رأي صريح
وسط مظاهر فرائحية جميلة تتواصل هذه الأيام في عدن فعاليات القطاع الشبابي والرياضي المكرسة للاحتفاء بالعيد الـ 40 للاستقلال الوطني المجيد، حيث باتت المواعيد الرياضية هي السمة الغالبة في احتفالات المدينة هذا العام، بدءاً من المهرجان الكرنفالي الكبير الذي ينفذه 7000 طالب مروراً بعدد كبير من البطولات الرسمية للأندية ومنتخبات المحافظات، وصولاً إلى السباقات المفتوحة التي خصصت للمشاركة الشعبية برعاية وتنظيم رسميين. ولئن بد للوهلة الأولى أن مثل هذه الفعاليات مجرد امتداد لحالة التحفز الدائمة من طرف منتسبي هذا القطاع المعروف بحيويته فإن العين لايمكن أن تغفل رؤية حجم وقيمة الحراك المختلف – شكلاً ومضموناً – هذه المرة، والذي يتناسب بطبيعة الحال مع المناسبة الغالية التي جاء الجميع إلى عدن للاحتفاء بها الا وهي ذكرى الاستقلال التي تداعت لها كل أطياف المجتمع وخصها الرياضيون والشباب بأهم الأحداث تماشياً مع أهميتها. إن المتأمل في صورة (عدن) هذه الأيام سوف لن يتأخر في ملاحظة حالة الحب الملتهبة التي تجمها بعشاقها وأحبتها الكثر، ولن يطول به المقام قبل أن يدرك حقيقة الهيام الكبير الواصل مرحلة الذروة عبر هذه التظاهرة الرياضية المتناغمة مع ذلك التوافق الدائم بين (الحبيبة وأحبائها) على مدى سنوات طويلة كانت عدن فيها بمثابة القلب من الجسد.لقد أراد الشباب والرياضيون أن يكون لهم موضع مميزً في صورة الفرح الاحتفالي انطلاقاً من ميزة موضعهم على خارطة الفعل الإيجابي العام، ومن اجل ذلك سعوا وعملوا حتى أتى جهدهم أكله، فبلغوا مبالغ النجاح من خلال جملة الفعاليات المميزة التي نظموها وجعلوا منها هديتهم المتواضعة للوطن الغالي في عيده الميمون، وكم كان المشهد جميلاً حينما جسدت لحظات الالتقاء حالة التوق الجماعي لطبع قبلة عرفان على الجبين الناصع في ذكرى اليوم الأغر، وكم كان رائعاً امتزاج معاني الوفاء بعهود الوفاء تحت ظلال الروح الرياضية التي ذابت في معاني الانتماء لتسمو بالدلالات إلى أعلى مراتب السمو.في العيد إذاً تبلورت كل المعاني بين الوطني والرياضي وبدأ الوطن أكبر زهواً وهو يتذكر شهدائه الأبرار من خلال النظر في عيون صناع الحاضر وبناة المستقبل.وفي العيد بدأ كل شيء جميلاً وكان الأجمل هو التئام شباب الوطن في قلب عدن وفي تظاهرة ما كان لها أن تكون بكل ذلك الألق لولا المشاعر والمعاني الجميلة والعميقة التي رفرفرت في أجواءها. في العيد قال الرياضيون والشباب كلمتهم وأكدوا أنهم في قلب الصورة دائماً وأهل المبادرة حينما يكون على أحد أن يبادر.