باريس ــ برلين / متابعاتنصحت العالمة الالمانية المتخصصة في الابحاث السيكلوجية أكونستانس كلايس المرأة بالتحول إلى "حكم" يستخدم صفارته بهدوء لكشف مدى إخلاص الزوج من خلال تحليل " مشاعره الكروية" ، مشيرة ًفي كتاب جديد لها يصدر بمناسبة مونديال كرة القدم الي ان النساء يقفن في "موضع تسلل" حينما يغضبن من انشغال أزواجهن بمتابعة وقائع مباريات كرة القدم. وطمأنت كلايس بنات جنسها بالقول إن الانفعالات والدموع والصدمات التي يظهرها الرجال خلال مباريات كرة القدم تهدئ روعهم لاحقا، وتحسن رغباتهم الجنسية. واوضح الكتاب أن ذلك يحد ث سواء كسب الفريق الذي يشجعه الرجل المباراة أم خسرها. لكن التجربة تكشف أن الرجل يعود إلى البيت فرحا مطمئنا ويبدي ميلا جنسيا نحو زوجته بعد فوز فريقه في مباراة يحضرها في الملعب أو يشاهدها في التلفزيون. وتتحدث كلايس عن معايشة أمدها 14 سنة مع زوجها الذي يحضر كافة مباريات فريق هيرتا برلين.وتقول العالمة النفسية إن الدموع التي يذرفها الرجل عند خسارة فريقه تكشف مدى إخلاصه للفريق، وبالتالي مدى تعلقه بزوجته. وذكرت كلايس في الكتاب أن " أكثر الرجال فحولة وكبتا لمشاعره يذرف دموع الفرح، عند تسجيل هدف، أو دموع الحزن عند الخسارة". وتضيف:" كرة القدم "منبع" لمشاعر لا يظهرها الرجال في العمل اليومي والحياة العائلية، ولا حتى في سرير الزوجية" بحسب الكتاب .وتستغرب الكاتبة من عزوف النساء عن كرة القدم رغم أنها اكثر انسجاما مع طبائعهن. فكرة القدم لعبة منظمة، تحددها قوانين واضحة، تتطلب الكثير من الدقة والمهارة والترتيب والتفكير المنظم، وهو ما ينسجم مع النساء أكثر من الرجال. وتخلص كلايس في كتابها الى إن كرة القدم تنمي لدى الرجال مشاعر الانضباط العائلي وحب التنظيم والالتزام ، وحذرت النساء من التضجر أو التذمر بسبب الوقت الذي يضيعه الازواج أثناء مشاهدة المباريات لأن ذلك لن يجدي نفعا ، ولا يؤدي سوى إلى نرفزة قد تؤدي إلى شجار في "الوقت الضائع" أو إلى "فاولات" وإصابات و"جروح" قد تدفع بعض الحكام لرفع البطاقة الحمراء" في ملعب الحياة الزوجية.على صعيد متصل يرى الكاتب الفرنسي باسكال بونيفاس الذي يرأس معهد العلاقات الاستراتيجية في باريس ان كرة القدم هي الاستثناء الاجمل في ظاهرة العولمة وانها الوسيلة التي تبقت لتحقيق التقارب بين الشعوب والمحافظة على الهوية الوطنية.واوضح باسكال في كتابه "كرة القدم والعولمة" الذي يقع في 174 صفحة انه "على الرغم من كونية كرة القدم الا انها تبقى من الظواهر الحامية والمدافعة عن الهوية الوطنية مقارنة بالظواهر الاخرى المرتبطة بالعولمة والتي تذوب فيها الوطنية".ويطرح بونيفاس في كتابه الاخير الذي قدمه في لقاء مع الصحفيين على هامش معرض اقيم في باريس هذا الاسبوع ، تساؤلات حول جدوى الخدمة التي يمكن ان تقدمها كرة القدم للواقع الجغرافي السياسي والاقتصادي والاجتماعي.ويقول بونيفاس الذي يصف نفسه بانه من اشد المولعين بكرة القدم "لو عمل الامريكيون على نشر الديمقراطية بنفس الحماس الذي نقل به الانجليز كرة القدم لكان الحال افضل اليوم في العالم".وعادة ما يثير بونيفاس جدلا سياسيا واسعا في اغلب كتبه التي تتناول الواقع الجيوسياسي العالمي والعلاقات الدولية من ابرزها كتابه "نحو الحرب العالمية الرابعة".واعتبر الكاتب الفرنسي ان "الاستثناء في كرة القدم انها لاتزال من ظواهر العولمة التي تأتي لصهر الهويات الوطنية بدلا من الانسلاخ عنها".واستدل على ذلك "باحتفاء الكوريين الشماليين بالنصر الذي حققه منتخب كوريا الجنوبية في كأس العالم".ومضى يقول " شيء اخر ايضا مهم.. الكل يخشى الولايات المتحدة سياسيا واقتصاديا لكن لا احد يخشاها في كرة القدم التي لا تسيطر عليها الولايات المتحدة".ويصف الكاتب كرة القدم بانها "عامل يهيء الساحة الدولية لما هو افضل".ويقول ان "الفيفا نجحت في احداث تقارب بين الصين وتايوان.. فالصين التي ترفض عضوية تايوان في الامم المتحدة تقبل بها في الفيفا".ولا تقتصر استثناءات كرة القدم عن باقي مظاهر العولمة في الجانب السياسي فقط بل تتجاوزها لتشمل الجوانب الاجتماعية والاخلاقية ايضا من منظور باسكال بونيفاس.واعتبر بونيفاس ان كرة القدم هي رياضة الفقراء ورياضة ديمقراطية للجميع بقطع النظر عن النشأة الاجتماعية اوالعرقية.وفسر رأيه قائلا "كرة القدم نجحت في القضاء على العنصرية في البرازيل مثلا حيث لم يعد يمنع اصحاب السود واصحاب الشعر المجعد من البرازيلين من اللعب في المنتخب ليسطع نجم البرازيل في العالم منذ 1934".وحتى موجة العنصرية التي تجتاح ملاعب اوروبا في الاونة الاخيرة اعتبرها الكاتب استثناءات.وقال "الا تتذكروا في مونديال 1998 انه لم يشفع لنجم فرنسا زين الدين زيدان تالقه الكروي بعد قيامه بحركة غير رياضية ضد لاعب المنتخب السعودي وواجه حملة انتقادات من وسائل الاعلام الفرنسية ".واضاف "لاتنسوا الدور الهام لمختلف الاجناس الافريقية ومن جنوب امريكا في البطولات الاوروبية من لاعبين هم اساس شهرة فرقهم".
العالم سيكون أفضل لو كان حماس الأمريكيين في نشر الديمقراطية مماثلاً لحماس الإنجليز في نشر كرة القدم
أخبار متعلقة