الجزائر / وام:ألقى سعادة بلال البدور الوكيل المساعد بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع للشؤون الثقافية محاضرة الليلة قبل الماضية بعنوان الحركة الادبية والشعرية بدولة الامارات وذلك بمعهد الاداب بجامعة الجزائر ضمن الاسبوع الثقافي الاماراتي المقام حاليا في العاصمة الجزائرية والذي يستمر حتى 12 ابريل الجاري.تناولت المحاضرة المقومات الاساسية للعمل الثقافي في دولة الامارت .وأشار الى أن الابداع في مجال الأدب بأنواعه شعرا أو نثرا يتواجد مع بني البشر وفي المجتمع الواعي الذي يعد رئة التفاعل مع الاديب والمؤثر في ابداعه .وأضاف ان المؤسسات الثقافية تمثل محاضن هذا الابداع وتوفر للشاعر البيئة الصالحة للنمو كما ان النثر يساعد على ذيوع الابداع كما ان للنقد الادبي الحر والواعي دورا في صقل تجربة المبدع مشيرا الى بروز الشعر بصورة ملحوظة في حين تأخرت الكتابات النثرية في الظهور نظرا لظروف التعليم والتواصل الثقافي فكتابة القصة لم تبدأ الا في الخمسينات من القرن العشرين وكذلك الرواية التي بدأت متاخرة ايضا.وأوضح ان ماكان ينشر فى الصحافة البدائية يمثل نقلا للاخبار باستثناء بعض ما كتب خارجيا كمقالة المرحوم الشيخ مبارك بن سيف الناخي بمجلتي الفتح والمنار في الثلاثينات من القرن الماضي وكذلك الخطابة الدينية الوعظية لدى بعض الخطباء فى الجمع والاعياد.وأشار الى ان الشاعر ورجل الاعمال عمران بن سالم العويس قد أكد له وجود شعرلابن دريد الذي غادر الى البصرة ويصف فيه البوادي.ونوه الى أن نوعين من الشعر برزا بالامارات وهما الشعر الفصيح بلغة عربية فصيحة والشعر النبطى بلغة الخطاب اليومي وقد شاع الشعر النبطي اكثر من الفصيح لما ورد من تساهل ويسر فى لغته وتركيبه ومن الشعراء ابن ظاهر ومبارك حمد العقيلي وقد اشتهر عدد كبير من الشعراء بقرض الشعر النبطي فى جميع الاغراض الشعرية ولايزال هذا الشعر منتشرا وله رواده.واضاف " لانستطيع ان نحدد ايهما بدأ قبل الثاني رغم انتشار النبطي وما نستطيع تأكيده هو ان عدد شعراء النبط يفوق شعراء الفصيح على مر العصور وقد ضمن الشاعر والاديب حمد بن خليفة بوشهاب ضمن سفره تراثنا من الشعر الشعبي اسماء ونماذج لعدد 99 من شعراء النبطي وجاء بعده من كتب عن شعراء آخرين وجمع الشاعر حماد الخاطري موخرا لثمانين من هولاء الشعراء.وفيما يتعلق بتوثيق الشعر الفصيح قال سعادة بلال البدور انه لم يقدر لشعر الامارات الفصيح قديما ان يوثق توثيقا دقيقا لاسباب عديدة منها عدم تدوين معظم الشعراء لشعرهم بسجلات محفوظة وتم الاعتماد على الذاكرة او تسجيلها في وريقات يتناولها المهتمون ويتناقلونها بينهم وعدم وجود دور نشر تعنى بالاصدارات الا انه رغم ذلك توفر عدد لابأس به من النماذج التي تدل على قرض ابناء الامارات للشعر وتتفاوت هذه الاشعار فى قوتها وصحتها وقد تعرضت بعض الدراسات الحديثة لبعض هؤلاء الشعراء.وأوضح أن تلك الدراسات اعتمدت الشعر في دراستها للحركة الادبية ولم تلتفت الى الانواع الادبية الاخرى الا قليلا كما اعتبرت الدراسات بداية الحركة الشعرية على يد سالم بن علي العويس المولود في 1887 ولم تتناول من هم قبله اوتشير ولومجرد اشارات عابرة الى ذلك.