باريس / 14 أكتوبر / رويترز:يستضيف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم الأحد القادم جمعاً كبيراً من زعماء الشرق الأوسط لتدشين مشروع الاتحاد من أجل المتوسط الذي اقترحه لكن النتائج ستكون متواضعة مقارنة مع خطة ساركوزي الأصلية. ووافق زعماء عرب منهم الرئيس السوري بشار الأسد على الجلوس في نفس القاعة التي سيجلس فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في هذه المناسبة التي دعي للمشاركة فيها جميع الدول المطلة على البحر المتوسط وجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وحشد مجموعة متباينة كهذه قد يعزز مساعي ساركوزي لأن يصبح وسيطاً محتملاً لإحلال السلام في الشرق الأوسط لكن سيكون من الصعب تجاهل حقيقة أن مشروعه الأثير قد جرى تقليصه بشدة ليقتصر على القليل من الأمور الجوهرية. وقال دومينيك مواسي وهو مستشار خاص للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية وهو مركز أبحاث فرنسي “إن جمع حشد متميز كهذا فرصة وعليه يمكن القول إن الاجتماع هو الرسالة.” لكنه استطرد قائلا إنه “بعد الاجتماع في حد ذاته هناك ما يمكن أن نتوقعه منه. وهنا يجب أن نكون في غاية الحذر.” ويضيف “هناك احتمال أن تكون النتائج ضعيفة بشكل غير عادي.” وكان ساركوزي وضع بعد فترة قصيرة من انتخابه رئيسا لفرنسا في العام الماضي الخطوط الرئيسية لخطته لتجسيد “حلم السلام الكبير وحلم الحضارة العظيم” الذي سيوحد حشدا متباينا من سكان المنطقة في مؤسسة تستلهم اسسها من الاتحاد الأوروبي. لكن ساركوزي لم يتشاور مع بعض الحلفاء الرئيسيين مسبقا. وأثارت فكرته لإقامة ناد يموله الاتحاد الأوروبي لا يضم دوله التي لا تطل على البحر المتوسط غضب ألمانيا على وجه الخصوص التي قادت الهجوم داخل الاتحاد الذي يضم 27 دولة لإجبار باريس على التراجع. وجرى تقليص خطط فرنسا والتخلي عن اقتراحات لإقامة “بنك للاستثمار في حوض المتوسط” وعقد اجتماعات وزارية على غرار الاجتماعات الأوروبية ودمج المشروع في إطار الشراكة الأوروبية المتوسطية القائمة التي تعرف باسم عملية برشلونة. وما تبقى هو عدد محدود من المشروعات مثل تطهير مياه البحر وبناء “طرق سريعة” برية وبحرية ومشروعات لتطوير الطاقة الشمسية وبرامج للتبادل الطلابي مع ترك الحرية للأعضاء للمشاركة في أي من المشروعات إذا اختاروا ذلك. وقال مايكل امرسون الباحث في مركز الدراسات الأوروبية في بروكسل “جرى تصوير هذا بشكل هزيل كما طرح بشكل سيئ. جوهر السياسة غامض إلى حد أنه غير موجود” مرددا انتقادات بعض دول جنوب المتوسط مثل الجزائر. ومن بين 44 دولة جرت دعوتها لحضور الاجتماع الذي يعقد عشية يوم الباستيل يقول المسؤولون الفرنسيون إن زعيمين فقط لن يحضرا القمة هما الزعيم الليبي معمر القذافي الذي يعارض الخطة والملك عبد الله العاهل الأردني الذي قال انه لن يستطيع الحضور لأسباب شخصية. ورغم التوتر بداية بشان ما إذا كان الهدف من المشروع هو تقديم بديل لتركيا عن عضوية الاتحاد الأوروبي قال مصدر رفيع في الحكومة التركية هذا الأسبوع إن رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان يأمل أن يحضر. لكن لم يتضح إن كان سيبدي تحمسا للخطة. وهناك الكثير من مصادر الخلاف الأخرى. وطبقا لمسودة لمشروع البيان الختامي اطلعت عليها رويترز فإن بلدانا عربية تسعى لإضافة عبارة في البيان الختامي للقمة بشأن السعي لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية في إشارة إلى ترسانة الأسلحة النووية التي يعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلكها وهو اعتقاد لم تؤكده إسرائيل ولم تنكره. وقال مساعد لساركوزي إن أولمرت والأسد قد يجتمعان على هامش القمة الأمر الذي سيمثل خطوة أكبر صعودا من محادثات السلام غير المباشرة التي تجرى بين البلدين في الوقت الحالي لكن المسؤولين الآن يقولون ان هذا الاجتماع امر غير مرجح. وأضاف مسؤول أنه حتى لن تكون هناك صورة رسمية جماعية للزعماء المشاركين. وقد لا يتم التوصل إلى كثير من القرارات الأساسية في اجتماع الأحد ولكن البعض لا يزال متشككا في الدوافع الحقيقية لدى فرنسا وراء هذا المشروع. وستكون فرنسا ومصر أول من يتقاسم رئاسة الاتحاد لكن لم يتضح إذا كانت رئاسة فرنسا ستنتقل بشكل دوري كل عامين مثل مصر أم كل ستة أشهر مع تغيير رئاسة الاتحاد الأوروبي. كما لم يحسم بعد المكان الذي سيتم اختياره كمقر للأمانة العامة للاتحاد. واقترحت فرنسا تونس الأمر الذي أثار احتجاجات بسبب سجل تونس في حقوق الإنسان. ويقول دبلوماسيون فرنسيون إن من بين الدول المرشحة أيضا المغرب ومالطا فيما يقترح البعض برشلونة كحل وسط.