ابوظبي / وام:شهد سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة الحفل الذي أقامته هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة مساء أمس الأول في مركز اكسبو الشارقة. وكشفت فيه النقاب عن هوية إمارة الشارقة الجديدة تنقسم الهوية الجديدة لإمارة الشارقة إلى عنصرين أساسيين هما، الأول مجموعة من الأدوات المرئية التي تتضمن الشعار والخط، والثاني مجموعة الألوان المستخدمة التي ترمز إلى القطاع السياحي، قطاع التجارة والأعمال، التعليم، الثقافة والتراث، المنطقة الشرقية. وتعتبر هذه العناصر الرئيسية أدوات يمكن من خلالها بناء شهرة أكبر للعلامة وتحديد الرؤى والإستراتيجيات الترويجية للإمارة». حضر الاحتفال الشيخ عبد الله آل ثاني رئيس دائرة الطيران المدني بالشارقة والشيخ خالد بن عبد الله القاسمي رئيس دائرة الموانئ والجمارك والشيخ طارق بن فيصل القاسمي ورؤساء ومديرو الدوائر المحلية وكبار الشخصيات والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية في الدولة وحشد كبير من وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية.مكانة تاريخية... وأكد الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة على المكانة التاريخية للإمارة واصفاً إياها بحكاية تعبق بالتاريخ والتراث، ومفعمة بالأصالة قد يصعب على الراوي سرد فصولها، قائلاً «ان الشارقة حكاية حضارة تعود إلى أكثر من ستة آلاف سنة إذ كان عدد سكانها في ذلك الوقت قليلاً، وكانوا يعتمدون على التجارة والملاحة بالإضافة إلى الزراعة والصيد واستخراج اللؤلؤ، وما أن أطل على هذه الإمارة عهد سلطان حتى بدأت تتضح المعالم الأولى لعاصمة الثقافة العربية إذ انطلقت الشارقة منذ توليه دفة القيادة لتمضي بخطى حثيثة وواثقة على دروب الانجاز، لتشيد على أرضها واحدة من أكبر وأنجح تجارب التنمية والنهضة الحضارية والثقافية في المنطقة وذلك بما حققته من إنجازات شامخة في مختلف الميادين ونجاحات باهرة في حاضر الوطن ومستقبل الأجيال». وقال (إن الشارقة بحكمة سلطان ورسوخه على المبادئ والقيم العربية والإسلامية الأصلية تتبوأ اليوم مكانة مرموقة بين الدول والأمم بما انتهجته من سياسات حكيمة متوازنة على الصعيد الخارجي وبما أنجزته من نهضة وتقدم على الصعيد الوطني المحلي. واليوم عندما ننظر إلى الوراء ونتذكر حال أجدادنا في السنوات الماضية ندرك أنه يمكننا تحقيق الكثير في وقت قصير، نرى كيف أن الماضي قد هيأنا لعمل ما يتوجب علينا فعله في المستقبل المتغير حتماً، اليوم يبدو لنا أن الثقافة هي انعكاس للطريق التي يتأقلم بها الناس مع التاريخ، ونحن فخورون بأنفسنا وبإنجازاتنا المحققة على هذه الشواطئ المحاذية للصحراء في وطن ساعدتنا قيمه المتوارثة كي نكبر ونبدع إذ باتت الشارقة تجسيداً لثقافتنا وتراثنا وتقاليدنا. وها نحن نرى الشارقة مجموعة من الألوان التي صبغت قلوبنا بعبق التاريخ وأصالة الماضي، ومع مضينا نحو المستقبل تبقى الشارقة دوماً عاصمة الثقافة في قلوبنا). وتطرق رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي إلى استراتيجيات الهيئة في الترويج لإمارة الشارقة