واضاف ان الدراسات اهملت اعلاما من شعراء الامارات كانوا معاصرين لمن ورد ذكرهم لعدم شيوع اسمائهم او لعدم التقاء من يعرف شيئا من شعرهم.وصنف البدور شعراء الفصيح الى ثلاث مدارس رئيسية الاصالة والمحافظة والاصالة المتطورة ومدرسة التجديد ويمثل الاصالة المحافظة شعراء الجيل الاول واغلبهم من علماء الدين ومنهم احمد حمد الشيباني واحمد بن سلطان بن سليم والشيخ سلطان بن صقرالقاسمي ومبارك العقيلي ومحمد نور سيف وانحصر شعرهم في القالب القديم والاغراض القديمة.ونوه بأن مدرسة الاصالة المتطورة يمثلها سالم بن علي العويس وابراهيم المدفع وحمد بوشهاب وعبدالجبارالماجد واحمد امين المدني ومبارك العقيلي كما يمثل مدرسة التجديد الشيخ صقر بن سلطان القاسمي الذى كان حاكما للشارقة وحمد بوشهاب ودكتور احمد المدني الذي جاء ديوانه الاول حصاد السنين مجددا في الشكل والاسلوب والمضمون .وأجاب سعادة بلال البدور عن العديد من الاسئلة والنقاشات التي طرحت من قبل الحاضرين وتطرق بعجالة الى مختلف الالوان الادبية الاخرى كالمسرح والقصة والرواية .من جهة أخرى القى عبدالله بن جاسم المطيري محاضرة بعنوان المسكوكات الاسلامية في المشرق العربي شهدها سعادة احمد محمود غيث الحوسني سفير الامارات بالجزائر والوفد المشارك واقيمت بالمدرسة العليا للاساتذة ببوزريعة وركز فيها على جانب الإشراق فقط وهو الجانب الاقتصادي متمثلا في النقود فقط .وقال" تعد المسكوكات الإسلامية شاهد حق على مختلف الدول والخلافات التي ساهمت في الفتوحات الإسلامية ونشر الدين الإسلامي حيث تظهر مختلف مدن السك والتواريخ مدى انتشار وقوة الحكم الإسلامي فمنذ فجر الإسلام تولى الخلفاء والسلاطين والأمراء في كل أنحاء العالم الإسلامي سك عملات لهم تنوعت بين الدنانير الذهبية والدراهم الفضية والفلوس النحاسية واختلفت طريقة سكها باختلاف الزمان والمكان لتغدو مادة خصبة للمهتمين وهواة التراث الإسلامي".وأختتم اليوم الثالث لفعاليات الاسبوع الثقافي الاماراتي بعروض ولوحات متنوعة قدمتها الفرقة القومية التابعة لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بقاعة الموقار بوسط العاصمة الجزائر تحت اشراف عبيد علي جذبت أنظار الجمهور لما قدمته من ملامح تراثية عبرت عن ارتباط ماضي الإمارات العريق بحاضرها المشرق .وتنوعت العروض ما بين الفنون التراثية مثل العيالة التي تراوحت ما بين العيالة البحرية والريفية والجميلة وأغاني البحر والغوص والحدوة واليزوة والبحارة والعرس الإماراتي والسمرة وحياة البادية فيما تخلل تلك اللوحات عزف منفرد على آلة الجربة والمزمار /الهبان/.وواصلت المعارض التي تقام بقصر الثقافة استقبالها للمترددين من زوار ومثقفين جزائريين وجمهور للاطلاع على محتوياتها و التعرف عن قرب عن بيئة الامارات بمختلف أنواعها اضافة الى الاستمتاع بالاكلات الشعبية .
الأسبوع الثقافي الإماراتي في الجزائر يستعرض الحركة الأدبية والشعرية
أخبار متعلقة