منبر التراث
[c1]مظاهر رؤية الهلال[/c]رؤية هلال رمضان يعد من العادات والتقاليد القديمة الضاربة جذورها في اليمن، وعلى وجه الدقة في عصر الدول المركزية التي تعاقبت على حكم اليمن كالدولة الصليحية ، والرسولية ، والطاهرية . فقد ذكرت المصادر الشفهية أو الكلمة الملفوظة أنّ رؤية هلال رمضان ، كان له احتفال بهيج وكبير تحتفل به كل الفئات الاجتماعية . ومن مظاهر الاحتفال في تلك المناسبة الهامة هو خروج المشايخ ، والعلماء ، والفقهاء ، وأعيان المدينة في وقت المغرب لرؤية هلال رمضان . وكان رؤيته تتم في أماكن مرتفعة حتى تكون الرؤية أكثر وضوحاً . وعندما يثبت رؤية هلال رمضان . فإن الحياة تدب وتنشط في الليل حيث تخرج الطوائف الصوفية بملابسها الخاصة بها ، تحمل البيارق ( الرايات ) ويصحبها العازفون على الطبول ، وينشد المنشدون ابتهاجا وفرحة بقدوم شهر رمضان المبارك .[c1]احتفالات رمضانية بهيجة[/c]ففي مدينة عدن عندما يترامى إلى مسامعها رؤية هلال رمضان . تتزين المدينة بالأعلام ، وتضئ القناديل كل مكان في أحيائها الشعبية العريقة ، ويصير الليل نهاراً . وتفتح الدكاكين أبوابها قبل السحور ، ويطوف في أزقتها ، وطرقاتها ( المسحراتي ) الذي ينادي على الناس بصوت رخيم يصاحبه إيقاع الطبلة وبصرف النظر أنّ الصوت يصل إلى بيوت الأحياء ، المهم في الأمر ، أنّ تلك كانت من المظاهر العريقة التي كانت سائدة في ثغر عدن . وإذا توجهت صوب ميناء صيرة ، سيلفت نظرك أنّ مياه بحر صيرة يتلألأ بالأنوار كأنها نجوم سقطت من السماء فتناثرت على المياه فتضفي على جو الحياة بهجة وسرور . وفي بعض السفن الشرعية ، يتجمع البحارة حول أحد المنشدين وهو ينشد أغاني البحر ، والموشحات الدينية . [c1]صناعة الحلوى [/c]وتذكر المصادر الشفوية أنّ في عصر الدولة الصليحية التي ارتبطت ارتباطاً شديداً بالفاطميين في مصر تسربت إليهم بعض عاداتها وتقاليدها في المناسبات الدينية كشهر رمضان ، ومن أهمها مظاهرها صناعة الحلوى التي أشتهر بها الفاطميون في المغرب العربي قبل دخولهم إلى مصر . وكانت القاهرة الذي بناها القائد جوهر الصقلي سنة ( 362هـ / 973م ) للخليفة المعز لدين الله وهو الخليفة الرابع من الخلفاء الفاطميين المتوفي سن ( 365 هـ / 976م ) . قد باتت عاصمة الدولة الفاطمية مشهورة في صناعة الحلوى . وقد تفنن الفاطميون في تلك الصناعة ، وصارت مضرب الأمثال من حيث مذاقها الرائع ، وأشكالها المختلفة . وكان من الطبيعي أن تتسرب صناعة الحلوى إلى البلدان التي ترتبط بها ارتباطا قوياً كالدولة الصليحية . وعلى أية حال ، تذكر المصادر الشفوية أنّ عدداً غير قليل من صناع الحلوى المصريين افتتحوا عدداً من الدكاكين لبيع تلك الحلوى الشهية في عدن . وصارت بالفعل عدن مشهورة بصناعة الحلوى المصرية وتحديداً في رمضان يتهافت عليها الكثير من الأمراء ، والحكام ، والوجهاء ، والأعيان لشراء تلك الحلوى التي تصنع في عدن . ويقال أنّ الملكة سيدة بنت أحمد الصليحي والتي استقر حكمها في جبلة ، كان يرسل لها في شهر رمضان الكثير من أصناف الحلوى . [c1]موائد رمضانية[/c]وتذكر أيضاً المصادر أنّ الموائد كانت تمد في الأحياء الشعبية من قبل التجار الأثرياء ، والأعيان ، والوجهاء ، للفقراء ، والمساكين . ويقال أنّ تلك الموائد كانت تمتلئ بالأطباق الدسمة كالثريد . والحقيقة أنّ رؤية هلال رمضان في عدن أو في غيرها من المدن اليمنية ، كان الاحتفال به عظيم حيث تسود في شهر رمضان المبارك الرحمة والمحبة ، والتكافل الاجتماعي بين الناس . [c1]* وكل رمضان وأنتم بخير [/c]