وقال انه وفي إطار التوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في التأكيد على تبوؤ إمارة الشارقة مكانة مرموقة على مستوى المنطقة والعالم عملت هيئة الإنماء خلال 12 عاماً وتحديداً منذ تأسيسها في العام 1996 على استغلال مختلف السبل وتسخير كافة الإمكانيات المتاحة في الترويج لإمارة الشارقة كوجهة تراثية ثقافية سياحية عائلية متميزة على مستوى المنطقة والعالم. [c1]استراتيجية مستقبلية[/c] وأضاف أننا انطلقنا في رسم إستراتيجيتنا المستقبلية واضعين نصب أعيننا توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لتكون الإطار العام والمحرك الرئيس لعملية التطوير التي نؤمن بأنها عمل جماعي منظم يقوم على أسس متينة وقواعد راسخة تضع في الحسبان كل العوامل المؤثرة على هذا القطاع والتوجه العام لحركة السياحة المحلية والإقليمية والعالمية. وقال (إنه منذ تأسيس الهيئة انطلقنا في إستراتيجيتنا الترويجية من خلال التركيز على عوامل تميز إمارة الشارقة كوجهة سياحية إضافة للتفرد الذي تمتاز به عن سواها وعليه فقد سعت الهيئة مستفيدة من عوامل التميز هذه وبكل ما توافر لديها من إمكانيات لتطوير القطاع السياحي في الإمارة وسخرنا لهذا الهدف الوقت والجهد والمال، فانطلقنا نحو المحافل الترويجية العالمية والإقليمية والمحلية، واستطعنا ولله الحمد أن نحصد الإنجاز تلو الآخر عبر هذه المشاركات وعبر تنظيمنا لاستضافة الشارقة لكبرى الفعاليات العالمية التي تحظى دوماً بشرف رعاية سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة والتي أسهمت ولا تزال في تعزيز مكانة الإمارة السياحية عالمياً). [c1]انجازات القطاع السياحي [/c]وقال رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة إن الأرقام تأتي شاهداً على إنجازات تحققت على أرض الواقع ،إذ نجحت الهيئة ولله الحمد حتى يومنا هذا في بلوغ الكثير من أهدافها، ولعل الزيادة الواضحة في التدفق السياحي للإمارة وفي عدد المنشآت الفندقية ونسب الإشغال فيها لهو أكبر دليل على هذا، حيث ارتفع حجم التدفق السياحي في الإمارة إلى نحو 5,1 مليون سائح في العام 2007 مقارنة بحوالي 600 ألف سائح في العام 2000 وبلغت النسبة الإجمالية لإشغال كل من الفنادق والشقق الفندقية في إمارة الشارقة نحو 85% في حين ارتفع إجمالي عدد الفنادق والشقق الفندقية في إمارة الشارقة خلال العام الماضي، إلى 96 منشأة فندقية مقارنة بـ 20 منشأة فندقية في العام 2000 . وتطرق الشيخ سلطان في كلمته إلى التحديات التي تواجه القطاع السياحي في الإمارة واشار الى انه «مع النمو السريع للقطاع السياحي في منطقة الشرق الأوسط، تتزايد وتيرة التشابه بين الوجهات السياحية مع خضوعها لنفس المرجعيات الغربية، مما أدى إلى انعزال ملموس عن حاجات وتطلعات شريحة واسعة من السياح المتمسكين بالتقاليد والقيم العائلية، والراغبين بالاطلاع على غنى الثقافة العربية لقاء تكاليف تبدو في متناول الجميع». وأضاف (في ظل التحديات التي تواجهنا في هذا القطاع عقدنا العزم على خدمة هذه الشريحة الفريدة من السياح، واليوم تقدم الشارقة بديلاً عظيما لما يسمى «مدن