أديب قاسمعودتنا صحيفة 14 أكتوبر الغراء نشر كل ما يهم المواطن من قضايا المجتمع المحلي في عدن وغيرها، بانفتاح كامل على المشكلات دون التعلل بخطوط حمراء، وهو من طبيعة رسالتها في البحث عن حلول لمشكلات هذا الواقع في محك العلاقات الاجتماعية .. كذلك البحث عن رؤى جديدة يمكنها أن تحكم تلك العلاقات على أسس ديمقراطية .. لا، بل ومن أجل ان يسود الحب في عالم مطمئن نستطيع من خلاله أن نصل إلى قلب الإنسان .. ومن خلاله نتضافر في إنهاض المجتمع، وأن نحقق "للإنسانية" ما تصبو إليه هذه الحياة.واستناداً إلى ما نشرته الصحيفة بقلم خالد محمد احمد في عددها الصادر بتاريخ 20 ذو الحجة 1427هـ الموافق 10 يناير 2007م أعرب عن مساندتي الكاملة لكل ما نشر في تلك المادة الغنية بقول الحق في هذا الزمان الذي يبدو مصدقاً لقول النبي (صلى الله عليه وسلم) عن أشراط الساعة:"يوضع العلماء ويرفع الجهلاء" .. ذلك أني كلما سمعت هذا الصخب المنبعث من (مسجد النور) على غير ما أعتدنا من مساجد الرحمن.. تذكرت هذا النهي الذي فاض بالرحمة من عليّ قدير."ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها،و ابتغ بين ذلك سبيلا"فذلك ما قصد إليه صاحب المقال الأخ الكريم أو هي الشكوى التي تقدم بها إلى أهل الحل والربط ممن أنيطت بضمائرهم مسؤولية حفظ أمن المواطن وراحته دونما حرج من الدين.. وقد قابلها المعني بهذه الشكوى وهو أحد أئمة هذا المسجد عشية نشرها بما يشبه التكفير حيث سمعته يقول "يريدون أن يطفئوا نور الله" .. وهي كلمة حق غير أن هذا لإمام أو (الشيخ) يريد بها باطلاً، وهو الذي يتعارض مع تلك الآية الكريمة التي اسلفت ذكرها! (فإما أن تدعوني أملأ الدنيا نعيقاً أ, نهيقاً وإلا فقد كفرتم).. أعود لأقول إني كلما سمعت هذا الصخب، وأعقبه تعنت هذا (الشيخ) عن الخضوع لذلك النهي.. والاستجابة للنصح حيث "الدين النصيحة" وهو ما يجري نشره عبر الصحف .. تذكرت قول الله سبحانه:"لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم، حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم".وحيث أن هذا الرجل ظل يتخطى نواهي هذا الدين العظيم منذ أن وطأت قدماه أرضية هذا المسجد، فيجهر بالصلاة إلى أقصى حدود الجهر، ولا يتعاطى مع الرأي الآخر ولو جاء هذا بسند من القرآن أو الحديث!.. وهذا هو العنت بعينه! إذ لا يتجافى عن النص القرآني الصريح ببيانه الحكيم إلا رجل كان فيه شيء من كبر أو جهالة أو كان في قلبه مرض (ولا أريد أن أقول أكثر من هذا) .. ومثلما يغالي (الشيخ)! بتكفير من يخالفه الرأي ولو كان ذا حظ عظيم.على أن هناك عشرات الميكرفونات التي تعتلي المئذنات الأربع وكلها تناطح المساجد الأخرى مما يغم عليها في الصلاة .. وبعضها في مواجهة نوافذ البيوت المجاورة لبيت الرحمن من حيث تتلقى الأذى.. ويرى أهلها أنها تقف في وجه المدفع!غير هذا فالرجل أو من يدعى (بالشيخ) ليست له دراية بأحكام التلاوة أو التجويد فتأتي قراءته على غير قياس أهل العلم والمعرفة بأحكام التلاوة!!.. فإن كانت لغة القرآن بضوابطها من الإعراب في النحو والصرف وهو ما اتسمت به بلاغة القرآن الشريف.. وجدت الرجل يرتكب من الأخطاء ما يهين به هذا الدين الذي نزل بلسان عربي مبين وقد شرفنا به رب العالمين! .. ذلك أن (الشيخ) لا علم له بأبسط قواعد النحو العربي إذا حدث أو خطب .. ويحدث هذا أيضاً كثيراً عند تلاوته القرآن .. وما أحسبه وحده في هذا الميدان، بل يشترك معه عدد من أئمة المساجد الأخرى.. فمن سمعه تذكر "اللغة تنعي نفسها" لحافظ إبراهيم.