استكملت يوم أمس في عموم محافظات الجمهورية واحدة من أبرز مهمات العمل الديمقراطي ألا وهي انتخاب الهيئات القيادية للمجالس المحلية في المحافظات ومديرياتها.إن نجاح هذه الانتخابات هو خطوة على طريق ترسيخ الديمقراطية في البلد وهي تمكين المواطنين عبر ممثليهم من المشاركة في عملية صنع القرار.ولأن هذه الانتخابات ليست هدفاً بحد ذاتها وإنما هي آلية لتحقيق مقاصد جليلة لعل أبرزها توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في الحكم ومشاركة المواطنين في صنع القرار على الصعيد المحلي. وهي تجديد لشرعية المجالس المحلية التي حصلت على أصوات الناخبين ووصلت إلى مواقعها كما أنها تجديد لحيوية المجتمع اليمني وفاعليته ومقدرته على إدارة شؤونه بثقة وجدارة واقتدار عبر ممثليه الذين انتخبهم قبل ثلاثة أعوام، فإنه تنتصب أمام من تم انتخابهم لقيادة المجالس المحلية من أمناء عامين ورؤساء لجان عاملة في هذه المجالس مهام كبيرة باعتبارهم ليسوا مجرد نواب خدمات وإنما باعتبارهم ممثلين للشعب وحصلوا على مواقعهم عبر الأفكار والبرامج السياسية التي تعالج الشأن العام في هذه المديرية أو تلك أو هذه المحافظة أو تلك وليس لأداء الخدمات والمصالح الشخصية.لقد سارت عملية الانتخابات وفقاً للعديد من المراقبين بشكل نزيه وشفاف وما دل على نزاهتها هي القواعد والأنظمة المنظمة لعملية الانتخابات وحيادية الجهة المشرفة عليها من خلال تعاملها مع كل أطراف العملية الانتخابية دون تمييز كما تميزت بنزاهة الإشراف والفرز وإعلان النتائج.وهذه الانتخابات تعتبر فرصة للمواطنين تمكنهم من مساءلة أعضاء المجالس المحلية المنتخبين مباشرة من قبل المواطنين عن مدى سلامة انتخابهم لقيادة المجالس المحلية من خلال اختيار الأصلح من المرشحين لقيادة المجالس المحلية بفعل تراكم الخبرات في عمل المجالس المحلية على مدى ثلاثة أعوام من خلال اختيار الأفضل من ذوي الخبرة والمعرفة والصلاحية والاستقامة والنزاهة لمتابعة تنفيذ المشاريع المحلية والمركزية كما أنها تتيح مجالاً واسعاً لتعزيز القدرات لتمكين هذه القيادات المنتخبة من الاستفادة من الطاقات البشرية والموارد الاقتصادية للوحدات الإدارية وتسهم إسهاماً فاعلاً في تحسين بيئة هذه الوحدات الإدارية اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وصحياً.إننا نأمل من الحائزين على الثقة من الفائزين في هذه الانتخابات الإسهام بفاعلية في خدمة المواطن وتطوير المجتمع وتوعيته وسد أبواب الفساد والمحسوبية.كما نأمل من نتائج هذه الانتخابات المساهمة في إتاحة الفرصة للتنافس الحر فيما بين الوحدات الإدارية (المحافظات) للتقدم والتطوير في مختلف مجالات الخدمات كالصحة والتعليم وشحذ همم المجالس المحلية لمزيد من العمل على تطوير المحافظات والمديريات والتصدي للمعضلات بجدارة واستحقاق وتحمل مسؤولياتها في عملية البناء لا الهدم وتلك مهمة جسيمة تتطلب فعلاً الهمم العالية.
خطوة ديمقراطية
أخبار متعلقة