المستقبل» العربية، فالشارقة هي المكان الأبرز الذي يؤكد الحرص والالتزام بالمحافظة على القيم الحميدة، والتراث الثقافي، والجذور الإسلامية وهي شهادة فخر واعتزاز يتردد صداها في كافة أرجاء الأرض). [c1]مميزات [/c]و حول أبرز ما يميز الشارقة عن سواها من الوجهات السياحية في المنطقة قال القاسمي «تتميز إمارة الشارقة بتعدد الأوجه، فبينما تبدو مدينة الشارقة محور الثقافة والتعليم في منطقة الشرق الأوسط، فإن المناطق المحيطة بالإمارة أصبحت القلب النابض للصناعة في دولة الإمارات العربية المتحدة، فيما توصف المنطقة الشرقية بأنها جنة الشواطئ، وقد اكتسبت هذا الغنى والتنوع ولله الحمد شعبية كبيرة لدى القادمين إلى الإمارة بقصد السياحة أو بهدف الاستثمار، وذلك بفضل التزامنا هنا في إمارة الشارقة بهذه المبادئ ». [c1]الهوية الجديدة [/c]واكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي أن الإعلان عن الهوية الجديدة لإمارة الشارقة هو حصاد عامين من العمل الجاد لتطوير هوية متكاملة تقدم جوهر إمارة الشارقة بطريقة تجذب السائح والمستثمر إليها، والهوية ليست مجرد شعار، بل هي هوية متكاملة تشمل عناصر متعددة وتوفر لنا منهجاً واتجاهاً واضحاً نحو التقدم والترويج للإمارة ضمن إستراتيجية رائدة واطر حرصنا على رسمها لتحقيق الطموحات وبلوغ الغايات في تعزيز مكانة الشارقة على خارطة السياحة والأعمال العالمية». وأضاف أن فكرة تطوير الهوية الجديدة لإمارة الشارقة جاءت بمبادرة من هيئة الإنماء التجاري والسياحي بإمارة الشارقة لخلق هوية الإمارة كوجهة للسياحة والأعمال على مستوى المنطقة والعالم، وإطلاق الهوية التي تعتمد منهجاً مدروساً ولاتكتفي بإطلاق شعار جديد هو تحد ليس بالسهل ننظر من خلاله إلى فضاء لا حدود له ونطاق واسع من القطاعات التي يمكن توظيفها في تسويق الإمارة سياحياً وتجارياً، وذلك لرفع معدل التدفق السياحي والاستثماري إلى الشارقة، وتطوير مختلف قطاعات التنمية في الإمارة. وأكد ضرورة توظيف الهوية الجديدة لخدمة مختلف القطاعات في الإمارة قائلاً « لأننا في الهيئة لا نروج عن أنفسنا بل أخذنا على عاتقنا دوماً شرف الترويج لإمارة الشارقة بمختلف مقوماتها السياحية والتجارية والثقافية وغيرها، فإن الهوية الجديدة يجب توظيفها في تسويق الإمارة وتطوير مختلف قطاعات التنمية بحيث لا يقتصر الأمر على هوية سياحية فقط أو مجرد شعار مرتبط بهيئة حكومية، إننا نأمل في ترجمة هذه الهوية إلى استراتيجيات وبرامج عمل تنفيذية حكومية مشتركة تشمل مختلف الدوائر والهيئات الحكومية بالشارقة. وذلك عبر الالتزام بمبادئ الهوية الجديدة وتبنّيها والتحرك في نطاقها، وبلورة فهم مشترك وبناء تجربة متناغمة تحوّل الجميع في الإمارة إلى سفراء معبّرين عن هويتها وحاملين لرسالتها ليس من خلال الأدوات المرئية المعبّرة عنها فقط، بل أيضاً من خلال الالتزام بمنظومة القيم والمبادئ والأسس التي ترتكز عليها مع احتفاظ كل دائرة أو هيئة بهويتها الخاصة. وقال القاسمي نحن في الهيئة على أتم الاستعداد للتنسيق مع مختلف الدوائر والهيئات الحكومية في الشارقة لشرح كيفية تطبيق مبادئ ومعايير الهوية الجديدة