أرى كل يوم في (المنابر) مزلقاً***من القبر يدنيني بغير آناة أضف إلى كل ما سلف أن سيدنا رسول الله (هادينا ومعلمنا) كما اعتاد (الشيخ) أن يذكرنا به، يعلمنا ما ينبغي أن تهتدي به عقولنا وهو قوله (صلى الله عليه وسلم): "الجهر بالدعاء مذموم غير محمود".. وقد سمع رجلاً يجهر بالدعاء في صلاته بينما كان يؤم جمعاً من المصلين فاقترب منه وسأله عما يصنع؟ قال: أدعو الله!.. فقال له النبي عليه صلوات الله وسلامه: وهل الله أصم؟!.. وغالباً يعد هذا باباً من أبواب الرياء والنفاق حيث يريد الداعي أن يسمع الناس صوته بترحمه واستغفاره لهم.. فيعرفونه عند حاجته!!.. وعلى هذا المبتغى اعتاد (شيخ مسجد النور) أن ينتظر حتى تفرغ المساجد المحيطة أو تكاد من أداء صلاة الفجر لشعل ذؤابة الليل الأخيرة بزعيقه بعد ان خلا له الميدان، فيتفجر حتى يصل إلى أطراف مدينة المنصورة.. فما بالك بجيران المسجد؟!واي دعاء خبيث هذا الذي يخوف به الناس وهو يقول فيه: "اللهم من كادنا فاردد كيده في نحره.. واجعله مجنوناً يلعب به الأطفال"!!أهذا شعور إنساني؟وهل يبيح الإسلام للأطفال بأن يعبثوا بالمجانين؟.. وهل النبي قد دعا إلى هذا التعليم؟!.. أم أن هذا (الشيخ) قد عمي عن الدين.. فما علم أن الرسول وقد تعرض لأذى كبير في ثقيف حتى أدمي، فما كان ليدعو على قومه .. ووقف حيالهم موقف الأم الشفوق يأبى أن يعذبهم الله به أو يهلكهم!.. وأكثر ما دعى به ربه: "اللهم احكم بيننا وبين قومنا، وأنت أرحم الراحمين".هذا هو دعاء اتشح بالرحمة عند صاحب الخلق العظيم.. والحق سبحانه القائل فيه:"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".ياسيدي الفاضل معالي وزير الأوقاف..هذا هو الدين اليوم في مساجدنا وقد "وسد لغير أهله".. أما كان خيراً لو أن وزارتكم الموقرة أن تحسن عملها عند تعيين أئمة وخطباء المساجد وهو أمر جليل الشأن.. عظيم!.. أو أن تستوفد بعض علماء الأزهر الشريف من الدعاة ليؤموا مساجدنا .. وإخلاءها من ادعياء الدين أو من هم في أضعف الإيمان قد تمسكوا بالقشور من هذا الدين.. وذلك رحمة بالمؤمنين الذين أصبحوا في حرج من هذا الذي يجري في مساجدهم!على أن المعول عليه لحل هذا الإشكال في ظروف العملية الديمقراطية التي أفرزتها تجربة الحكم في اليمن يتوقف على دور المجالس المحلية التي آمل ألا تنسى واجبها ( مثلما هو شأن مكتب الأوقاف).وأحب أن أذكر القائمين عليها بأن الحكومة المحلية (مجالس الحكم المحلي) هي قطار يتوقف في جميع المحطات.. والخيار المحلي عندما يأتي باستفتاء شعبي يجعل القضايا ( الاقليمية) قابلة للتطبيق من خلال ممارسة المجالس للسلطة ممثلة بالمأمور والأمين العام وكل الهيئة وتتمثل فحوى سلطتها بأن العلاقات العامة هي ما تقوم بين المؤسسة أو الهيئة المنتخبة والجمهور..اللهم هل بلغت؟
ما الذي يحدث في مسجد النور يا معالي وزير الأوقاف؟
أخبار متعلقة