في ندوة عن دور الثقافة في تعزيز الوحدة الوطنية .. أدباء اليمن :
[c1]* مسؤولية القوى الحية في المجتمع تحصين وحدة الوطن وعدم الانزلاق في فخ التحريض المذهبي والمناطقي [/c]صنعاء / سبأ : قال أدباء يمنيون أن الوحدة الوطنية لم تعد تحتاج إلى توكيد ؛ لأنها من المسلمات التي لا يمكن الخوض في جدال أو نقاش حولها . وشدد عدد من الأدباء في ندوة عن دور الثقافة في تعزيز الوحدة الوطنية نظمها فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بصنعاء أمس على ضرورة أن تتحمل منظمات المجتمع المدني مسؤولياتها في العمل على تعزيز هذه الوحدة، مؤكدين في الوقت نفسه على دور الثقافة التي كان لها عبر أول مؤسسة يمنية وحدوية هي اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين المحور الرئيس في استنهاض الهمم نحو بيت اليمن الواحد. وناقش الادباء المشاركون في الندوة عددا من المحاور تناولت آليات العمل الثقافي في سياق تعزيز مسارات الوحدة الوطنية . وفي هذا السياق استعرض الأديب والقاص خالد الرويشان تجربة صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004 في إبراز القيم العظيمة للوحدة الوطنية عبر تقديم نسيج متعدد ومتنوع ومترابط لألوان التراث والفلكلور من كل محافظات اليمن وعكسها في بوتقة واحدة هي برنامج فعاليات صنعاء عاصمة للثقافة العربية . وقال : اليمن لا يمتلك من الثروات ما يؤهله لتقديم نفسه إلا عبر بوابات الثقافة على اعتبار أن تنوعه الثقافي الإنساني كفيل بتقديمه بصورة مشرقة و مشرفة . وأضاف : لقد كانت صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004 بوابة وإطلالة على مشهد أظنه مازال قائما لأنه مشهد حقيقي سيظل قائماً . وتابع : تقديم اليمن في 2004 كان تقديماً ناجحا شهد بنجاحه العالم ودهش لخصوصية وتجدد ثقافة هذا البلد الكثير ممن زاره و ممن لم يزره . ونوه الرويشان بدور اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في تعزيز الوحدة باعتباره من أوائل من ارتص في التأسيس لإعادة تحقيق وحدة الوطن عبر منبر الثقافة ,مؤكدا أنه سيظل كذلك حارسا لها ضد كل من تسول له نفسه المساس بها . من جانبه طرح المهندس احمد قائد الاسودي رئيس مركز القرن الواحد والعشرين للتجديد رؤيته لتكون الوحدة ( المشروع الخاص) لكل مواطن وقال :ظلت الوحدة مشروعا وطنيا للنخبة اليمنية ساسة ومثقفين حتى تحققت بتوفيق الله في العام 1990م ولقد كانت مشروعا خاصا للنضال الوطني فتجسد في السياسة والثقافة نشاطا منظما للقوى السياسية اليمنية وأحزابها وللطليعة المثقفة ممثلة في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين . وأضاف:" وبعد قيام الجمهورية اليمنية ومرور17 عاما على الانجاز الوحدوي لا تزال الوحدة في رأيي مشروعا يتطلب أن يصبح مشروعا شعبيا لكل مواطن ليحافظ عليه ويحميه من الغياب والتآمر,لافتا إلى المؤامرات المستمرة لأعداء الوحدة لاستهدافها . وقال الاسودي :إن المثقفين الذين جعلوا من الوحدة مشروعهم الجامع في زمن التشطير عليهم أن يدركوا أن هذه الوحدة لم تعد مشروعهم المطلبي الوطني بعد انجازها على الأرض .. بل بقي أن تصبح كمشروع خاص لكل مثقف وتجسيد هذه الوحدة وثقافتها في طورها الجديد في الوطن والمواطنين . وأشار إلى أن الثقافة المطالبة بالوحدة بالأمس انتقلت