات البينية والطارئة بين قطبي المعادلة السياسية الفلسطينية (حركتي حماس وفتح) كوسيلة لمواجهة التحديات المحيطة والملحة وعلى إلحاحية التسريع بالمصالحة الوطنية بين مختلف ألوان الطيف السياسي والطائفي في العراق لإنهاء حالة الانفلات الأمني القائمة والمستشرية في بلاد الرافدين والتوصل إلى تسوية مرضية لمعادلة السلطة والحكم وبما يكفل اشراك كافة القوى السياسية والطائفية العراقية في صناعة القرار. كما شددت اليمن والأردن على أهمية اعتماد مبدأ الحوار الودي والهادف لتسوية الأوضاع الإنسانية والأمنية المتفاقمة في كل من إقليم دارفور بجنوب السودان والصومال وبما يحول دون اختلاق الذرائع لتمرير مسوغات التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لكلا القطرين العربيين.