لإمارة الشارقة، فنحن على يقين بأن توحيد الرؤى هو السبيل الأمثل لتحقيق كل ما نصبو له لأجل الإمارة الباسمة». وبعد ذلك تم الكشف عن الهوية الجديدة للإمارة بكافة عناصرها المرئية بما في ذلك الشعار والخط ومجموعة الألوان المستخدمة، ومن ثم شهد الحضور فيلماً قصيراً يوثق مراحل العمل التي شهدها مشروع الهيئة لتطوير هوية متكاملة لإمارة الشارقة، بالإضافة إلى فيلم ترويجي يبرز أهم عوامل الجذب السياحي التي تميز إمارة الشارقة عن سواها في المنطقة، وقد حمل هذا الفيلم الشعارات الترويجية الجديدة التي اعتمدتها الهيئة للترويج للإمارة في المرحلة المقبلة تحت عنوان «الشارقة هي وجهتي». [c1]مكونات وعناصر الهوية [/c]الهوية الجديدة للإمارة تتكون من عناصر أساسية تتضمن مجموعة من الأدوات المرئية بما في ذلك الشعار والخط ومجموعة الألوان المستخدمة التي ترمز إلى القطاع السياحي، قطاع التجارة والأعمال، التعليم، الثقافة والتراث، المنطقة الشرقية، وتعتبر هذه العناصر الرئيسية الأدوات التي يمكن من خلالها بناء شهرة أكبر للعلامة التجارية. وتم تعريف الهوية الجديدة لإمارة الشارقة لتعكس شخصية ومميزات هذه الإمارة الفريدة، وستمثل هذه الهوية الشارقة وكافة قطاعاتها في كل الوسائل الترويجية للإمارة محلياً وإقليمياً وعالمياً، ولقد تم استلهام الشعار الترويجي الجديد لإمارة الشارقة من التصاميم الإسلامية التقليدية، والتي تمت إعادة صياغتها في قالب معاصر يظهر التاريخ الغني والثقافة العربية للإمارة. حيث تم اختيار الألوان من عدة عناصر في الإمارة، فالذهبي الطبيعي هو لون غنى رمال الصحراء المُعبر عن بيئة الشارقة، مقترن بالثروة والازدهار، ذهب الأرض لعاصمة الثقافة هو غنى الروح وعراقة الأصالة، لذلك تم اختيار هذا اللون ليكون علامة فارقة ترمز للتجارة والأعمال في الشارقة. أما الأزرق النقي فهو اللون الأزرق الطبيعي الذي يعكس زرقة السماء والماء، يضفي شعوراً بالراحة والهدوء، لون السلام في محيط العائلة، وقد تم اختيار هذا اللون ليشكل مشهداً متكاملاً من التناغم يعبر عن المنطقة الشرقية في إمارة الشارقة، والبرتقالي الشمسي هو لون ينبض بالحياة والدفء، يرسم مشاعر الفرح والبهجة، لون الطبيعة المشتق من الشمس، وصفة الشارقة خير تعبير عن مصدر النور والدفء في الدنيا وقد تم اختيار هذا اللون لكونه الأمثل الذي يرمز للسياحة والترفيه في الشارقة. هذا بالإضافة إلى الأزرق الغامق هو لون يدل على الشعور بالثقة، لون الذكاء والاستقرار والتفرد، وقد تم اختياره ليشكل تعبيراً متكاملاً عن قطاع التعليم في إمارة هي اليوم منارة للعلم وصرح الثقافة، واللون الأرجواني الذي هو لون الملوك والنبلاء، القادر على إثارة الإبداع، وقد تم اختياره لكونه التعبير الأمثل عن تراث الشارقة الإسلامي في صورة من الماضي ترسم أمجاد المستقبل. وتمثل هذه الألوان الرئيسية الشعار الجديد للشارقة، وتستخدم رموز الهوية الجديدة بهذه الألوان فقط، ويتم تقسيم العلامة التجارية الرئيسية إلى خمسة أقسام فرعية، لكل منها لونها الفرعي الخاص بها.
«الإنماء التجاري والسياحي» تطلق هوية إمارة الشارقة الجديدة
أخبار متعلقة