إلى طور جديد اليوم هي ثقافة تعزيز الوحدة وتجسيدها الفعلي الشامل في الحس والواقع ليصبح مشروع كل فرد في الوطن . من جانبه أكد الناقد الدكتور عادل الشجاع المدرس بجامعة صنعاء على أن مواجهة المخاطر التي تهدد الوحدة الوطنية ليست مهمة جهة سياسية دون غيرها أو حزب دون آخر فكل الجهات مدعوة إلى مواجهة هذا التحدي ، منوها بمسؤولية القوى الحية في المجتمع ولاسيما قوى المعارضة المدنية في تحصين وحدة الوطن وعدم الانزلاق في فخ التحريض المذهبي والمناطقي . وقال: على هذه القوى أن تدرك بوضوح أن الوحدة الوطنية القائمة هي المكسب الحقيقي الذي ينبغي الحفاظ عليه كما أن عليها أن تدرك انه مهما بلغ حجم خلافها مع السلطة فان الحلول لا تكون إلا عبر الديمقراطية . وأضاف: إن جوهر الثقافة الحية والمؤثرة يكمن في روحها النقدية وتطلعاتها المستقبلية وميلها إلى ما ينبغي أن يكون . فيما تناول الكاتب هشام علي بن علي وكيل وزارة الثقافة رويته تجاه دور الثقافة ومهام المثقفين في تعزيز الوحدة الوطنية.. مؤكدا ما يجب أن تكون عليه مجريات الفعل الثقافي ليكون رافدا قويا وخصبا وفاعلا مؤثرا ومعززا لمسارات الوحدة التي أصبحت قضيتها محسومة لا تقبل الجدل. ودعا المثقفين للانطلاق في حماية الوحدة من خلال استشراف المستقبل وتجاوز الماضي . أما الدكتور حسن الكحلاني أستاذ الفلسفة بجامعة صنعاء فتناول مفردات الهوية اليمنية وخصوصيتها وأهمية الانطلاق من خلالها في تعزيز الوحدة فكرا وسلوكا . من جانبه تطرق الكاتب محمد ناصر العولقي إلى آليات تفعيل العمل الثقافي الرسمي وغير الرسمي لما فيه الوصول بالنتاج الثقافي إلى لعب دور فاعل ومؤثر يأتي امتداد للدور الرائد للاتحاد في خدمة الوحدة . فيما أعتبر الدكتور عبد الكريم قاسم عضو الأمانة العامة للاتحاد مسالة الوحدة من البديهيات التي لا يصح التأكيد عليها على اعتبار ان التأكيد على البديهيات تشكيك فيها ، متمنيا أن ينطلق الفعل الثقافي من مسار تعزيز الوحدة ؛ لان الوحدة قائمة لا جدال فيها ، منوها بأهمية الوحدة باعتبارها مشروعنا جميعا أما من وصفهم بالمؤلفة قلوبهم فلهم مشاريع صغيرة تخصهم و تخص مصالحهم الذاتية على حد قوله . من جانبه تناول الدكتور عبدالله البار رئيس الاتحاد و احمد ناجي احمد عضو الأمانة العامة ومشاركون آخرون - الدور الذي ينبغي أن تتمثلة كل القوى الثقافية في تعزيز الوحدة بعيدا عن الدعاية . متناولين ما يمكن أن يكون عليه هذا الدور في خدمة وحدة اليمن أرضا وإنسانا . و كان الشاعر محمد القعود رئيس فرع الاتحاد بصنعاء قد أكد في مستهل الندوة بأن أهمية تنظيم الاتحاد لهذه الندوة تنبع من كون الاتحاد كان من أوائل مؤسسات المجتمع المدني توحدا و برز على الساحة الوطنية كفاعل رئيس في مسار تحقيق الوحدة الوطنية و المساهم الأهم في تفعيل كل خطوات صوب 22 مايو 1990.. بمعنى أن هذه الندوة هي امتداد لهذا للدور الوحدوي لهذه المؤسسة الوحدوية الرائدة. فيما اعتبرت أمين عام الاتحاد هدى ابلان قيمة الوحدة في أنها أعادت اليمن إلى أصلها بمعنى أن الوحدة لم تعد محل للمناورات والمناكفات السياسية لأنها تمس مصير اليمن بما يضمن لها البقاء والخلود ، مؤكدة على دور الاتحاد صوب تفعيل دور الثقافة في تعزيز الوحدة الوطنية والرد على كل الأصوات التي تستهدف الحياة الوطنية